شهدت محافظات عدة، خلال اليومين الماضيين، سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات الشعبية المطالبة بحقوق مختلفة، من الأراضي السكنية وفرص العمل، إلى تحسين الخدمات العامة وضمان الحقوق المدنية. وعكست تلك الاحتجاجات في محافظات البصرة، ميسان، بابل، النجف، واقليم كردستان، تنوع القضايا وعمق المشاكل التي تواجه المواطنين.
وقفة لموظفي مجاري
نظم العشرات من موظفي مديرية مجاري البصرة وقفة احتجاجية، طالبوا خلالها بتخصيص قطع أراض سكنية لهم، أسوة بزملائهم. وقال عدد من المحتجين، الذين يبلغ عددهم 137 موظفًا، أنهم لم يتسلموا قطعهم رغم تخصيص مقاطعة لموظفي المديرية، بينما تم توزيع نحو 500 قطعة أرض للموظفين الآخرين.
وأكدوا أن مديريتهم وعدتهم بإرسال قائمة منفصلة بأسمائهم إلى بلدية شط العرب، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
من جهته، قال مدير مجاري البصرة، خزعل حميد غضبان، إنّ أسماء أكثر من 120 موظفًا قد تم رفعها إلى بلدية شط العرب، حيث سيتم منحهم قطع أراض من الإفرازات الجديدة.
سائقو البرادات
ونظم عدد من أصحاب التريلات المبردة وقفة احتجاجية في منطقة الجمعيات بالبصرة، مطالبين بحل مشكلاتهم المتعلقة بعدم وجود ساحة مخصصة للشاحنات المبردة، وعدم توحيد أنظمة الموازين التي تختلف من محافظة إلى أخرى.
وحذر المحتجون من اللجوء إلى الإضراب في جميع محافظات العراق، إذا لم تستجب الجهات المعنية لمطالبهم.
احتجاج على شح المياه
كما تظاهر العشرات من سكان قضاء الكحلاء بمحافظة ميسان، قرب مكتب ناظم الكحلاء في منطقة الماجدية، احتجاجًا على أزمة شح المياه التي تعاني منها المنطقة. وقال المتظاهرون أن القرى القريبة من الأهوار والشريط الحدودي في القضاء، بالإضافة إلى الوحدات التابعة له، تعاني من العطش منذ أشهر، ما أدى إلى نفوق الحيوانات وهجرة السكان بسبب الجفاف. وانتقد المحتجون ما وصفوه بـ"الصمت الحكومي" تجاه معاناتهم، مشيرين إلى جفاف الأنهار ومغذيات الأهوار، المصدر المائي الوحيد للشرب وري الحيوانات.
تظاهرة أمام "بتروجاينا"
ونظم خريجون عاطلون عن العمل، وقفة احتجاجية أمام مقر شركة بتروجاينا النفطية في حقل الحلفاية شرق ميسان.
وقال مصدر محلي، إن المتظاهرين، القادمين من قضاء الكحلاء وناحية بني هاشم، طالبوا بشمولهم بالتعيينات وفرص العمل في الشركة، مستندين إلى توجيهات الحكومة المحلية التي تلزم الشركات النفطية بإعطاء الأولوية للخريجين من سكان مناطق العقد، وذلك في إطار ما يُعرف بـ"تحسين العلاقة الاجتماعية" بين الشركات والمجتمعات المحلية.
احتجاج على ارتفاع أسعار الأراضي
تجمع العشرات من أهالي ناحية الطليعة جنوبي محافظة بابل، أمام مبنى البلدية احتجاجًا على ارتفاع أسعار الأراضي السكنية وآلية التقييم التي وصفوها بـ"غير منطقية". وأكد المحتجون أن المنطقة مصنفة درجة رابعة وتفتقر إلى الخدمات الأساسية من طرق ومجار ونظافة، ولا تبرر الأسعار المعلنة، حيث بلغ سعر المتر الواحد 250 ألف دينار، ما رفع قيمة بعض القطع إلى أكثر من 90 مليون دينار، في حين أن السوق الفعلية أقل بكثير. من جانبه، أوضح مدير بلديات بابل، المهندس عايد السعيدي، أن اللجنة المتخصصة ستجري كشفاً ميدانياً على العقارات المتجاوز عليها، مع الاستعانة بخبير قضائي لضمان العدالة في التقدير، مؤكداً استمرار التنسيق بين الأهالي والبلدية والجهات الرقابية والنيابية لإيجاد حلول عادلة.
معلمو الإقليم يعلنون الإضراب
وأعلن معلمون محتجون في إقليم كردستان رفضهم بدء العام الدراسي الجديد في موعده المحدد في 21 أيلول 2025، مؤكدين المضي في "مقاطعة" الدوام.
وقال دلشاد ميراني، عضو لجنة المعلمين المحتجين في السليمانية، إن المقاطعة تشمل جميع المراحل الدراسية، وأن الاعتصامات والاحتجاجات ستستمر هذا العام، في حين لم يتم تحديد توقيت بدء الفعاليات بعد. وكانت وزارة التربية في الإقليم قد أعلنت في 7 أيلول الجاري أن 21 من الشهر الحالي سيكون موعد بدء العام الدراسي الجديد في المدارس الحكومية والأهلية.
مطالبات بالإفراج عن ناشط مدني
وتجمع المئات من أهالي المشخاب، النجف، لليوم الثاني على التوالي، أمام تمثال قائد ثورة العشرين عبد الواحد الحاج سكر، للمطالبة بالإفراج عن الناشط مهند رحيم الفتلاوي، الذي اعتُقل إثر شكوى تقدم بها أحد المقاولين على خلفية انتقاده عمل الشركة. وحذر المتظاهرون من تصعيد الاحتجاجات في حال لم يتم الإفراج عن الفتلاوي، وفي وقت وقت لاحق أفرجت محكمة الكوفة عن الفتلاوي.
وتواصلت هذه التحركات الشعبية في مختلف المحافظات، لتسليط الضوء على قضايا متعددة تشمل الأراضي السكنية، المياه، فرص العمل، التعليم والحقوق المدنية، مع مطالبة الجهات الحكومية باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمات والرد على مطالب المواطنين بشكل واضح وعادل.