يشكو بغداديون في مناطق متفرقة، من تكدس النفايات أمام بيوتهم وفي الساحات القريبة منها، مبينين أن أجزاء كثيرة من مناطقهم تحوّلت إلى مكبات للأوساخ نتيجة عدم رفعها بانتظام من قبل كابسات البلدية.
ويوضحون في حديث صحفي، أن الكابسات تتأخر عن زيارة مناطقهم فترات طويلة، تصل إلى 10 أيام أو أسبوعين، ما يؤدي إلى تزايد النفايات وتراكمها على الأرض بعد امتلاء الحاويات.
تقول المواطنة فرح أحمد، وهي من سكان حي الجهاد، أن ساحات وقطعا فارغة في منطقتها تحوّلت إلى مكبات أزبال، مشيرة إلى أن الحاويات لا يجري إفراغها بانتظام، وبعد أن تمتلئ يضطر المواطنون إلى رمي النفايات على الأرض.
وتوضح أن كابسات البلدية لا تأتي إلى منطقتهم مدة شهر أحيانا، لا سيما في فترات المناسبات الدينية، مؤكدة أنه "خلال شهر محرم الماضي، اختفت الكابسات في منطقتهم مدة تجاوزت 40 يوما، الأمر الذي تسبب في تكدس النفايات على شكل تلال أمام البيوت وفي الطرقات والساحات".
ونتيجة لتكدس النفايات وما تحتويه من بقايا أطعمة وغيرها "تفوح روائح كريهة في المناطق السكنية، إلى جانب انتشار الحشرات والقوارض" - حسب فرح، التي تؤكد أن العائلات لا تريد رمي نفاياتها على الأرض، لكن عدم وجود حاويات فارغة يضطرها أحيانا إلى ذلك.
ومع تكدس النفايات وما يترتب عليها من مخاطر صحية وبيئية، وفي ظل غياب آليات البلدية، يبزر دور القطاع الخاص في جمع النفايات من البيوت، لكن مقابل اشتراك شهري يصل إلى 10 آلاف دينار من كل بيت. في حين تواصل الجهات الحكومية جباية أجور رفع النفايات من المواطنين ضمن قائمة الماء والمجاري!
تقول المواطنة وجدان الساعدي، من حي التراث، أن "كابسة القطاع الخاص تأتي مرة كل يومين، وترفع النفايات مقابل 10 آلاف دينار شهريا"، مشيرة في حديث صحفي إلى ان "تلك الكابسات انقذتنا. فبمجرد وضع الحاوية أمام المنزل تأتي وتقوم بإفراغها، على عكس الكابسات الحكومية التي تفرض أحيانا على أصحاب المنازل، دفع أجور (إكرامية)!".
وأدى التراجع الحكومي في إدارة ملف النفايات، إلى رواج شركات التنظيف الخاصة. حيث تنتشر على مواقع التواصل إعلانات لبيع أو تأجير الكابسات، إلى جانب طلب سائقين وعمال للعمل في هذه المهنة.
من جانبه، يقول حسين كريم، وهو سائق كابسة خاصة، أن "عملنا جيد في المناطق التي لا تزورها البلدية بانتظام"، لافتا في حديث صحفي إلى أن المناطق الزراعية غير المشمولة بخدمات البلدية، أكثر طلبا لكابسات القطاع الخاص من غيرها.
وينوّه إلى أن أمانة بغداد تستأجر أحيانا كابسات من القطاع الخاص، لا سيما في المناسبات. حيث تضطر إلى ذلك في حال لم تتمكن آلياتها من تغطية كميات النفايات الكبيرة في مثل هذه الأوقات.
أمانة بغداد: نُنظف 24 ساعة
في المقابل، تؤكد أمانة بغداد أنها تولي أهمية كبرى لتنظيف الشوارع والمحلات السكنية بشكل يومي. إذ يقول المتحدث باسم الامانة عدي الجنديل، في حديث صحفي، أن "هناك 4 وجبات عمل بمعدل 6 ساعات لكل وجبة، ما يعني استمرار أعمال النظافة على مدار 24 ساعة يومياً".
ويشير إلى وجود أسطول كامل تابع للأمانة يضم كابسات وعمال تنظيف، لافتا إلى انه "في حال وجود نقص في الكابسات، يتم تأجير كابسات من القطاع الخاص".
ويؤكد أن "الأمانة لا تستوفي أي مبلغ من المواطنين، بل ترفع النفايات مجانا. وقد أطلقنا تطبيق (صوت المواطن) لتسلم الشكاوى بخصوص جباية أي مبالغ مقابل رفع النفايات، باستثناء المناطق الزراعية لأنها خارجة عن صلاحياتنا".