اخر الاخبار

بعد مرور عامين على مجزرة جسر الزيتون في ذي قار، لم تكشف اللجان التحقيقية، عن النتائج التي توصلت اليها بشأن المجزرة التي راح ضحيتها قرابة 70 شهيد، حين اقتحمت القوات العسكرية جسري الزيتون والنصر بعد تكليف الفريق جميل الشمري قائداً لقيادة عمليات ذي قار.

وما تزال صور هذه المجزرة عالقة في اذهان من عاشوها، فلم ينج ممن كانوا على الجسر إلا القليل.

وحدثت المجزرة في 28 من تشرين الثاني عام 2019 عند الساعة الثالثة فجراً، وأدت إلى استشهاد ما يقارب 70 محتجا وجرح العشرات.

وإلى الآن لم يعرف الرأي العام العراقي حقيقة ما حدث على الجسر، إذ لم تسفر التحقيقات ولا اللجان المشكلة عن شيء واضح. والاعتصامات في ذي قار لها مكانان: الأول، في جسر الزيتون، وهذا المكان هو الأكثر أهمية، كونه مجاورا لمقر قوة التدخل السريع ومكافحة الشغب. والثاني، ساحة الحبوبي وهو المكان المركزي للاحتجاجات.

بداية المجزرة 

سيف سعد، وهو احد الناجين من مجزرة جسر الزيتون، يقول لـ»طريق الشعب»: «كنا متواجدين على الجسر، ووردتنا انباء قبل أسبوع من حدوث المجزرة، تؤكد ان القوات الحكومية سوف تهاجم جسر الزيتون. كذلك حذّرنا احد الأطباء العاملين في مستشفى الناصرية قائلا ان تعليمات من قيادة عمليات ذي قار وصلت إلى المستشفى، تطلب تفريغ أربع ردهات للحالات الطارئة».

ويضيف في الذكرى الثانية للمجزرة، أنه مع بداية الهجوم «قطعت القوات الأمنية اغلب الطرق المؤدية للجسر. ثم قامت باعتقال الشباب الذاهبين نحو الجسر».

ويتابع سعد أن «الفوضى كانت تعم الشوارع، بينما الغاز المسيل للدموع كان يملأ المكان، وتكاد الرؤية تكون معدومة بسبب كثافة الدخان. وبالتزامن مع كل هذا كانت القوات الأمنية تطلق الرصاص بغزارة صوب الاحياء القريبة من الجسر».

قصص عالقة في الاذهان

ويوضح، أن «مشهد سيارة الهمر وهي تسحق جثث الشهداء، ما يزال عالقاً في ذهني».

ويستذكر سعد موقف العوائل التي فتحت بيوتها لهم قائلاً: «بعد ان  انسحبنا الى منطقة البريد في المكان الذي استشهد فيه عمر سعدون، فتحت العوائل بيوتها لنا للاختباء من قتلتنا».

ويذكر أن «الهلع في تلك الليلة ملأ ذي قار؛ فسيارات الاسعاف تنقل القتلى والجرحى، والجوامع تنادي بجمع التوابيت، والمتظاهرون غاضبون. بينما قامت قوات الأمن بإلقاء قنبلة يدوية، أودت بحياة ستة شباب؛ بعد أن احتضنها أحدهم، بينما أحاط به الآخرون لاستيعاب التفجير وتحجيمه. إذ أنهم ضحوا بحياتهم من اجل سلامة زملائهم».

وهناك قصص مأساوية كثيرة سردها المتحدث، من بينها قيام احدى الأمهات بحث ابنها على مساندة إخوته المتظاهرين، قرب قيادة علميات ذي قار، مضيفا أنه استجاب لرغبة والدته، لكنه عاد إليها شهيدا بعد ساعات قليلة. ويكمل سعد أن «الشهيدة سارة بينما كانت تهدئ الوضع، وتدعو الشباب الى ترك قيادة العمليات، حفاظا على أرواحهم، لكن القناص كان لها بالمرصاد. طلقة في الرأس أنهت حياتها».

مجزرة خارج التصورات

أما خليفة البدري، وهو متظاهر كان في ساحة الحبوبي، يقول إن «الشباب المرابطين على الجسر، كانوا أكثر إصراراً على تحقيق المطالب من أقرانهم في ساحة الحبوبي».

ويؤكد البدري لـ»طريق الشعب»، أن «تصورتنا لم تكن تستوعب اننا قد نواجه نيران من قبل القوات الأمنية بهذا الحجم، وما زاد الامر سوءا ان القوات الأمنية اقتحمت جسر النصر في الوقت ذاته الذي اقتحمت فيه جسر الزيتون، ما أدى الى وقوع اكبر عدد من الشهداء في هذه المجزرة».

ويذكر أنه «عندما اقتربت القوات الأمنية من ساحة الحبوبي بدأت برش مادة الكاز لحرق مقتربات الحبوبي، ففي هذه اللحظات وصل عدد الشهداء لقرابة 70 شهيدا، بسبب كثافة الرصاص الحي».

ويتابع البدري، أن هذا الامر «دفع الشباب لان يصمدوا اكثر امام العنف المستخدم من قبل السلطات، للحفاظ على الساحة، ثم التقدم نحو القوات الأمنية لإرجاعها الى ما قبل جسري النصر والزيتون».

عرض مقالات: