شهدت ثلاث محافظات سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية، نظمها مواطنون ومهندسون وناشطون، للتعبير عن مطالب متنوعة تتعلق بالخدمات وفرص العمل والحريات العامة، وسط دعوات متصاعدة إلى استجابة حكومية جدية وسريعة.
الهلال تطالب بالخدمات
في محافظة المثنى، وتحديدًا في قضاء الهلال، خرج العشرات من المواطنين في تظاهرة شعبية احتجاجًا على تردي الخدمات الأساسية في مناطقهم، وعلى رأسها الكهرباء ومياه الشرب. وأكد مشاركون في التظاهرة، أن القضاء يعاني من تذبذب مستمر في التيار الكهربائي وشحة حادة في مياه الشرب، فضلًا عن تدني بقية الخدمات، الأمر الذي تسبب بمعاناة مستمرة للسكان المحليين.
وطالب المتظاهرون الجهات الحكومية المختصة بـ"التحرك العاجل" من أجل إيجاد حلول جذرية وتحقيق الوعود التي قطعتها سابقًا، مؤكدين أن الوعود الحكومية المتكررة لم تنعكس على أرض الواقع حتى الآن.
مهندسو ميسان
وفي محافظة ميسان، نظم العشرات من خريجي كليات الهندسة وقفة احتجاجية أمام مدخل شركة بتروجاينا النفطية في منطقة الحلفاية، للمطالبة بفرص تدريب وتوظيف حقيقية ضمن مشاريع الشركة.
وشدد المحتجون على ضرورة استثنائهم من شرط العمر في برامج التدريب والتعيين، مؤكدين أن أغلبهم من سكنة قضاء الكحلاء وناحية بني هاشم، وهما من المناطق الواقعة ضمن موقع العقد النفطي.
وقال أحد المتظاهرين، "نطالب بحقوقنا كشباب ومهندسين من أبناء المناطق المجاورة للحقول، وندعو إلى تطبيق مبدأ تعريق العمالة بنسبة 50% كما تنص عليه عقود جولات التراخيص".
كما أشار المحتجون إلى أن هذه هي الوقفة الثانية التي ينظمونها للمطالبة بحقوقهم، مؤكدين أنهم سمعوا بوجود نية لمنح قضاء الكحلاء نسبة 50% من فرص التعيين مقارنة بباقي الوحدات الإدارية، وهو ما يضعف فرص غيرهم ما لم يتم الالتزام بمعايير عادلة وشفافة.
بوابات ذكية تثير الاستهجان
وفي العاصمة بغداد، وتحديدًا في مدينة الكاظمية، تصاعدت موجة غضب شعبي ورفض واسع لمقترح إنشاء "بوابات إلكترونية ذكية" على مداخل المدينة، والذي يتضمن فرض رسوم مالية على دخول المركبات.
وأثار المشروع، الذي كشفت عنه جهات مسؤولة مؤخراً، جدلاً واسعًا بين المواطنين، الذين اعتبروا أنه يحول المدينة إلى منطقة مغلقة أمام الفقراء، بل وصفه البعض بأنه "تحويل الكاظمية إلى سجن".
وتقوم فكرة المشروع على تركيب بوابات إلكترونية في مداخل المدينة لتسهيل المرور عبر نظام إلكتروني، مقابل يُقال إنها ستسهم في تقليل الزحام وتوفير إيرادات للدولة، لا سيما خلال المناسبات الدينية.
ويؤكد الرافضون أن المشروع يتجاهل الطابع الروحي والاجتماعي للكاظمية، ويكرّس التمييز بين الطبقات، مما يثير تساؤلات حول جدوى المشروع وجدّيته في خدمة الناس، لا سيما أبناء المناطق الفقيرة الذين يعتمدون على المدينة كمركز ديني وثقافي واجتماعي.
دعوات للاستجابة الحكومية
وتعكس هذه الاحتجاجات الثلاثة، في المثنى وميسان وبغداد، حالة التذمر الشعبي المتزايد من غياب المعالجات الحقيقية لمشكلات الخدمات، والبطالة، والتضييق على الحريات، ما يستدعي من الجهات الرسمية تعاملاً مسؤولاً وشاملاً مع هذه المطالب قبل تفاقمها وتحولها إلى أزمات أوسع.