اخر الاخبار

شهدت عدة محافظات عراقية خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من الاحتجاجات الشعبية، شملت شرائح متعددة من المجتمع، وتركزت مطالبها على تحسين الواقع الخدمي والمعيشي، وتطبيق العدالة في توزيع الأراضي والتعيينات، في مشهد يشي بتصاعد الغضب الشعبي إزاء الإهمال والتمييز وغياب الحلول الحكومية.

المثنى.. تظاهرات متعددة المطالب

ففي محافظة المثنى، انطلقت تظاهرات في أكثر من قضاء، كان أبرزها في قضاء الهلال، حيث تظاهر عشرات المواطنين أمام مبنى القائمقامية، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية، وعلى رأسها ضخ المياه، واصفين مطالبهم بـ"الملحة"، داعين الجهات المسؤولة إلى التحرك العاجل.

أما في قضاء الخضر، فقد نفّذ عدد من العاملين في البلدية إضراباً جزئياً احتجاجاً على تدني أجورهم واستبعادهم من استحقاق توزيع الأراضي السكنية. وأكد أحدهم أن الإضراب جاء نتيجة تجاهل مستمر لمطالبهم، مطالبين بخطوات جادة لتحسين أوضاعهم.

وفي مدينة السماوة، نظم مواطنون وقفة احتجاجية أمام مبنى مجلس المحافظة، مطالبين بتطبيق المادة (25) من قانون بيع وإيجار أموال الدولة، والتي تتيح لهم تملّك الأراضي "المصفّرة"، مؤكدين أنهم أكثر من 200 مستفيد من داخل البلدية، ويأملون بدعم حكومي يخفف من معاناتهم.

ولم تكن الكوادر الصحية بمنأى عن هذا الحراك، إذ شهدت المحافظة تظاهرة حاشدة للكوادر الصحية والإدارية، طالبت بتحقيق العدالة في توزيع الأراضي السكنية، وعبّر المشاركون عن استيائهم من "التمييز" و"غياب الشفافية" في إدارة هذا الملف.

وفي قضاء السوير، تظاهر الأهالي أمام مبنى القائمقامية احتجاجاً على تدني مستوى الخدمات، مؤكدين استمرارهم في الحراك حتى تستجيب الجهات المعنية لمطالبهم.

وفي ما يخص ملف التوظيف، شهدت المحافظة تظاهرة للمئات من خريجي المجموعة الطبية والمهن الصحية دفعة 2024، للمطالبة بإطلاق استمارة التعيين المركزي، مؤكدين أن القانون رقم 6 لسنة 2000 يضمن حقهم بالتوظيف، وسط حاجة ملحة للمؤسسات الصحية إلى كوادرهم.

ميسان.. انقطاع الكهرباء يُشعل الشارع

وفي محافظة ميسان، انفجرت الاحتجاجات في قضاءي الكحلاء والمشرّح، حيث تسببت أزمة الكهرباء المتفاقمة وشح المياه وسوء الخدمات في موجة غضب دفعت المواطنين إلى اتخاذ خطوات تصعيدية.

ففي قضاء الكحلاء، قطع المتظاهرون الطريق الرابط بين القضاء ومدينة العمارة، بإحراق الإطارات ووضعها في وسط الشارع، ما أدى إلى شلل تام في حركة المرور. وعبّر المحتجون عن سخطهم من استمرار معاناتهم رغمأن القضاء يساهم بإنتاج أكثر من 600 ألف برميل نفط يوميًا، فيما يفتقر السكان لأبسط مقومات الحياة.

وفي ناحية المشرح، قطع عشرات المواطنين الطريق الرئيس المؤدي إلى مقرات الشركات النفطية، احتجاجًا على انقطاع الكهرباء وتدهور الخدمات، مطالبين بمياه صالحة للشرب وتعويضات للمزارعين المتضررين من حظر الزراعة الصيفية، فضلاً عن إطلاق المياه نحو الأهوار لضمان بقاء سبل العيش.

أزمة ملوحة المياه تؤجّج الاحتجاجات

وتجمع العشرات من أهالي قضاء أبو الخصيب في محافظة البصرة أمام محطة مياه محيلة، احتجاجًا على تفاقم أزمة ملوحة المياه وشحتها. واتهم المحتجون الجهات المسؤولة بتمييز صارخ في توزيع المياه، حيث يتم تزويد المجمعات السكنية الفاخرة والمناطق المرتبطة بالأحزاب والمتنفذين بحصص منتظمة، فيما تعاني الأحياء الشعبية من نقص حاد وملوحة عالية، رغم قربها من المحطة.

وأشار المحتجون إلى أن هذه الأزمة تتكرر سنويًا دون حلول فعلية، ملوحين بتصعيد الاحتجاجات، وداعين وزارة الموارد المائية إلى التدخل لضمان العدالة في التوزيع وتقديم حلول جذرية، محذرين من "عواقب وخيمة" في حال استمرار التجاهل الرسمي.

خريجو المهن الطبية في الديوانية وذي قار

وتظاهر العشرات من خريجي المهن الصحية لعام 2024 أمام مبنى دائرة صحة الديوانية، مطالبين بفتح استمارة التعيين المركزي، مؤكدين أن تأخيرها يمثل ظلماً واضحاً، وأن المؤسسات الصحية بحاجة ماسة لتخصصاتهم، خاصة في ظل نقص الكوادر.

وشددوا على ضرورة شمولهم بكافة التعليمات والقوانين النافذة، ملوحين باستمرار التظاهرات حتى تحقيق مطالبهم.

الى ذلك نظم العشرات من خريجي ذوي المهن الطبية من دفعة 2024 في محافظة ذي قار، اليوم الثلاثاء، تظاهرة أمام مبنى دائرة الصحة للمطالبة بالتعيين المركزي، أسوة بخريجي الدفعات السابقة.

وأكد المحتجون، أن تأخير فتح الاستمارة يمثل ظلماً واضحاً بحقهم، مشيرين إلى أن المؤسسات الصحية بحاجة فعلية لتخصصاتهم، خاصة مع تفاقم النقص في الكوادر الطبية.

وشدد المتظاهرون على ضرورة تنفيذ القانون رقم 6 لسنة 2000، الذي ينص على تعيين خريجي المهن الطبية، ملوحين بالتصعيد في حال استمرار التجاهل الحكومي لمطالبهم.

خريجو الهندسة يطالبون بالإنصاف

ونظّم العشرات من خريجي كليات الهندسة، وقفة احتجاجية قرب الجسر المعلّق وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بتوفير فرص العمل ورفض ما وصفوه بـ"تهميش" شريحة المهندسين.

ورفع المحتجون لافتات تطالب الحكومة بتفعيل قوانين التعيين العادل والمنصف، مشيرين إلى أنهم يعانون من البطالة رغم حاجة المؤسسات الحكومية إلى تخصصاتهم.

وأكد عدد من المشاركين أن الاحتجاج يأتي في إطار الضغط على الحكومة لوقف سياسة الإقصاء تجاه الكفاءات الهندسية، محذرين من استمرار التصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

غضب في سنجار والموصل

وفي محافظة نينوى، اندلعت احتجاجات في قضاءي سنجار والموصل. ففي سنجار، احتشد العشرات أمام مستشفى سنوني العام احتجاجاً على ما وصفوه بانهيار الخدمات الصحية، مطالبين بإصلاحات جذرية شاملة تشمل الكوادر والمستلزمات والأدوية. وقد شهدت التظاهرة توتراً بعد إطلاق القوات الأمنية النار في الهواء لتفريق المتظاهرين دون تسجيل إصابات.

أما في مدينة الموصل، فقد تظاهر المئات من خريجي المجموعة الطبية دفعات 2023 و2024 أمام دائرة صحة نينوى، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"التمييز المجحف" في قرارات التعيين، مطالبين بتطبيق القوانين التي تلزم بتوظيف جميع خريجي المجموعة الطبية وشمولهم في موازنة 2025.

كركوك: مطالب وظيفية وتعليمية

وشهدت محافظة كركوك تظاهرة حاشدة أمام مبنى ديوان المحافظة، شارك فيها المحاضرون المجانيون، وحراس المدارس، وعقود البترودولار، مطالبين بإطلاق الدرجات الوظيفية المتوقفة وتثبيتهم على الملاك الدائم. وعبّر المتظاهرون عن سخطهم من تأخير تطبيق القرارات الخاصة بتوظيفهم، مشيرين إلى أن أكثر من 7 آلاف درجة وظيفية لم تُفعّل في المحافظة.

كما اعتصم معلمو الدراسة الكردية أمام مكتب البرلمان العراقي احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم لعدة أشهر. ووفقًا لممثليهم، فإن الاعتصام تم فضّه بالقوة من قبل القوات الأمنية، ما أثار استياءً واسعًا في صفوف المحتجين.

احتجاجات غاضبة في السليمانية

وتشهد محافظة السليمانية استمراراً في الحراك الشعبي، حيث تجددت التظاهرات في منطقة سركبكان اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والخدمية، في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية وغياب الرواتب.

وفي تطور موازٍ، أعلن موظفو مستشفى طوارئ بينجوين الدخول في إضراب عام، احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم لأكثر من 76 يوماً، مؤكدين أنهم لم يتسلموا مستحقاتهم منذ ما يقارب ثلاثة أشهر.

وأشار العاملون في المستشفى إلى أن الإضراب يأتي بعد سلسلة من الوعود غير المنفذة من قبل حكومة الإقليم، محذرين من انهيار الخدمات الصحية في حال استمرار هذا الإهمال المالي والإداري.

وشهدت ناحية حاجياوا التابعة لقضاء رانية في محافظة السليمانية، تظاهرات غاضبة بسبب تدهور الخدمات الأساسية واستمرار انقطاع التيار الكهربائي.

وأقدم المحتجون على إشعال الإطارات وقطع الطرق الرئيسة في المنطقة، تعبيراً عن استيائهم من تردي الواقع الخدمي، متهمين حكومة الإقليم بالفساد بعدم الاستجابة لمطالب المواطنين في تحسين مستوى الخدمات.

وأكد مشاركون في التظاهرات أن احتجاجاتهم ستستمر حتى تنفيذ إصلاحات حقيقية تضع حدًا لمعاناتهم اليومية، في ظل تجاهل رسمي مستمر لأبسط متطلبات الحياة.

وأعلن موظفو مديرية مرور السليمانية، مقاطعتهم للدوام الرسمي، احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم لعدة أشهر.

وقال عدد من الموظفين إنهم يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة بسبب استمرار الأزمة المالية، وغياب الشفافية في إدارة الموارد، متهمين حكومة الإقليم بالتقصير في تلبية أبسط حقوقهم الوظيفية.

أقدم متظاهرون غاضبون، على غلق سيطرة كويسنجق في محافظة أربيل، ضمن تصعيد احتجاجي احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.

وقال المحتجون إن حراكهم جاء رداً على الفساد المالي والإداري المتفشي، وغياب العدالة في توزيع الثروات والوظائف.

ورفع المشاركون شعارات تندد بسياسات العامة، مهددين بمواصلة التصعيد حتى يتم الاستجابة لمطالبهم في العدالة الاجتماعية وتحقيق الإصلاحات الفعلية.