نظم العشرات من سكان هور الحويزة في محافظة ميسان، وقفة احتجاجية معبرين عن رفضهم الشديد لمحاولات تجفيف أجزاء من الهور وتحويلها إلى مواقع نفطية، ومحذرين من تداعيات خطيرة على حياتهم وبيئتهم ومصدر رزقهم التقليدي.
ورفع محتجو هور الحويزة، لافتات تؤكد تمسكهم بهويتهم المرتبطة بالأهوار، ورفضهم لأي مشروع من شأنه المساس بهذا الإرث البيئي والثقافي. وأكد عدد من المشاركين، أنهم لا يعارضون الاستثمار النفطي في المناطق المحاذية، لكنهم يرفضون بشكل قاطع دخول الجرافات إلى عمق الأهوار التي يعتبرونها موطنهم الأصلي.
وشارك في الوقفة الناشط البيئي أحمد صالح نعمة، الذي عدّ عملية تجفيف الأهوار "تهديدًا مباشرًا للتنوع البيئي في المنطقة، وقد يؤدي إلى فقدان مواطن العديد من الأنواع النادرة من الحيوانات والنباتات، بالإضافة إلى تفاقم آثار التغير المناخي".
المحتجون طالبوا الحكومة والجهات المعنية بالتراجع عن الخطط الهادفة إلى تجفيف الأهوار، داعين إلى حلول بديلة تحفظ هذا النظام البيئي الفريد دون الإضرار بالسكان المحليين أو البيئة الطبيعية.
معلوم ان "طريق الشعب" تواظب طوال العام على رصد ونشر الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات في مختلف مناطق البلاد، إلا أن عدد اليوم خلا من ذلك، عدا هذه الوقفة، ليس لأن الحكومة استجابت لمطالب المواطنين، التي تتمحور حول الخدمات الأساسية وفرص العمل والسكن وغيرها، بل لأنها منعتهم من التظاهر، خشية أن يعريها الشعب أمام ضيوف القمة العربية المنعقدة في بغداد يوم امس، والذين اسكنتهم في فنادقها الفارهة.