اخر الاخبار

في الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين، جدد ناشطون تأكيداتهم انها أعلت من شأن الهوية الوطنية، التي اضعفها نهج المحاصصة والفساد، ورأوا ان الانتفاضة أفرزت أمورا كثيرة على رأسها العقاب السياسي الذي وجه الى أحزاب الفساد والمحاصصة، فضلاً عن انها رسمت خارطة سياسية جديدة لم تكن موجودة مسبقاً. 

عقاب شعبي

وقال الناشط في الاحتجاجات، مشرق الفريجي، لـ”طريق الشعب”، أن “احتجاجات تشرين اثبتت ان الشعب يملك وعيا وإرادة كبيرين، كما ان الانتفاضة عبرت عن رفض واسع لسلطة التحاصص”، مضيفاً أن الانتفاضة “أفرزت شخصيات كثيرة على المستوى الاجتماعي والاحتجاجي، قادرة على خلق راي عام ضد الحالات السلبية”. 

وأضاف أن “الانتفاضة اثرت بشكل كبير على نتائج الانتخابات، خصوصاً انها أظهرت شخصيات وحركات سياسية بوجوه احتجاجية وصلت للبرلمان او كانت مؤثرة انتخابياً”.

وتابع الفريجي، ان “تشرين عاقبت الفاسدين من خلال الامتناع عن التصويت لهم”.

ولفت إلى أن “الآمال الأخيرة للقوى الفاسدة هي ان تعقد مصالحة مع جماهيرها وان تقدم أداء جديدا ومغايرا عن السابق، وإلا سيكون للشارع رأي آخر”.

.. وسخط جماهيري

وفي السياق، قال الناشط في احتجاجات بابل، كاظم مهدي لـ”طريق الشعب”، “كنا وما زلنا على خطى شهداء تشرين”، مبينا “صحيح ان الإنجازات التي تحققت لا ترتقي لحجم التضحيات، لكن تشرين حققت تقدما نوعيا بوعي الشارع ورفضه لمن خذل الوطن”. 

وأضاف أن “تشرين اثرت في نتائج الانتخابات، والدليل ان نتائج الانتخابات وضعت احزابا عدة على وشك الانهيار، وهذا نتيجة لسخط جماهير تشرين وسائر أبناء الشعب”. 

اعلاء شأن الهوية الوطنية

من جهته، قال الناشط في الاحتجاجات، علي حمودي، لـ”طريق الشعب”، أن “الاحتجاجات فتحت واقع الصراع الطبقي الحقيقي بين أغلبية من الكادحين والمضطهدين والمهمشين مع طغمة الحكم الناهبة للريع النفطي”، مبيناً أن “الاحتجاجات التي رفعت شعار نريد وطن، اعلت شان الهوية الوطنية الجامعة على حساب الهويات الفرعية التي في الأصل هي محترمة ما دامت بحدودها”.

وأوضح أن “الاحتجاجات قدمت انموذجا من الشباب القادر على أن يكون فاعلا سياسيا في عملية التغيير”.

وتابع حمودي بقوله: “عقاب تشرين تمثل في تعرية منظومة المحاصصة والفساد الطائفي أمام الجميع، فما عادت هذه القوى تعيش في أريحية الماضي سوى أنها تملك المال السياسي والسلاح والدعم الإقليمي”، مؤكداً أن “إرادة الشعب هي الحاسم للخلاص من طغمة الفساد والقتل”.

تشرين.. اللحظة الفاصلة 

بدوره، وصف الناشط النجفي أزهر الزبيدي، الذكرى السنوية الثانية لانطلاقة الجولة الثانية من انتفاضة تشرين بقوله: إن “هذا اليوم ليس مناسبة عادية. انها كانت اللحظة الفاصلة بين السكوت على الظلم والفساد والقتل وبين من صرخ في وجه النظام الفاسد”. 

وقال لـ”طريق الشعب”، إن “الاحتجاجات قدمت الكثير من الدروس والعبر، وكانت وما زالت منهجا حقيقيا لرفض كل أنواع الفساد والظلم”.

عرف سياسي مغاير 

إلى ذلك، قال الناشط من كربلاء ابو ذر السيد، أن “الاحتجاجات قدمت نموذجاً مجتمعياً وسياسياً مختلفا جذريا عن السابق، فالنموذج المجتمعي الذي قدمته هو نموذج يؤمن بالهوية الوطنية، وايضاً اسهمت بإنتاج عرف سياسي مغاير، وهذا العرف السياسي يؤمن بالمساءلة المجتمعية والمراقبة المشددة للمسؤولين”. 

وبيّن السيد انه “رغم ان نسبة المشاركة في الانتخابات محدودة، فقد تمكنت من ابعاد العديد من القوى التقليدية وبينها أحزاب فساد وسلاح، مبينا ان تشرين طورت وعيا انتخابيا جديدا.

وذكر ان انتفاضة تشرين غيرت من نمط تفكير العديد من الناس.

عرض مقالات: