اخر الاخبار

لعبت المرأة دورا فاعلا في تحقيق انجازات كبيرة، سياسية واقتصادية واجتماعية، من خلال مشاركتها في الاتحادات والنقابات المهنية المختلفة، ومساهمتها في الوقفات والاحتجاجات المطالبة بحقوق العاملين في المهن التي تنتمي اليها، كنقابات الاطباء والمحامين والمهندسين، والاتحادات العمالية المختلفة. ولكن نرى بوضوح غيابها كقيادية في تلك الاتحادات والنقابات، بالرغم من المشاركة الكبيرة للنساء في سوق العمل واقتحامهن لوظائف عديدة.

وللوقوف على الواقع التقينا بعدد من اعضاء النقابات.

المحامية علياء الحسني عضو نقابة المحامين في العراق قالت:

 “تعتبر تجربة النساء في قيادة النقابات تجربة ناجحة، كما ان دخول المرأة والترشيح للهيئات الادارية في النقابات المهنية، فتح الباب امام النسوة للتنافس مع الرجل وكسر احتكاره لرئاستها، كنقابة المحامين ونقابتا المهندسين والاطباء. وقد شهدت الساحة اسماء بارزة كنقيب المحامين السيدة احلام اللامي ونقيب المهندسين الدكتورة ازهار حسين.

ورغم هذا النجاح وما حققته المرأة الا ان هناك معرقلات ومحاولات لتهميشها، ومنها ان عددا من المحامين لا يبرزون هوية النقابة في السيطرات بسبب ان اسم النقيب هو اسم امرأة، كذلك استشهادهم باحاديث واقوال دينية تقلل من مكانة المرأة، وهذا التعصب الديني والفكري هو الذي يشكل حجر عثرة امام تسلم النساء مناصب قيادية. الا انه رغم هذه التحديات فقد عملنا كنسوة في نقاباتنا ونجحنا في جعل زملائنا يطالبون بان نترشح لعضوية المجلس”.

كذلك بينت السيدة علياء ان “لا تأثير للسلطة على المرأة في انتخابات النقابات والاتحادات المهنية لانها مستقلة تماما، لكم من الممكن ان يكون هناك دعم معين من قبل بعض السياسين لبعض النساء”.         

وفي السياق ذاته قالت عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام لنقابات عمال العراق سميرة ناصر ان المرأة في الاتحادات والنقابات “لاقت متاعب كثيرة وتعرضت الى مشاكل عديدة في مجرى المساعي لتهميشها، مثلما هو الحال في كل المجالات التي يسيطر عليها الرجال. واذا ما استطاعت ان تشق طريقها بنضالها وكفاحها للوصول الى مركز القيادة، فانها تتعرض الى محاولات لافشالها مما يؤدي الى الاحباط وعدم الرغبة في الاستمرار”. واضافت ان الحال يكون اصعب عندما تكون المرأة مستقلة وغير مرتبطة بحزب او حركة سياسية.

واشارت سميرة ناصر الى ان المرأة “لم تأخذ استحقاقها الكامل في قيادة النقابات رغم تعددها، ما عدا البعض منها كنقابة الاطباء البيطريين. وايضا هناك اتحادات نقابية حديثة استطاعت المرأة ان تكون فيها قيادية بفضل عملها الميداني الجاد، وما تلمسه شريحة اعضاء هذه النقابات من تطور العمل المهني فيها”.  لكنها استدركت تقول ان “هناك تاثيرا لبعض الجهات التي ترفض تبوأ النساء مناصب قيادية، علما بان اغلب النساء مستقلات، وهذا الاستقلال للاسف يشكل عائقا امامهن، لذا يلجأ بعضهن الى تشكيل نقابات واتحادات تقودها نساء، وانا ضد ذلك لانه يشتت العمل النقابي ويفتح الباب لمحاربة النساء ومنعهن من التصدر والقيادة”.