شهدت مدينة السليمانية وضواحيها، امس، إضراباً للكوادر التربوية في جميع المدارس، بالإضافة إلى طلبة المعهد التقني ومعاهد التمريض، للمطالبة بصرف الرواتب بشكل منتظم وعودة العمل بنظام الترفيعات والعلاوات المتوقف منذ 10 سنوات.
السليمانية
وأكد مراسل "طريق الشعب"، أن الإضراب مستمر لليوم الثاني على التوالي، حيث رفضت الكوادر التربوية العودة إلى الدوام قبل تحقيق مطالبهم.
وأفاد المراسل بأن بعض الدوائر الحكومية استأنفت دوامها، إلا أن المدارس لا تزال مستمرة في الإضراب، باستثناء طلبة السادس الإعدادي حرصاً على عدم ضياع العام الدراسي.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أن نظم عدد من المحاضرين المجانيين في مديرية تربية السليمانية، الأحد، احتجاجاً للمطالبة بإعادتهم إلى العمل لتعويض النقص الحاصل في المدارس بعد إحالة عدد من المدرسين إلى التقاعد.
وأشار المحاضرون إلى أن استبعادهم ألحق أضراراً بالعملية التعليمية التي تعاني أساساً من نقص الكوادر التعليمية، خاصة في ظل تزايد أعداد الطلبة.
وفي بيان آخر، أعلنت هيئة الدفاع عن المعلمين والموظفين في كردستان، يوم السبت الماضي، عن استمرارهم في مقاطعة العمل احتجاجاً على تأخر دفع رواتبهم لشهري كانون الأول وكانون الثاني.
وأضافت الهيئة أنهم لن يعودوا إلى العمل إلا بعد دفع الرواتب المتأخرة، وأكدوا أنهم سيتخذون خطوات تصعيدية في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
وفي إطار التصعيد، أعلن أحد أعضاء لجنة التنسيق بين الأساتذة والموظفين المحتجين عن إضراب شامل ابتداء من يوم الأحد، في خطوة ضغط جديدة على الحكومة المحلية والاتحادية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تعيش فيه منطقة كردستان أزمة اقتصادية خانقة، في ظل تأخر دفع الرواتب بسبب التوترات السياسية والمالية بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد.
كربلاء
وشهد مصفى كربلاء، احتجاجات غاضبة نظمها عدد من خريجي هندسة النفط والمتدربين الذين أكملوا فترة تدريبهم لأكثر من سنة ونصف.
وقام المحتجون بإغلاق أبواب المصفى ومنع الموظفين من الدخول، احتجاجًا على عدم شمولهم بالتعيينات ضمن الوجبة الثانية، رغم الحاجة الواضحة لاختصاصاتهم في عمل المصفى.
وأعرب المحتجون عن استيائهم الشديد من تجاهل مطالبهم، مؤكدين أن تخصصاتهم تعتبر ضرورية لعمليات المصفى، وطالبوا الجهات المعنية بضرورة الاستجابة السريعة لمطالبهم وإدراجهم ضمن التعيينات في الوجبة الثانية.
وهدد المتظاهرون بتصعيد احتجاجاتهم في حال استمر التجاهل وعدم الاستجابة لمطالبهم، مؤكدين أنهم سيواصلون الضغط حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.
النجف
وانطلقت تظاهرات غاضبة في قضاء المشخاب جنوب النجف، حيث عبر أهالي القضاء عن استيائهم الشديد من تردي الواقع الخدمي بعد سنوات من الحرمان والنقص في الخدمات الأساسية.
وقال ممثل الحراك المهندس مهند الفتلاوي في تصريح له، إن "التظاهرات مستمرة ولن تتوقف حتى تحقيق المطالب"، مضيفاً أن "الجميع صبر طويلاً لكن المسؤولين لم يحركوا أي ساكن تجاه الوضع المزري للقضاء". وطالب الفتلاوي المسؤولين في الحكومة المحلية ونواب المحافظة بـ "تلبية المطالب قبل أن نتخذ خطوات تصعيدية".
وأوضح الفتلاوي أن من أبرز المطالب هو "إكمال مشروع طريق المشخاب السريع، الذي أطلق عليه طريق الموت لكثرة حوادث السير فيه، بسبب غياب الإنارة والمصدات الجانبية والتخسفات المنتشرة فيه، فضلاً عن البرك والحفر التي أودت بحياة مئات الأشخاص". وأكد أن هذا المشروع الذي بدأ منذ 5 سنوات لا يزال قيد الانتظار.
وأشار الفتلاوي إلى أن مطالب المتظاهرين لا تقتصر على الطريق فقط، بل تشمل أيضاً ترميم المدارس، تحسين البنى التحتية للشوارع والمجاري، الاهتمام بالأنهار ومياه الشرب، ودعم المزارعين، إلى جانب العديد من القضايا الأخرى التي تحتاج إلى تدخل عاجل من المسؤولين.
وحذر من أن "المماطلة في تلبية هذه المطالب قد تدفع المواطنين إلى تصعيد احتجاجاتهم، بما في ذلك قطع الإمدادات النفطية".
الديوانية
وجدد أهالي الديوانية، تظاهراتهم لليوم الثاني على التوالي، حيث قاموا بقطع الجسر المعلق القريب من مبنى الحكومة المحلية بالإطارات المحترقة، احتجاجاً على فشل الشركة الإسبانية المكلفة بتعبيد الطرق في المدينة.
وقال المتظاهر سيف الغالبي، إن المتظاهرين يطالبون بطرد الشركة الإسبانية بسبب فشلها في تنفيذ مشاريع إعادة إعمار أحياء الديوانية.
وأضاف، أن "الديوانية تشهد إهمالاً كبيراً من قبل المسؤولين، ونحن نطالب بسحب العمل من الشركة الإسبانية وجلب شركات ذات سمعة جيدة لتنفيذ المشاريع بشكل جاد".
من جهته، أكد مروان الموسوي، أحد المحتجين، أن الحكومة المركزية تتعامل مع الديوانية "كما لو أنها أسواق"، مشيراً إلى أن "الموازنات تمر دون تنفيذ مشاريع ملموسة على أرض الواقع".
وأشار الموسوي إلى أن المدينة تعاني من تدهور كبير في الخدمات الأساسية، قائلاً: "لن تجد شارعاً معبداً أو حيّاً يوفر مقومات الحياة الكريمة.
وإذا استمر الحال على هذا النحو، سنطلق 'تشرين جديدة' في وجه الطبقة السياسية".
وأوضح، أن الحكومة المحلية لم تقدم أي حلول لتحسين أوضاع المدينة رغم الوضع المتردي، مشيراً إلى أن الديوانية بحاجة ماسة إلى إصلاحات جدية في البنية التحتية.
وتظاهر العشرات من أهالي حي الضباط في مركز مدينة الديوانية، احتجاجاً على نقص الخدمات في المدينة وتدهور البنى التحتية.
وعبّر المحتجون عن استيائهم من "نقص الخدمات في مناطقهم وعدم اهتمام الحكومة في تلبية مطالبهم"، مشيرين إلى أنهم "لم يلمسوا أي تحرك من قبل الحكومة لتحسين الوضع وتوفير الخدمات الضرورية".
كركوك
من جهتهم، تظاهر عدد من ذوي مرضى الكلى في كركوك، احتجاجاً على قرار نقل مرضاهم من مستشفى كركوك العام إلى مركز الأمل لعلاج الكلى الشهر الماضي. وأعرب المتظاهرون عن استيائهم من الظروف في مركز الأمل، حيث اعتبروا أن المركز صغير وأن أجهزته قليلة وتستخدم لمرضى مصابين بفيروسات خطيرة مثل الإيدز، مما يعرض حياة مرضاهم للخطر.
وقالت سهيلة أحمد، إحدى المتظاهرات: "نحن نعاني من ضيق المركز وعدم توفر العلاجات الضرورية، ونطالب بإعادة مرضانا إلى مستشفى كركوك العام حيث تتوفر سبل العلاج المناسبة وعلى يد أطباء متخصصين".
وأضافت المتظاهرة سعد حسام، أن المركز يضم عدداً قليلاً من الأجهزة بينما يتجاوز عدد المرضى 30 شخصاً، مما يؤدي إلى استخدام نفس الأجهزة للمرضى المصابين بفيروسات خطيرة، وهو ما يعرضهم لخطر انتقال العدوى.
من جانبه، رد أرجان محمد، مدير صحة كركوك، على هذه المخاوف قائلاً إن الفيروسات التي يتم الحديث عنها تنتقل عبر الدم، وإن الأطباء في مركز الأمل ملتزمون باتباع الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتقال العدوى. وأوضح أن قرار إعادة المرضى إلى مستشفى كركوك العام يتطلب تجديد العقد بين وزارة الصحة والشركة المسؤولة عن قسم مرضى الكلى في المستشفى، مشيراً إلى أن المخصصات المالية لم تُصرف بعد.
وأكد محمد، أن تكلفة العلاج في مركز الأمل أقل من مستشفى كركوك العام، معترفاً في الوقت نفسه بتأثير نقص الدعم من وزارة الصحة على الخدمات المقدمة، حيث تعاني الوزارة من تأخر في دفع المستحقات المالية.
ونظم منتسبون في جهاز مكافحة الإرهاب، وقفة احتجاجية قرب ديوان محافظة المثنى، مطالبين بإكمال ملف توزيع قطع الأراضي السكنية المخصصة لهم.
وأكد عدد من المشاركين في الوقفة أن هذه الخطوة تأتي كرسالة واضحة إلى الحكومة المحلية بضرورة الإسراع في تنفيذ مطالبهم، مشيرين إلى أن هناك شرائح أخرى قد حصلت على استحقاقاتها في توزيع الأراضي السكنية.
وأشار المحتجون إلى أنهم نظموا وقفة احتجاجية مماثلة قبل عدة أشهر، ولكن مطالبهم لم تلق أي استجابة تُذكر حتى الآن، ما دفعهم إلى إعادة تنظيم هذه الوقفة للضغط على الجهات المعنية للاستجابة لمطالبهم.
البصرة والمثنى
الى ذلك، نظم العشرات من المهندسين في محافظة البصرة، اعتصامًا داخل مقر فرع نقابة المهندسين، احتجاجًا على تأخر تسليم هوياتهم التي قدموا عليها منذ فترة طويلة. واحتشد المهندسون داخل مقر النقابة، حيث أغلقوا الأبواب ونصبوا خيمة للاعتصام في باحة النقابة، مطالبين بتسليمهم هوياتهم للمشاركة في الانتخابات المقبلة يوم السبت.
وأوضح المهندسون المعتصمون أن فرع النقابة في البصرة تأخر في تسليمهم الهويات رغم صدورها، مشيرين إلى أنهم تلقوا إشعارًا عبر البريد الإلكتروني يؤكد اكتمال إصدار هوياتهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من استلامها حتى الآن.
ولفتوا إلى أن إدارة الفرع ترفض تسليمهم الهويات، وهو ما يعوق حقهم في المشاركة في الانتخابات.