تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في عدة محافظات، فيما تركزت مطالب المحتجين، خلال اليومين الماضيين، على توفير فرص العمل والخدمات ومعالجة مشكلة المحاضرين والكف عن رمي مخلفات الصرف الصحي في الأنهار.

مخلفات الصرف الصحي

وتظاهر العشرات من سكان منطقة "أبو سبع" في محافظة ميسان، احتجاجًا على تصريف مياه المجاري في نهر البتيرة، ما أدى إلى تلوث المياه وتأثيرها على بيئتهم وصحتهم.

وأكد المتظاهرون، أن تصريف مياه المجاري في النهر يسبب أضرارًا بيئية وصحية كبيرة، حيث يعانون من انتشار الروائح الكريهة وتلوث مصادر المياه التي يعتمدون عليها، مطالبين الجهات المعنية باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الممارسات وتنظيف النهر، حفاظًا على صحتهم وبيئتهم.

كما دعوا الحكومة المحلية في ميسان إلى توفير حلول مستدامة للتعامل مع مشكلة مياه المجاري وتوفير شبكات صرف صحي تحترم المعايير البيئية والصحية.

توفير فرص العمل

وتظاهر العشرات من الخريجين في محافظة بابل، وسط مدينة الحلة، احتجاجًا على عدم توفر فرص العمل.

وقام المتظاهرون بإغلاق تقاطع الثورة في المدينة، مطالبين الحكومة المحلية والمركزية بتوفير فرص عمل لهم وتعيينهم في الدوائر الحكومية.

وشدد المحتجون على ضرورة توفير فرص عمل للخريجين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

حصص مائية عادلة

ونظّم العشرات من المزارعين ومربي المواشي في محافظة المثنى وقفة احتجاجية على ضفاف نهر الصليبات، أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بتوفير حصص مائية كافية لأراضيهم.

وأعرب المحتجّون عن استيائهم جراء شحّ المياه غير المسبوق الذي يعاني منه منطقتهم، مؤكدين أن قلة المياه أدّت إلى تكبّدهم خسائر مادية فادحة نتيجة لعدم تمكنهم من ري أراضيهم الزراعية التي كانت مشمولة ضمن الخطط الزراعية.

وقد طالب المشاركون في الوقفة السلطات المحلية بتوفير حلول عاجلة لضمان استدامة الموارد المائية وتخفيف معاناتهم.

أصحاب المولدات الأهلية

وتظاهر العشرات من أصحاب مولدات الكهرباء الأهلية في مدينة السماوة، احتجاجًا على نقص حصص الوقود المخصصة لهم. وأكد المتظاهرون أن ساعات التشغيل الطويلة التي تفرضها الظروف الحالية لا تتناسب مع الكميات المحدودة من الوقود التي يتم تزويدهم بها، مما يفاقم من معاناتهم.

وأشار المحتجون إلى أن النقص الكبير في الوقود يضعهم أمام تحديات كبيرة، أبرزها عجزهم عن توفير الكهرباء بشكل كافٍ للمواطنين، في ظل الانقطاعات المتكررة للكهرباء الوطنية.

ودعا المتظاهرون الجهات المعنية إلى إعادة النظر في الحصص المخصصة لهم، بما يضمن استمرارية عمل المولدات الكهربائية وتخفيف معاناة المواطنين، خاصة مع تزايد الحاجة إلى الكهرباء في هذه الظروف.

تظاهر العشرات من أصحاب المولدات الأهلية، أمام قائمقامية بعقوبة للمطالبة بزيادة حصة الوقود المخصصة لهم في فصل الشتاء.

وأكد المتظاهرون أن تجهيز الكهرباء الوطنية لا يتجاوز 8 ساعات يوميًا، وهو لا يختلف عن الوضع في فصل الصيف، مما يزيد من معاناتهم. وتساءل المحتجون عن سبب تخصيص 20 لتراً فقط لكل كيلو فولت (KV) من الوقود، معتبرين أن هذه الحصة غير كافية لتلبية احتياجاتهم.

احتجاج المحاضرين

وأغلق محاضرو الـ 19 ألف درجة وظيفية، مبنى مديرية تربية البصرة، احتجاجًا على تأخر حسم ملفهم وتوقيع الأمر الإداري الخاص بهم.

وأكد ممثل المحاضرين، جعفر الأسدي، أنهم يواصلون اعتصامهم منذ 13 يومًا، بعد توجههم إلى بغداد، في ظل غياب الحلول من الجهات المعنية. وأوضح الأسدي أن التصعيد مستمر حتى يتم تحقيق مطالبهم وتوقيع الكتاب الإداري الذي يضمن حقوقهم.

وأكد المحتجون، أنّ إغلاق المبنى يأتي في إطار الضغط على السلطات المحلية والوزارة لإيجاد حلول سريعة لمطالبهم التي طال انتظارها.

قطع أرزاق الكسبة

ونظّم العشرات من أهالي قضاء الهارثة في محافظة البصرة من العاملين في سوق "كرمة علي" وقفة احتجاجية للمطالبة بإيقاف إجراءات ترحيلهم من منطقة السوق ورصيفه.

وقال أصحاب المحلات والبسطات إنهم يواجهون اعتقالات من قبل القوات الأمنية بحجة تجاوزهم على الأملاك العامة. وأشاروا إلى أن سوق "كرمة علي" يعد مصدر رزقهم الوحيد، حيث يعتمدون على عملهم اليومي لإعالة عائلاتهم.

وأوضح المحتجون، أن السوق الذي يعود تاريخه لأكثر من 50 عامًا، يُعتبر مكان عمل مستقر لأصحاب المحلات والبسطات، وطالبوا الحكومة المحلية ومحافظ البصرة بالتدخل لإيجاد حلول عادلة لمشكلتهم.

كما دعا المحتجون إلى إنشاء سوق منظم يتبع البلدية بدلاً من تحويل السوق الحالي إلى مشروع تجاري خاص.

تصعيد في قضاء الصادق

وشهد قضاء الصادق شمالي البصرة تصعيدًا احتجاجيًا جديدًا، في أعقاب استعراض قوة كبيرة من مكافحة الشغب بالقرب من مكان الاعتصام، مما أدى إلى استفزاز المعتصمين واستنفار أبناء القضاء للقيام بحركة احتجاجية رداً على ذلك.

وجاء هذا التصعيد بعد مرور 72 ساعة على إعلان الاعتصام في مقتربات حقل غرب القرنة 1 النفطي، والذي ينظمه خريجو الاختصاصات النفطية للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم في القطاع النفطي.

وأكد هيثم المنصوري، منسق حراك الصادق، أن قوة مكافحة الشغب التي وصلت إلى حقل غرب القرنة 1 مزودة بتجهيزات كبيرة من الغاز المسيل للدموع ووسائل أخرى، مشيرًا إلى أنهم يأملون أن تكون هذه القوة لحماية مؤسسات الدولة وليس لقمع المحتجين.

وأضاف أن تصرفات القوة استفزت المعتصمين، مما دفعهم إلى التحول مساء يوم غد من مكان الاعتصام الحالي إلى الموقع السابق أمام المدخل الرئيسي للحقل.

وقال أحد المحتجين، إن الحراك خرج للمطالبة بحقوقه بعد تسعة أشهر من الانتظار دون تحقيق أي نتيجة، مشيرًا إلى أن المهلة الإضافية التي استمرت ثلاثة أيام انتهت دون استجابة من الحكومة.

وأضاف أنه سيتم الدخول إلى المحطة الثامنة للحقول النفطية بشكل سلمي، مرفضين أي تصادم مع القوات الأمنية، مطالبًا بتعاونها مع المحتجين.

من جهته، أوضح متظاهر آخر من أهالي القضاء، وهو خريج هندسة وجيولوجيا، أن مطالبهم بالتعيين بالقرب من حقل غرب القرنة 1 مستمرة منذ أسبوعين دون أي استجابة.

وأكد أنهم قد وحدوا جهودهم مع الحراك الشعبي في القضاء ولن يتراجعوا حتى تحقيق مطالبهم، مشيرًا إلى أن ما يواجهونه هو التسويف والتهميش.

عرض مقالات: