اخر الاخبار

لا تكاد معاناة عمال البناء تجد نهاية. وللوقوف على جديدها توجهت للقاء عدد منهم في موقف عمال منطقة علاوي الحلة (المسطر). ولفت نظري ان هذا المكان الذي كان دائما يعج بالعشرات من العمال، لم يكن فيه الا عدد قليل منهم، لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة.

اعداد العمال في المسطر تتناقص

جوابا على استفساري عن سبب هذا التناقص بيّن انور سعد وهو شاب ثلاثيني من سكنة منطقة العلاوي انه “يكمن في شحة العمل بصورة كبيرة وقلة فرصه، وهذا ادى الى هجرة العاملين في هذا المسطر للبحث عن فرص عمل في مجالات اخرى. فمنهم من عاد الى محافظته ومنهم من اتجه الى العمل في مواقع الاشارات الضوئية لبيع الماء والشاي وعلب المناديل الورقية، واخرون توجهوا للتطوع في المؤسسات الامنية.

واضاف يقول: “ اما نحن الباقين فاغلبنا من سكنة المنطقة وقريبون من المسطر، ونأتي الى هنا منذ الصباح الباكر، لعلنا نجد فرصة عمل. الا ان اغلب الاسطوات الذين كانوا يأتون الى هنا لاخذ اعداد من العمال وتشغيلهم، أخذوا في الوقت الحاضر يشغلون ابناءهم واقاربهم، نظرا الى ظروفهم المادية الصعبة وتوقف اعمالهم”.

يضحي باحلامه من اجل لقمة العيش

“كنت احلم باكمال الدراسة والدخول الى احدى الكليات، الا ان الوضع المادي الصعب لعائلتي لم يسمح لي باكمال الدراسة، فتركت المدرسة وانا في الصف الثالث المتوسط واتجهت الى هذا العمل المضني، تاركا كل احلامي”

هذا ما قاله لـ “طريق الشعب” عامل البناء زيد حسن. واستطرد “ان الوضع الان اصبح اكثر صعوبة من السابق، فبعد ان كنت اعمل خلال الاسبوع ثلاثة او اربعة ايام، اصبح عملي اليوم في احسن الاحوال يومين وبأجر خمسة وعشرين الف دينار، وفي بعض الاحيان عشرين الف دينار في اليوم الواحد، اي مائتا الف دينار في الشهر. واوجه السؤال  لكل شخص في الحكومة: هل يكفي هذا المبلغ للمعيشة؟”

وختم حديثه بالقول: “اننا اموات في هذه البلاد بسبب الحكومة الفاسدة”.

نعمل في البناء او في اي عمل اخر     

واخيرا تحدث لـ “طريق الشعب” العامل محمد باقر من سكنة محافظة ذي قارفقال: “تركت محافظتي على امل ان اجد فرصة عمل، اعيل بها عائلتي المتكونة من ثلاثة افراد وانا المعيل الوحيد لهم، وها اني اقف في هذا المسطر يوميا منتظرا العثور على عمل”.

 واضاف مستدركا: “عملي لا يقتصر على البناء فقط، فانا اقوم باية اعمال اخرى اذا طلب مني صاحب العمل ذلك، حيث انظف الحدائق وكذلك المنازل واعمل في رفع الانقاض، وأي شغل يمكنني من ان اجمع مبلغا من المال ارسله الى عائلتي ليتمكنوا من شراء قوت يومهم والعيش بكرامة. ومن خلال جريدتكم اناشد الحكومة اعادة فتح المعامل الحكومية، وكذلك تشجيع الزراعة، لتأمين العمل لكل العاطلين وتشغيلهم”.