اخر الاخبار

يستعد طلبة وطالبات المدارس والجامعات خلال الأسابيع القادمة إلى البدء بالعام الدراسي الجديد، الذي على ما يبدو لن يختلف عن سابقه من ناحية الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، والاضطرار إلى اعتماد المنصات الالكترونية من أجل تقديم المواد الدراسية. 

ويرافق العام الدراسي الجديد مجموعة من التساؤلات بشأن طبيعة الدوام والتحديات التي ما زالت قائمة، وتتطلب حلولا جدية؛ فالحديث الرسمي عن إمكانية اعتماد النظام المدمج (حضوري والكتروني) ليس سهلا ايضا، نظرا لمشاكل الانترنت وخطورة الوضع الوبائي.

 

التربية تحدد الموعد

وأعلنت وزارة التربية، مؤخرا عن تحديد الأول من تشرين الأول المقبل، موعدا لانطلاق العام الدراسي 2021 - 2022، بينما ستباشر الهيئات التدريسية في الأول من أيلول المقبل.

وأوضح الوكيل الإداري للوزارة فلاح القيسي، إنه “تم توجيه الإدارات المدرسية من خلال مديريات تربية بغداد والمحافظات باستلام الكتب من التلاميذ والطلبة بنسبة 100 في المائة. كما سيتم استلام الكتب على غرار الطريقة السابقة، استعدادا للعام الدراسي المقبل 2021 ــ 2022.

 

دوام حضوري 

وفي السياق، كشف مدير إحدى المدارس الإعدادية في بغداد، سلام عبد الله، عن استعداد الوزارة للدوام الحضوري في العام الدراسي الجديد.  

وأشار عبد الله خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، الى تلويح الوزارة باتخاذ “إجراءات شديدة بحق الذي يمتنع عن تلقي اللقاح من الكوادر التدريسية”، لافتا إلى أن “العام الماضي شهد مصاعب كبيرة جدا بسبب النظام الالكتروني الذي لم يوصل في أحيان كثيرة، المعلومات الدراسية إلى الطلبة والتلاميذ”.

ولفت إلى أن “ملاكات الوزارة تلقت دورات تعليمية على الانترنت والمنصات الالكترونية، لكن هذا برأيي لم يكن كافيا ولن يسد احتياجات الموسم القادم لأن البنى التحتية الالكترونية غير مؤهلة، فضلا عن ضعف الانترنت وعدم توفره للكثير من الطلبة وعدم استيعاب مدرسين كثيرين لكيفية التعامل مع هذا الأمر. ولهذا يجب أن يعود الدوام الحضوري ولو بشكل جزئي وللمواد الأساسية، شريطة أن تحل أزمة اللقاحات ويخطط جيدا لتقديم بقية الدروس الكترونيا وبشكل أفضل من السابق”.

أما المتحدث باسم وزارة التربية، حيدر فاروق، فأكد في تصريح صحافي أنّ “الوزارة هيّأت أن يكون الدوام حضورياً في العام الدراسي الجديد، بعد توجّه عدد كبير من المواطنين لأخذ اللقاحات”. 

وأضاف: “نعمل ضمن آليات محددة على أن يكون الدوام حضورياً، لكن في الوقت نفسه لا غنى عن التعليم الإلكتروني الذي سيكون مرافقاً للتعليم الحضوري”. 

وتابع “ستكون لدينا قاعدة قوية مستقبلية في التعليم الإلكتروني التي نحتاجها في أي مرفق من مرافق الحياة”، لافتاً إلى أنّ “التعليم الإلكتروني أصبح وسيلة مهمة جداً في حياة الشعب العراقي”. 

 

ضرورة تطوير الجانبين

وتعليقا على ذلك، قال أيوب محسن، عضو فرع بغداد لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أن تجربة الدراسة الالكترونية حملت إشكالات كثيرة، ولو أرادت الوزارة أن تجعل الدوام مدمجا، فلا بد من إنهاء المشاكل الالكترونية بشكل جاد.

وتابع محسن لـ”طريق الشعب” قائلا: “في مناطق ريفية كثيرة، وأطراف مدن، ونواحي واقضية فقيرة، كان هناك عدد ليس بالقليل من الطلبة يعانون عدم إمكانية الحصول على خدمة الانترنت.، فيما شكا آخرون من سوء الخدمات وضعفها”. وأوضح أن “الحكومة يجب أن تضع هذه المشاكل في نظر الاعتبار بعدما لوحت باحتمالية اعتماد النظام المدمج في التعليم. وهذا لن يأتي عبر التصريحات وإنما بوجهة واضحة ومقترحات وخطوات عملية ملموسة النتائج”. 

وفي المقابل، علقت وزارة الصحة على الدوام الحضوري للجامعات والمدارس في العام الدراسي الجديد.

وقالت عضو الفريق الإعلامي في الوزارة ربى فلاح، إن “إمكانية عودة الدوام الحضوري تتوقف على تحقيق النسبة المطلوبة من الملقحين وتراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا”. 

فلاح شددت على أنه “من المبكر تقييم أو البت في هذا الأمر، إلا انه يعود إلى وزارتي التربية والتعليم العالي”. 

وتابعت في تصريح صحافي، أن “اتخاذ أي قرار بهذا الشأن مرهون بالموقف الوبائي، وأعداد المصابين والملقحين، لتكون أمام الجهات المختصة صورة كاملة قبل البت في الأمر”.

 

التعليم تلتحق بالتربية

والتحقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بوزارة التربية في ما يتعلق بحسم الجدل بشأن الدوام الحضوري في العام الدراسي الجديد. 

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نبيل كاظم عبد الصاحب، إنّ “الدوام في العام الدراسي الجديد سيكون حضورياً”، داعياً خلال مؤتمر صحافي أساتذة وطلبة الجامعات إلى “تلقي اللقاحات المضادة لكورونا”. 

وأشار إلى “افتتاح مراكز لقاح داخل الجامعات من أجل توفير بيئة صحية منسجمة متكاملة، وبالتالي الذهاب إلى الدوام الحضوري”، موضحاً أنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجّه بالوقوف على احتياجات المؤسسات في المحافظات، من أجل تحقيق خدمة للمجتمع”. 

وفي ذات الشأن، وجهت الجامعة المستنصرية بتخويل من الوزارة كتابا تناقلته المنصات الخبرية يقضي بـ”منع دخول أي استاذ أو طالب ما لم يجلب معه بطاقة التلقيح، أو فحص أسبوعي مستمر لثبوت عدم الإصابة بالفيروس”. 

وتحدث الطالب أحمد بهاء، الذي تلقى الجرعة الأولى من اللقاح داخل الجامعة لـ”طريق الشعب”، قائلا إن “عودة الدوام الحضوري في الجامعة باتت ضرورية، لأن تجربة العام الماضي الالكترونية كانت مريرة جدا، ولم توفر العدالة للطلبة في الكثير من الأوقات”. 

ودعا بهاء، الطلبة والاستاذة الى “تلقي اللقاح والاسراع في تحسين الموقف الوبائي من أجل عودة الطلبة الى مقاعدهم الدراسية، أو الاستمرار بدوامة المشاكل التي سيتخرج فيها عدد جديد من الطلبة دون أي فائدة علمية تذكر”.

عرض مقالات: