اخر الاخبار

تتبدد احلام الكثير من خريجات الجامعات والمعاهد في العراق بعد نيل الشهادة، وهن يصطدمن بواقع مرير في الحصول على فرصة عمل في القطاع العام او الخاص لتحقيق امالهن وتطلعاتهن، ولكونهن نسوة فانها مشكلة اخرى تضاف الى معاناتهن في التعيين  ومزاحمة الرجل.  وللحديث عن ذلك بينّت عدد من الخريجات في اختصاصات مختلفة لصفحة المرأة في “طريق الشعب”، معاناتهن في البحث عن وظيفة في ظل وضع اقتصادي خانق وكساد العمل وارتفاع نسب البطالة في العراق لتصبح اعلى نسبة بين البلدان العربية.

فرص العمل تضيق امام الخريجات

وتقول زهراء مجيد بكالوريوس قانون “تخرجت من كلية الحقوق منذ ثلاث سنوات وقدمت الاوراق الشخصية لغرض التعيين لاغلب وزارات الدولة، بحكم ان اختصاصنا القانوني موجود في كل الوزارات، ولكن لغاية الان لم احصل على وظيفة.

مبينة “ان البحث عن وظيفة ليس بطرا انما الحاجة الملحة والتعب والمعاناة من اجل التعلم والوصول الى ما اطمح اليه في ظل مجتمع ذكوري يفضل الرجل على المرأة، هو ما دفعني الى الاصرار لايجاد فرصة عمل اجد فيها ذاتي وشخصيتي، لذا عملت متدربة بالمجان مع احد البرلمانيين لفترة من الزمن لاكتساب الخبرة في التعامل مع القضايا القانونية”.

وتابعت”ولكن للاسف وجدت ان هذا البرلماني كان يستغلنا نحن المتدربات بتكليفنا باعمال وقضايا كثيرة جدا تحملنا تكاليف مادية غير قادرين على تحملها، لذا لم استمر اكثر من ثلاثة اشهر تقريبا ومن ثم تركت العمل في المكتب”.

 مستدركة “معاناتنا كخريجات وكنساء تضيق امامنا فرص العمل في كل الميادين بحكم اننا نعيش في مجتمع لا يرحب بعمل المرأة وكأنها خلقت للمطبخ فقط”.

بسبب الاستغلال تركت العمل

فيما بينت سجا محمد وهي خريجة كلية  علوم حاسبات “بدأت معاناة رحلة البحث عن عمل بعد تخرجي، وطرقت عدة ابواب لوزارات مختلفة للتعيين وكنت دائما اصطدم بجدار الرفض، وبعد معاناة طويلة عملت في القطاع الخاص بمدرسة اهلية وباجور متدنية جدا لاتكفي لسد مصاريف النقل ووجبات الغذاء، ولكن كنت امني النفس بزيادة اجوري بعد فترة ولكن دون جدوى وتركت العمل بسبب الاستغلال. مضيفة “بعد ذلك ولاصراري على العمل قمت باعطاء دروس خصوصية لطلبة المراحل الابتدائية والمتوسطة لفترة قصيرة جدا بسبب ظروف وباء كورونا والوضع الاقتصادي الصعب للعوائل، ومن ثم عملت في ترويج البضائع على الانترنيت مع عدد من الشركات، وكذلك في الاشغال اليدوية ولكن لم استطيع الاستمرار لعدم تمكني من بيع اي سلعة وعدم الاستفادة من ذلك. مؤكدة على ان الظروف الصعبة اجبرتني لممارسة اية مهنة من اجل الحصول على عمل استطيع اعانة عائلتي به.

احلام تلاشت بعد التخرج

اما رند نصير خريجة كلية الزراعة  عام ٢٠١٩ تقول “دخلنا الجامعة ولدينا طموحات واحلام نحققها وانا شخصيا لم اسعى للتعيين في الوزارات رغم ان ذلك هو حق من حقوق اي خريج درس وتعب واجتهد، لانني اعرف مسبقا ان الذي يتعين لابد وان تكون له وساطة قوية او مال يستطيع دفعه، لذلك نرى الاعداد تتزايد للعاطلين عن العمل من الطلبة الخرجين، مشيرة الى “انني عملت في القطاع الخاص مساعد مدير في احدى الشركات خارج اختصاصي وتركت العمل بعد ذلك، مؤكدة “هناك تقصير كبير من قبل الحكومة في دعم الخريجين وتسهيل عملهم من خلال اتاحة الفرصة لاقامة مشاريعهم الخاصة، فانا وبعض زميلاتي من نفس الاختصاص كنا نطمح بقطعة ارض نقيم عليها مشروعنا الزراعي وتكاثر المواشي وتشغيل ايدي عاملة كثيرة، وفق اساليب حديثة وذات جدوى اقتصادية، الا ان ذلك يحتاج الى اموال ونحن غير قادرين على توفيرها ولعدم وجود الدعم الحكومي فان احلامنا تلاشت.

واخيرا اقول للاسف لا يوجد دور للنقابات المهنية في السعي للضغط على الحكومة  لايجاد فرص عمل للخرجين وخاصة الاناث لانهن ليس لهن الحرية الكافية مثل الرجل في الخروج والبحث عن العمل بسبب اعتبارات كثيرة ومنها العرف الاجتماعي المقيد لحريتنا.