اخر الاخبار

تكتظ طوابير الراغبين في الحصول على جرعات اللقاح، منذ ساعات صباحية مبكرة، دون أيّة مراعاة للإجراءات الوقائية، ولا مبالاة الجهات الحكومية لتنظيم تلك التجمعات، وفقا لآلية تجنب الناس احتمالية الاصابة بالفيروس وذلك بحسب متحدثين.

وخاضت “طريق الشعب” جولة صباحية على مراكز التلقيح في المناطق الشعبية، تحديدا في شرق العاصمة بغداد، للوقوف على خطط الحكومة بشأن حملات التلقيح، وانسيابية حركة المراجعين في تلك المراكز، وآرائهم بآلية تلقي الجرعات.

سوء تنظيم في مراكز التلقيح

عادل علي (مواطن ـ 35 عاما)، كان قد أقدم على أحد مراكز التلقيح ،لتلقي جرعة أولى من اللقاح، يقول انه تفاجأ بالأعداد الكبيرة للمراجعين، منذ الساعة السادسة صباحا.

ويضيف علي في حديث لـ”طريق الشعب”، انه اضطر الى الانسحاب والعودة لمنزله، بسبب اكتظاظ المواطنين في طوابير لتسجيل أسمائهم، للحصول على جرعة اللقاح “كنت أخشى أن يتعرض أحدنا للإصابة بفيروس كورونا، من زحمة المراجعين”.

ويتساءل علي “كيف تسمح وزارة الصحة التي تناشد المواطنين ـ ليل نهار ـ الالتزام بالإرشادات الصحية والوقائية، بتلك التجمعات الكثيفة للمراجعين أمام مراكز التطعيم”، مردفا ان تجمهر الناس مرتبط بقلة مراكز التلقيح في المناطق الشعبية.

طوابير المسحات تختنق بالمراجعين

ولم تكن اجراءات اخذ اللقاح، لوحدها، ما يشهد سوء تخطيط ومعرقلات في انسيابية العمل، انما تؤشر رشا صالح (مواطنة ـ 33 عاما) زحاما للمراجعين على أخذ المسحات، الذي أضحى عرفا شعبيا تلجأ اليه الناس قبل التطعيم، الأمر الذي سبّب ارباكا لعمل الوزارة، ما اضطرها لإصدار بيان توضحي، أكدت فيه عدم الحاجة لأخذ المسحة من الراغبين بالتلقيح، ممن لا يعانون اية أعراض صحية، لها علاقة بالفايروس.

وتقول رشا ان المراكز الصحية تستقبل اعدادا محددة من الراغبين في اجراء المسحات، كما أنها تتأخر في اعلان النتائج، لأكثر من يومين.

مواد مختبرية شحيحة

وتعقيبا على أزمة اجراء المسحات الخاصة بكورونا، أكد مصدر طبي لمراسل “طريق الشعب”، أن التزام المراكز برقم معين من أعداد المراجعين مرتبط بأسباب عدة، من بينها “قلة المواد المختبرية”، وانهم يمنحون الأولوية لمن لديهم اعراض صحية. وقال المصدر ان “محدودية المواد المختبرية اضطرتنا الى تحجيم عملية استقبال جميع المواطنين”، مبررا تأخر اعلان النتائج بـ”قلة الكوادر المختبرية التي تعاني ضغط العمل اليومي”.

المسحة قبل التلقيح.. بدعة

ونفت وزارة الصحة في تصريح سابق، وجود توجيه بتقليل عدد المسحات في المراكز الصحية، بجانب الرصافة.

وقالت عضو الفريق الطبي الإعلامي للوزارة ربى فلاح حسن في حديث صحفي تابعته “طريق الشعب”: “لا يوجد اي قرار وتوجيه من وزارة الصحة بخصوص تقليل عدد المسحات ببعض المراكز الصحية في عموم المدن، ولم يصدر اي قرار جديد بهذا الخصوص”.

ونبهت حسن الى ان “هناك بعض المواطنين يريدون اخذ المسحة قبل اخذ اللقاح”، وأكملت أن هؤلاء يأخذون حق غيرهم من الذين لديهم اعراض فعلا ويستحقون اجراء المسحة.

تعهد بتحسين خطط التلقيح

بدوره، قال مدير عام دائرة الصحة العامة د. رياض عبد الامير الحلفي لـ”طريق الشعب”، ان الوزارة “تعمل بجهود مضاعفة لزيادة اعداد مراكز التلقيح، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة سكانية”، مؤكدا أن “المواطنين سيلمسون في الايام المقبلة تغييرا ملموسا في خطط استيعاب الراغبين في التلقيح”. واضاف، ان شحنات كبيرة من اللقاحات وصلت الى الوزارة مؤخرا. ودعا الحلفي المواطنين الى ضرورة التزام التسجيل عبر المنصة الالكترونية “وذلك لتجنب الزحم واعطاء الفرصة للمواطنين من اصحاب الامراض المزمنة وكبار السن في التسجيل الحضوري”. وعن إمكانية تغيير طريقة أو خطة تلقي اللقاح، بيّن الحلفي أن وزارته “لا تريد اتباع اجراءات رادعة ازاء المواطنين، انما تشجع المواطنين على الاقبال لأخذ اللقاح”.

عرض مقالات: