اخر الاخبار

عندما اقتحم تنظيم “داعش” الارهابي، قضاء سنجار  في الثالث من أب  2014، كانت فائزة، حاملا بطفلها الأول، وقد تم أسرها رفقة زوجها الى جانب آلاف الايزيديين، لتبدأ قصة سبيها المأساوية، التي لا تزال تقاسي تداعياتها.

“وشم اسمه على يدي”

تقول فائزة بابير مجو (28 عاما)، “كان معنا 18 عائلة، جميعها من أقارب زوجي، والآن بعد مرور ما يقارب 7 سنوات، لم ينج منهم سوى 4 نساء مع أطفال صغار، والبقية مفقودون”.

وتضيف أنه “تم نقلنا الى مناطق مختلفة خلال 4 اشهر، وفي تلك الفترة كان زوجي معي وكان معنا اقاربه”.

ولدت فائزة طفلها في قاعة كالاكسي في الموصل. وبعد 3 أيام قرر “داعش” نقلهم مجددا، الى مكان آخر.

وتقول: “ذات مرة قررنا ان نهرب معا، لكن داعش امسك بنا، وفي نفس اليوم فرّقوا النساء عن الرجال”، ومنذ ذلك الحين تجهل فائزة أية أخبار عن زوجها.

وتبين، والحزن يملأ تعابير وجهها: “اخذونا نحن النساء الى مقرهم لمدة 8 ايام، بعد ذلك أتت مجموعة منهم، وقاموا باختيار عدد من البنات كسبايا. كنت واحدة منهن. وقد تمت المتاجرة بي من قبل ثلاثة أشخاص”.

وتشير فائزة الى أنّ أحد عناصر “داعش”، أجبر خادمته على ان “تنقش اسمه على يدي بالإبرة والكحل. لم أستطيع النوم بسبب الألم، نتيجة لتورم يدي”. وتعمل فائزة ووالديها على رعاية ابنها الآن.

لم تتجاوز فائزة ـ كما هو حال أخريات ـ تفاصيل رحلة السبي المأساوية “تعرضت للاعتداء الجنسي الفردي والجماعي. استمر هذا الوضع لسنتين، الى ان جاء شخص واشتراني، وساعدني على الهرب مع عائلته. لن انسى فضله ووقوفه بجانبنا”.

الموقف الدولي.. هزيل

ويعتقد الناشط الايزيدي مراد الخالجي، في حديث لـ”طريق الشعب”، أنّ “ما قدمه المجتمع الدولي والحكومة العراقية كان شيئا هزيلا، ولا يليق بما يستحقه الايزيديون”.

ويردف الخالجي كلامه بأن “المجتمع الدولي اعترف بما تعرض له الايزيديون على أنه إبادة جماعية، لكن الحكومة العراقية لم تتعاط مع ذلك الاعتراف بأداء مقنع”.

وفي العام 2016 اعتبر مجلس النواب، قضاء سنجار “مدينة منكوبة”، لكن الحكومة لم تقم للآن بحملة إعمار تناسب ما تعرضت له المدينة من خراب.

اعتراف بالإبادة

طلال مراد، المسؤول الإعلامي في موقع ايزيدي 24، ومهتم بشؤون المكون، يقول إن “اهم ما قدم للايزيديين من قبل المجتمع الدولي في المرحلة السابقة هو الاعتراف بالإبادة الجماعية”.

ويضيف في حديث لـ”طريق الشعب”، أنه “عندما اقتحم تنظيم داعش الإرهابي قضاء سنجار، تمكن من خطف 6417 شخصا، 2800 شخص، منهم ما زالوا قيد الاختطاف لدى الإرهاب. أما البقية فقد تحرروا”.

ووفقا لمراد، فإن النازحين الايزيديين موزعون على 17 مخيما في إقليم كردستان، فيما يبلغ عددهم ما يقارب 250 الفا.

تعويضات تنتظر التنفيذ

ويقول الناشط في منظمة التوثيق الايزيدية، خيري علي لـ”طريق الشعب”، إنّه “بعد سبع سنوات على تاريخ الإبادة لم يتسلم الضحايا وذووهم أيا من حقوقهم، برغم تأكيد الحكومة انجازها لمعاملات التعويض الخاصة بهم، لدى مؤسسة الشهداء”.

وبرغم تشريع مجلس النواب لقانون الناجيات الايزيديات، لكن “لم نجد له تطبيقا على ارض الواقع” بحسب تأكيد علي.

أطفال السبي

وخلف سبي تنظيم داعش الإرهابي للايزيديات العديد من الملفات التي يصعب حلها. وعلى رأسها ملف “أطفال السبي”؛ إذ يختلف الناشطون في تحديد عددهم، لكنهم يشيرون إلى أن هناك العديد من النساء يرفضن ان يقدم اطفالهن من السبي الى منظمات المجتمع المدني، لأسباب مختلفة. 

ويقول علي ان “الاطفال المولودين نتيجة السبي، اصبح موضوعهم شائكا جداً، لأسباب اجتماعية ودينية وقانونية”، مؤكداً أنه “حتى الجهات الدولية لم تتمكن من وضع حلول لهم”.

ويقول الخالجي: “لا يمكن ان نغض النظر عن ازمتهم، لان القانون العراقي لا يجنس أي طفل من أب مجهول. واجتماعياً هؤلاء الأطفال سوف يواجهون مشاكل عديدة للسبب ذاته. كذلك الديانة الايزيدية ترفضهم، لانهم من أب غير ايزيدي، وبالتالي فإن هؤلاء الأطفال مرفوضون على كافة المستويات”.

عرض مقالات: