اخر الاخبار

تواجه النساء الكثير من الصعوبات في إيجاد فرص عمل على الرغم من كفاءتهن ونيلهن شهادات بتفوق كبير، وتتمثل تلك التحديات بظروف بيئية وعائلية، فما يزال الكثير من العوائل لا تتقبل عمل المرأة.

وتسعى النساء إلى الاعتماد على أنفسهن في قطاع العمل ليساهمن في مساندة عوائلهن خاصة بعد الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالبلاد، يجري ذلك وسط دعوات مكثفة لتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً.

قيود مجتمعية

وتقول إخلاص حامد، وهي صاحبة صالون للحلاقة النسائية، إنها وقبل افتتاح مشروعها (الصالون) كانت تعاني من تحكم زوجها بالمصروف المنزلي وحرمانها مع أطفالها من الكثير من المتطلبات.

وتذكر لـ "طريق الشعب" أن المصروف المنزلي وقبل عملها كان يقتصر على توفير الطعام لا أكثر، وحال طلب مبلغ مالي لشراء الملابس "كنت أتعرض للكلام القاسي وقد يصل في بعض الأحيان إلى التعنيف"، مضيفة " كان يحرص دائماً على منعي من مزاولة أي مهنة أو التقديم على أي فرصة عمل تحت تبرير أن أطفالي ومنزلي أولى من العمل".

وتفيد " تخرجت من كلية التربية الرياضية، وكحال الكثير من زملائي لم أحصل على فرصة للعمل ضمن تخصصي، وبسبب بخل زوجي وتقييد حريتي حتى بتوفير أبسط متطلبات الحياة جاهدت لافتتاح صالون للنساء".

وتقول " في بداية الأمر كنت أستقبل نساء المنطقة في منزلي خلال ساعات دوام زوجي وأتقاضى لقاء عملي مبالغ بسيطة إلى أن كسبت الكثير من الزبائن".

وتتابع "بعد اكتشاف زوجي عملي عارضني بشدة إلا أني طلبت منه الانفصال مع التنازل عن كافة حقوقي باستثناء حضانة الأطفال، الأمر الذي جعله يرضخ إلى أمر الواقع، وأنا اليوم أمتلك صالون حلاقة كبير تمكنت من خلاله إدخال أبنائي مدارس أهلية وتوفير جميع متطلبات الدراسة الأخرى".

وتشدد إخلاص على أن "عمل المرأة سند لها ولعائلتها، وعلى النساء الحرص على تكوين فرص عمل لهن مهما كانت التحديات".

إحصائيات كبيرة

في هذا السياق، تفيد الناشطة غزل الخفاجي أنه "على الرغم من توفر الكفاءة والشهادة فإن الكثير من النساء يواجهن صعوبة في إيجاد فرص عمل لهن".

وتؤكد أن "ذلك يعود إلى أسباب عدة منها غيرة بعض الرجال من نجاح النساء، فضلاً عن التدهور الاقتصادي الذي أثر على توفير فرص العمل".

وذكر رئيس الوزراء محمد السوداني في تصريح ورد عنه مؤخراً أن "نسبة البطالة بين صفوف النساء تقارب 28 بالمائة، وأن الحكومة تحرص على تقليل نسب البطالة بين صفوف النساء".

فيما عدت عضو المكتب التنفيذي في اتحاد نقابات عمال العراق علياء ماهود تصريح رئيس الوزراء " لا ينسجم مع واقع النساء "، وأفادت لـ "طريق الشعب" أن بحسب آخر مسح قامت به وزارة التخطيط بالتعاون مع منظمة العمل الدولية بيّن أن "معدل مشاركة النساء في العمل لا يتجاوز 10.6 بالمائة، مقارنة بـ 68 بالمائة من الذكور".

وتقول ماهود إن "معدل البطالة الذي تطرق إليه رئيس الوزراء هو ضعف معدل بطالة الذكور التي تتجاوز 14.7 بالمائة".

مشددة على "عدم وجود إحصائيات دقيقة للقوى العاملة في البلاد، وهذا يشكل تعبيراً واضحاً عما تتعرض له المرأة العراقية من انتهاكات واعتداءات وعنف متنوع".

وترى ماهود أن "ما تتعرض له النساء يشكل تحدياً سافراً لحقوقها المشروعة في حياة حرة كريمة، بالإضافة إلى أن مظاهر الغبن والقهر والتبعية التي تعرضت لها المرأة طيلة القرون والعقود المنصرمة شديدة جداً ولا بد من تجاوزها بسرعة".

إحصاءات أخرى

وكشفت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، ريتا كولومبيا، في وقت سابق، ارتفاع نسبة النساء اللواتي لا يعملن إلى 91 بالمائة.

وقالت ريتا كولومبيا خلال حديث صحفي، إنه "وفقاً لنتائج المسح الثاني للمرأة العراقية الذي أنجزناه بالتعاون مع وزارة التخطيط العراقية في عام 2021 وأخذنا من خلاله عينات أُسر من جميع مدن العراق، فإن نسبة 90.8 بالمائة من نساء العراق خارج سوق العمل.

وأضافت، "ويعمل 9.2 بالمائة منهن فقط، والنسبة ترتفع في إقليم كردستان وتصل إلى 14 بالمائة، وحينما التقينا النساء غير العاملات أبدين 21 بالمائة منهن استعدادهن للعمل، فيما وضعت 7 بالمائة منهن شروطاً تتناسب مع وضعهن العائلي".

عرض مقالات: