تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في مناطق متفرقة من البلاد، وحملت مطالب متعددة بشأن تمويل رواتب أصحاب العقود والإسراع في تنفيذ المشاريع، والاحتجاج على محاولة الاستيلاء على أراضي المزارعين.
تصعيد احتجاجي
وقررت اللجنة التنسيقية العليا للموظفين في العراق، التصعيد الاحتجاجي عبر سلسلة من الخطوات في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبها بتعديل سلم الرواتب وتمرير قانون الخدمة المدنية. جاء ذلك خلال مؤتمر عقد في كربلاء بحضور نحو 500 عضو وممثل عن اللجنة التنسيقية في المحافظات، بالإضافة إلى ممثلين عن الوزارات والمتقاعدين.
وقال حيدر الموسوي، رئيس تنسيقية الموظفين في كربلاء، إن المؤتمر هو الأول من نوعه وحقق حضوراً واسعاً من مختلف تنسيقيات العراق، باستثناء إقليم كردستان، مضيفا أن المؤتمر جاء بناءً على اتفاق بين تنسيقيات الموظفين لتحديد خطوات ضغط على الجهات المسؤولة، حيث تم الاتفاق على تنظيم تظاهرات مليونية في عموم العراق.
وأضاف الموسوي، أن من بين الخطوات التصعيدية المقررة في حال عدم استجابة الحكومة، التهديد باغلاق طريق إمدادات النفط من البصرة، بالإضافة إلى شل حركة السير وإغلاق الموانئ في حال عدم تنفيذ الحكومة وعودها بتعديل قانون الخدمة المدنية.
تمويل رواتب أصحاب العقود
وتظاهر العشرات من موظفي ملحق تربية الديوانية، مطالبين بإطلاق كتاب التمويل الخاص بهم، ولكن الأمر تطور إلى إحراق الإطارات وإغلاق بعض الشوارع.
وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن المتظاهرين الغاضبين من ملحق تربية الديوانية، تظاهروا أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بإطلاق كتاب التمويل الخاص بهم.
وأضاف، أن المتظاهرين قاموا باغلاق الطريق أمام السيارات، مع إحراق الإطارات وارتفاع أعمدة الدخان، كوسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم.
رفض القرارات التعسفية
من جانبهم، واصل موظفو شركة ابن ماجد التابعة لوزارة الصناعة والمعادن في البصرة وقفتهم الاحتجاجية أمام مبنى الشركة لتحقيق مطالبهم، والتي تشمل إيقاف القرارات التي وصفوها بالتعسفية بحق منتسبي الشركة، ورفض قرار نقل عضو مجلس الإدارة الممثل عن المنتسبين، بالإضافة إلى تحويل الشركة إلى وزارة النفط.
وقال ممثل عن منتسبي شركة ابن ماجد، إياد حسين ناصر، إن عددهم يبلغ 1800 منتسب مع الكادر الجديد، مطالبين بمستحقاتهم المالية بالإجماع، مطالبا العشرات من أصحاب المحال التجارية في شارع المطاعم وسط منطقة العشار في البصرة، بضرورة الإسراع في إنجاز المشروع الخدمي المنفذ في ذلك الشارع، والذي تسبب بقطع أرزاقهم.
وقالوا في حديث صحفي أثناء تجمعهم في ساحة “أم البروم” المحاذية للشارع، إن الشركة باشرت أعمالها منذ عدة أشهر في الموقع، ما اضطرهم إلى إغلاق محالهم جراء الأعمال الإنشائية للمشروع.
وأضافوا، أنهم حصلوا على وعود بسرعة الإنجاز، إلا أن التلكؤ هو ما يفرض نفسه كواقع حال.
الثعالبة تطالب بالخدمات
وشهدت بغداد تظاهرة احتجاجاً على تردي الخدمات في منطقة الثعالبة شمالي العاصمة، حيث طالب وجهاء وعشائر منطقة الثعالبة بإكمال خدمات شارعي الضغط والكهرباء التي تعاني منها المنطقة منذ ثلاث سنوات.
وأشاروا إلى أن خدمات المنطقة معدمة نتيجة صراع الفاسدين، وراح ضحيتها المواطن، مبينين أن “مدير عام دائرة المشاريع في أمانة بغداد يعارض التوجيهات بإكمال المشاريع وتوفير جميع الخدمات لمنطقة الثعالبة”.
وهدد المحتجون بـ”تنظيم اعتصام يوم السبت المقبل في حال عدم تنفيذ مطالبهم”.
الاستيلاء على الاراضي
وتظاهر العشرات من أهالي قرية طوبزاوة، الواقعة جنوبي كركوك، احتجاجاً على محاولة قوة من الجيش العراقي بناء معسكر عسكري على أراضيهم الزراعية، مطالبين وزارة الدفاع بالتدخل لوقف ما اعتبروه تجاوزات على أراضيهم. وصرح أحد سكان القرية، ساطع محمود، بأن “قوة من الجيش العراقي استخدمت جرافات عسكرية لبناء معسكر جديد في أطراف القرية، بجانب معسكر قديم تم بناؤه قبل سنوات”، مبيناً أن القوة استولت على نحو 190 دونماً من الأراضي الزراعية”.
وأضاف، أن الأهالي يرفضون الاعتداء على أراضيهم الزراعية ويطالبون وزارة الدفاع بالتدخل لوقف هذه التجاوزات. وأكد محمود، أن “الجيش يدعي أن الأراضي تعود له، لكننا نملك وثائق عثمانية تثبت ملكية الأراضي للكرد والتركمان، ولا نقبل بأي بناء أو توسيع للمعسكر على أراضينا”. من جانبه، قال المتظاهر شيرزاد جبار، “تظاهرنا احتجاجاً على استخدام الجيش الجرافات للسيطرة على أراضينا الزراعية. لا نريد الدخول في صراع مع الجيش، بل نطالب بوقف تجريف أراضينا ومحاولة السيطرة عليها لضمها إلى المعسكر”.