اتسعت رقعة الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين بشكل كبير لتصل الى مناطق وأقضية عديدة في محافظات المثنى وذي قار والبصرة وبغداد وكركوك والنجف. وتصدرت الخدمات والكهرباء لائحة المطالب، فيما هدد المتظاهرون بالتصعيد الاحتجاجي واللجوء الى قطع الطرق ونصب خيام الاعتصام في الشوارع وأمام الأبنية الحكومية، في حال عدم الاستجابة الى المطالب.
تظاهرات المثنى تتسع
وتظاهر العشرات من أهالي مناطق “آل عبس” في السماوة، أمام مبنى محافظة المثنى، مطالبين بتحسين الخدمات في مناطقهم.
وقال عدد منهم، إن التظاهرة تهدف لإيصال صوت أبناء المنطقة لتحسين واقع تجهيز الطاقة الكهربائية، فضلا عن تحسين واقع الطرق، داعين الجهات المعنية إلى تحقيق وعودها بشأن تحسين الخدمات وشمول مناطقهم بخطط المشاريع.
وفي الأثناء، خرج أهالي منطقة الشرقي في تظاهرة كبيرة طالبت أيضا بالخدمات وشمولهم بخطط الحكومة المحلية والجهد الخدمي.
وأشار المتظاهرون إلى أن وعود الجهات التنفيذية في المحافظة بشأن منطقتهم لم تتحقق حتى الآن، لافتين إلى أن منطقتهم تعاني منذ سنوات من إهمال حكومي ولم تشهد تنفيذ أية مشاريع خدمية. وأكدوا أنهم سينظمون تظاهرات مرة أخرى في حال عدم الاستجابة لمطالباتهم وتحقيق الوعود الحكومية.
وفي قضاء السوير داخل المحافظة، تظاهر المواطنون احتجاجا على عدم استقرار تجهيز الطاقة الكهربائية، مبينين أن معاناتهم تضاعفت نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسابيع الأخيرة وعدم توفر الكهرباء.
ونصب العشرات من الأهالي السرادقات أمام مبنى مديرية الكهرباء في القضاء، وأكدوا أنهم ماضون في التظاهر والاعتصام بسبب كثرة الأعطال وعدم الالتزام بساعات التجهيز.
وبعد ساعات من نصب خيام الاعتصام أمام مديرية الكهرباء للمطالبة بإقالة مديرها العام على خلفية حرمان المدينة من التيار الكهربائي، زار الأخير المحتجين للتفاوض معهم وبحث مطالبهم وشرح آليات العمل في مديريته، وأسباب التقصير الحاصل في تزويد المواطنين بالكهرباء، داعياً إياهم إلى منحه أسبوعاً واحداً لتحسين الحصة المجهزة للقضاء، ومعالجة ضعف الفولتية، وفك الاختناقات الحاصلة في الشبكة.
من جانبه، قال المتظاهر حسن فالح أنه بعد إعلان اعتصامنا المفتوح للمطالبة بتحسين الكهرباء وإقالة مدير مديرية كهرباء السوير، جاء وفد من دائرة الكهرباء برئاسة المدير نفسه، وسلمناهم مطالبنا وسننتظر الحل لها، ومنحنا المديرية أسبوعاً واحداً فقط، لتنفيذ مطالبنا، مقابل عدم التصعيد والاكتفاء بالاعتصام، وبعد مرور أسبوع سنضطر إلى تصعيد الموقف وعدم الاكتفاء بالاعتصام.
غضب شعبي في ذي قار
إلى ذلك، تظاهر العشرات من أهالي ناحية أور التابعة إلى محافظة ذي قار أمام مبنى إدارة الناحية، رافضين تقديم أي مرشح لإدارة الناحية يكون من خارجها او غير مستقل.
وقال أحد المتظاهرين في فيديو أطلعت عليه “طريق الشعب”، إنّ الناحية تعاني من نقص الخدمات في مجال الكهرباء والماء والمشاريع المتلكئة، الأمر الذي دعاهم إلى التظاهر والمطالبة بحقوقهم”، داعيا الحكومة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي إلى “الاستجابة لهذه المطالب”.
وعلى نفس السياق، رفض أهالي ناحية العكيكة في المحافظة تسمية أي مدير للناحية يكون من خارجها.
ودعت بعض ممثليات تنسيقيات تظاهرات الناحية جنوبي ذي قار إلى ضرورة اختيار شخصية مقبولة من جميع الأطراف. ووجّه المتظاهرون من داخل مبنى الناحية رسالتهم الى الجهات الحكومية على خلفية تسجيل تأجيج للشارع بخصوص من سياتي لسد الفراغ الإداري اصالة ومن اجل الحفاظ على السلم المجتمعي داخل الناحية، مبينين أنه على الحكومة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي الاستجابة الى هذه المطالب والعمل بروح الفريق الواحد للنهوض بالواقع الخدمي للناحية.
وامتدت الاحتجاجات في ذي قار على مساحات سكنية واسعة حيث وصلت الى قضاء الدواية وتسببت بقطع الطريق الرابط مع قضاء الإصلاح للمطالبة بتعبيد أحد الطرق الرئيسة. كما خرجت تظاهرة أخرى في قضاء الشطرة وقطعت الطريق الرابط مع منطقة البدعة، للمطالبة بتوفير الخدمات، فيما تظاهر أهالي قضاء سوق الشيوخ وقطعوا الطريق مع ناحية العكيكة للمطالبة بإصلاح التيار الكهربائي الخاص بمنطقتهم الذي أصابه العطل ولم يتم إصلاحه.
وفي الأثناء نظّم العشرات من المواطنين تظاهرة احتجاجية طالبت بتأهيل الطريق الرابط بين قضاءي الدواية والإصلاح.
وقال المتظاهرون من أهالي الدواية، أن هذا الطريق مهم جدا ومهمل منذ سنوات وتسبب بالكثير من الحوادث، لافتين إلى أن التظاهرة بعثت برسالة إلى الحكومة المحلية وهي اشعار بالتصعيد الاحتجاجي القادم في حال عدم تحقيق هذا المطلب.
أقضية البصرة تتظاهر
ومن جانب آخر، نظم العشرات من أهالي قضاء الدير شمالي البصرة تظاهرة للمطالبة بالخدمات، وأبرزها إدراج مستشفى الدير ضمن مشاريع خطة 2024.
وقال ممثلو اللجنة التنسيقية للحراك الشعبي خلال مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن القضاء منكوب ومهمش من قبل المسؤولين دون توفير للخدمات أو فرص عمل لشباب القضاء. وحذروا من المصادقة على خطة مشاريع 2024 دون إدراج مستشفى الدير ضمنها حيث سيتم اتخاذ خطوات تصعيدية لا يحمد عقباها بحسب قولهم.
وعلى صعيد الاحتجاجات داخل البصرة، تظاهر مواطنون أمام ديوان المحافظة رافضين مشروع أنبوب (بصرة – عقبة)، داعين إلى الكشف عن جدواه الاقتصادية للبلاد. وأكد المتظاهرون أن هذا الأنبوب الذي سيمر في الأراضي المصرية والأردنية، سيكون ملكا لهذه الدول بعد 25 سنة وسيتحمل العراق عبء إصلاح اي خلل في الأنبوب.
بغداد تطالب بالخدمات
وشهدت منطقة بوب الشام، شمالي العاصمة، تجدد التظاهرات لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على تردي الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي، مهددين بنصب خيام الاعتصام وقطع الطريق الرئيس الرابط بين بغداد وديالى.
وتشهد بغداد بين مدة وأخرى تظاهرات تطالب بتحسين الخدمات لاسيما التيار الكهربائي وتحديداً مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد.
مسيرة المظلات في النجف
ومن جانب آخر، تظاهر المئات من خريجي وخريجات الكليات الإدارية في النجف، في ساحة الصدرين احتجاجاً على عدم شمولهم بالاستثناء من التقديم على رابط العقود أسوة بخريجي التخصصات الأخرى، وبالتالي الحصول على فرص متكافئة في 4 آلاف درجة وظيفية (عقد) مخصصة للمحافظة.
وتضمنت التظاهرة مسيرة في شارع النجف – كوفة، لمدة 15 دقيقة تحت أشعة الشمس اللاهبة، حيث احتمى المتظاهرون بالمظلات لحين وصولهم إلى مجلس المحافظة ودخول ممثل عنهم لتسليم المطالب إلى أحد المسؤولين، قبل العودة إلى ساحة التظاهر.
وقال المتظاهر محمد كاظم، انه ومنذ 4 أشهر ونحن نتظاهر، واليوم خرجنا بمسيرة سلمية لتذكير الجهات المعنية بمطالبنا المشروعة في حق التوظيف والحصول على استثناءات كبقية خريجي النجف.
عقود الأمن الغذائي في كركوك
وتظاهر العشرات من موظفي عقود الأمن الغذائي والدعم الطارئ في كركوك، أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة منذ 9 أشهر، كما ناشدوا رئاسة الوزراء والجهات المعنية للتدخل العاجل، مؤكدين أن هذه المستحقات هي مصدر دخلهم الوحيد.