اخر الاخبار

يواجه أصحاب الدواجن حالة من القلق والترقب بسبب الخسائر التي لحقت بهم، نتيجة لانخفاض قيمة الدينار، في الوقت الذي ارتفعت أسعار الأعلاف والمواد التي تدخل في انتاج الدجاج وبيض المائدة، فضلا عن فتح باب الاستيراد مرة أخرى، برغم تحذيرات وزارة الزراعة من “انهيار تام في قطاع الدواجن” بسبب عدم ضبط المنافذ الحدودية.

نهج تخريبي

وقال المواطن علي فاضل، وهو من أصحاب المداجن في بغداد، إن “قطاع الدواجن تعرض إلى خراب كبير بسبب النهج الذي ادارته بعض الجهات المتنفذة، من أجل الاستفادة من عمليات الاستيراد الخارجي”.

وأوضح فاضل لـ”طريق الشعب”، أن التلاعب الذي أضر بالكثير من أصحاب المشاريع في هذا القطاع يتركز على “أسعار الإعلاف واستيراد البيض والدجاج للأسواق، مقابل تهميش المنتج المحلي”، لافتا إلى أن “الكثير من أصحاب المداجن تعرضوا لخسائر فادحة خلال العام الحالي بسبب الديون وعدم قدرتهم على إدارة مشاريعهم، مقابل انفلات عملية الاستيراد الخارجي”.

وزاد المتحدث أن “ارتفاع كلفة اليد العاملة والتعامل بالآجل مع أصحاب معامل الأعلاف ومفاقس الدجاج، في ظل انخفاض قيمة الدينار مقابل الدولار، ساهم في تسريح مئات العاملين، وإغلاق تلك المشاريع التي كانت تخدم السوق المحلية، وتوفر فرص عمل في نفس الوقت”.

الزراعة تحذر من الانهيار

وفي السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة، حميد النايف، أن “ارتفاع سعر صرف الدولار في العراق، أثّر على ارتفاع مدخلات الدواجن ومنها الاعلاف وفول الصويا وغيرها من المواد التي تدخل في انتاج الدجاج وبيض المائدة”.

وأوضح النايف خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، أن “الوزارة أبرمت اتفاقا مع منتجي الدواجن لغرض عدم زيادة سعر طبقة البيض لأكثر من 5 الاف دينار”، مبينا أن “الحلقة المفقودة ما بين سعر 5 الاف دينار للمنتج وما بين المستهلك الذي تصله بسعر 7 الاف دينار هو ضعف الرقابة الأمنية”، على حد تعبيره.

وأضاف المتحدث، ان “فتح الاستيراد لبيض المائدة سيؤدي الى انهيار قطاع الدواجن بالكامل، وأن وما بنيناه في ثلاث سنوات لتنمية ودعم هذا القطاع سيتلاشى”، لافتا إلى أن “فتح الاستيراد أمام البيض والدجاج سيدفع اصحاب الدواجن الى بيع حقولهم وسيسرح الكثير من العاملين فيها، وبالتالي سيضطر أصحاب الدواجن الى انشاء حقول جديدة في دول الجوار وسيعاود العراق استيراده مرة اخرى من الخارج”.

يذكر ان اسعار بيض المائدة والدجاج ارتفعت بشكل متزايد ليصل سعر الطبقة الواحدة الى 7 الاف دينار. بينما كان يتراوح سعرها ما بين 4 - 5 الاف دينار.

تقصير حكومي

وعلى صعيد ذي صلة، تحدث المواطن هادي سالم، عن “مسؤولية وزارة الزراعة عن ضبط ملف استيراد وتصدير المنتجات الزراعية والسلع المرتبطة بها”.

وقال سالم لـ”طريق الشعب”، انه بعد التوجه الحكومي في الفترة الماضية نحو الاعتماد على المنتجات المحلية “كنا كمواطنين في فرحة لا توصف، لكننا تفاجأنا حاليا بغلاء أسعار الدجاج وبيض المائدة وغياب الرقابة المعنية بهذا الشأن. حيث أصبح الاقبال على شراء هذه المواد ضعيفا جدا من قبل الفقراء ومحدودي الدخل وفئات عديدة”.

وأشار المتحدث الى “اضطرار المواطنين لشراء المواد المستوردة، اذ اصبحت ارخص من المنتج المحلي، خصوصا مع ارتفاع سعر الدولار الذي أثر على السلة الغذائية، ولكن هذا لا يعفي من الاشارة الى مسؤولية وزارة الزراعة والحكومة بشكل عام من اجل متابعة قضية الاسعار ودعم المشاريع المحلية وعدم افشالها”.

وتحدث مدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي اثناء موجة الاستياء التي ابداها مواطنون بشأن غلاء اسعار البيض والدجاج، عن ضرورة قيام الجهات الحكومية المعنية بـ”تقديم الحماية اللازمة للمنتجات المحلية وتخفيض اسعار الاعلاف والعلاجات البيطرية، بدلا من اغراق الاسواق بمنتجات الدواجن المستوردة التي اثرت سلبا على قطاع الدواجن. وذلك يكون من خلال تفعيل برنامج وطني لدعم مربي الدواجن والمستثمرين لغرض تطوير هذا القطاع الحيوي”.

اضطراب في الاسواق

واستطلعت “طريق الشعب”، الأوضاع في الأسواق، بعد هذه الأزمة التي اثارت استياء المواطنين واصحاب الدخل المحدود.

وتحدث المواطن ابو فهد، صاحب أحد محال الجملة التجارية في بغداد، عن ارتفاع كبير في اسعار البيض والدجاج، قائلا: ان “سعر طبقة البيض كان يتراوح ما بين ٣ - ٥ الاف دينار، بينما يتراوح حاليا بين 6 - 8 الاف دينار، فيما قفز سعر الدجاج المستورد الى 6 - 8 الاف دينار، بعدما كان يباع بمبلغ 3500 دينار وللأوزان الخفيفة”.

من جهته، قال المواطن أبو شهد، ان “الاقبال اصبح ضعيفا جدا على شراء البيض والدجاج، لأن الكثير من المواطنين غير قادرين على دفع هذه المبالغ في ظل الأزمة الاقتصادية وانعدام فرص العمل، حيث أن الكادحين وأبناء المناطق الفقيرة يعتمدون على أجورهم اليومية، وهي ضئيلة، ولا تستطيع تغطية هكذا ارتفاع مفاجئ في الأسعار”.

وبيّن المواطن وهو يتحدث لـ”طريق الشعب”، ان “الحديث عن عدم كفاية المنتج المحلي والتوجه لإغراق الاسواق بالمواد الاجنبية، لا يشير الى اصل المشكلة، والتي تكمن في عدم دعم قطاع الدواجن من اجل انتاج البيض والدجاج ومساندة اصحاب الحقول والمربين والمزارعين”، متسائلا عن “دور وزارة الزراعة مما يجري حاليا”.

وشدد على أن “العراق قادر على الوصول الى الاكتفاء الذاتي من البيض والدجاج حيث ان ذلك يعود بفوائد كبيرة للبلد لو توفرت الارادة”، داعيا الحكومة إلى “مساندة مشاريع الدواجن ودعمها باللقاحات والأعلاف والكهرباء واللجان الطبية، لأن ذلك يعود الى مصلحة البلد والمواطنين قبل كل شيء”.

عرض مقالات: