اخر الاخبار

مع حلول أول أسابيع فصل الصيف وما رافقها من ارتفاع في درجات الحرارة، لم تمهل الكهرباء المواطنين كثيرا قبل أن تعيد مشاهد انقطاع الطاقة ولساعات طويلة في الكثير من مناطق البلاد. وزارة الكهرباء التي أعلنت في وقت سابق أنها اعدت العدة الى الصيف الحالي، وأنها تسعى الى زيادة الانتاج قياسا بنسبته في العام الماضي، وجدت نفسها مضطرة الى التبرير لما حصل قبل حوالي اسبوع بعد الانقطاعات الكبيرة التي اثارت استياء المواطنين. واستطلعت «طريق الشعب» آراء الأهالي في أكثر من منطقة بخصوص الطاقة الكهربائية، حيث أكدوا أنهم ما زالوا يعانون من الانقطاعات اضافة الى عدم التعاطي السريع مع الاعطال التي تحصل.

متى تحل المشكلة؟

المواطنون وقبل أي اجابة أخرى عن سوء خدمات الطاقة، يعزون أسباب ذلك الى الفساد المالي والاداري الكبير والهدر الذي يبلغ حوالي 80 مليار دولار على الكهرباء دون تحقيق أي نتيجة تذكر في هذا الميدان.

كما ويعزوا مختصون تكرر الانقطاعات لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف إلى تردي البنية التحتية لمحطات الكهرباء، وعدم توفر الوقود اللازم اذ يعتمد العراق على الغاز الايراني المستورد لتلبية الطلب المتزايد لتوليد الكهرباء ومواجهة انقطاع الخدمة. فيما تسعى وزارة الكهرباء الى رفع انتاجها الى  28 الف ميغا واط لتتجاوز نسبة العام الماضي. ويحتاج العراق إلى 35- 40 ألف ميغاواط لتوفير الكهرباء على مدار 24 ساعة دون انقطاع وفقاً، لما قاله نائب رئيس لجنة الكهرباء والطاقة النيابية، حسن الأسدي في تصريحات سابقة.

واستطلعت «طريق الشعب» اراء المواطنين للتعرف على أوضاع الطاقة الكهربائية في ظل هذه الأجواء الحارة، لتجد من خلال احاديثهم أن أزمة انقطاع الكهرباء مستمرة ولكن باشكال مختلفة، حيث تتباين حدتها في المنطقة الواحدة بشكل لافت.

الأزمة مستمرة

يقول المواطن علي محمود أن «أهالي المقدادية يشكون من غياب العدالة في التوزيع وتذبذب التيار الكهربائي الذي ادى الى احتراق عشرات الاجهزة وعدم الاستفادة من الاوقات الضئيلة التي تتوفر فيها الطاقة».

ويوضح محمود خلال حديثه مع «طريق الشعب» أن «مشكلة الكهرباء ما زالت مستمرة رغم مرور 7 رؤساء وزراء تعاقبوا على حكم العراق وخمسة دورات نيابية طيلة 20 عام، مع انفاق قرابة 100 مليار دولار وعشرات مذكرات التفاهم التي وقعت مع شركات اجنبية، وهذه معطيات واقعية تشير الى فشل منظومة الحكم وقوى الفساد التي تحكم قبضتها على مفاصل الدولة».

من جانبه، تحدث المواطن قاسم جبر وهو من منطقة شهداء البياع (سوق رضا) عن انقطاع مستمر للكهرباء في المنطقة.

ويكشف جبر خلال حديثه مع «طريق الشعب»، عن وجود انقطاعات اخرى «مستمرة منذ أسبوع في المحلة  ٨٧٥ للزقاق ٤٤ تسببت بضرر كبيرة الى الاهالي حيث تم قطع الطاقة دون سابع انذار وبدون خطة بديلة او طارئة وخصوصا هذه الايام هي فترة امتحانات لطلبة الصف السادس الاعدادي».

ولم يختلف الحال عن مدينة الصدر (الثورة) التي أكد اهلها لـ»طريق الشعب» وجود عدة انقطاعات ومنها في القطاع 32 محلة 544 الزقاق 16»، لافتين الى وجود «عجز من قبل موظفي الكهرباء لتصليح الكابينة الرئيسية بسبب المتجاوزين في سوق مريدي»، بينما كان الحال افضل في مناطق أخرى داخل المدينة.

المواطن علي الطائي في منطقة الثعالبة اشار من جانبه الى ان الكهرباء تاتي لمدة 5 دقائق وتنقطع مجددا ولا احد يعرف السبب لغاية الان، فيما افادت المواطنة ورود علي من اهالي بغداد الجديدة (شارع الملجأ) بان الكهرباء ما زالت منقطعة ليوم كامل.

وفي مدينة الحسينية، تنقطع الطاقة الكهربائية لساعات طويلة عن بعض المحلات السكنية، فيما تغذي مناطق أخرى بشكل أفضل بكثير، الأمر الذي دعا اهالي المنطقة للتساؤل من خلال «طريق الشعب» عن اسباب هذا الاختلاف في ساعات التجهيز داخل نفس المدينة.

مناشدات كثيرة

هذا ووجه أهالي حي العامل من خلال «طريق الشعب» مناشدة لايجاد حل مناسب وسريع لانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.

وقال أهالي محلة  ٨٧٣ الزقاق 10 أنهم «خاطبوا دائرة كهرباء حي العامل ولا توجد حلول لغاية الآن»، داعين الى «انهاء هذه الازمة وعدم الاكتفاء بالحلول الترقيعية لاحد الملفات التي كلفت البلاد مبالغ طائلة».

وفي جانب آخر من الكرخ، ناشد أهالي منطقة الخطيب (الطابو الاصولي) محلة 448 زقاق 42 لايصال صوتهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ فترة طويلة والتخبط في عملية التوزيع.

وقال المواطن ناظم العيسى لـ»طريق الشعب»، أن «وزارة الكهرباء استجابت في وقت سابق لمناشدات اهالي المنطقة ونصبت محولة كهربائية للتخفيف عن العبء الحاصل على المنطقة، ولكن المحولة وللأسف لا تعمل سوى لبيت شخص واحد»، مبينا أن الأهالي «قدموا الشكاوى في قسم كهرباء الشعلة لكن الجهة المعنية اجابت بأنه لا توجد اسلاك وأن المنطقه باقيه بدون كهرباء».

أما أهالي الرضوانية الشرقية (مقاطعة 15)، فقد وجهوا مناشدة أخرى إلى مدير توزيع فرع الكرخ، مبينين أن «محطة أبو سمك تعاني من انقطاع  الكهرباء بشكل متكرر ولساعات طويلة من مغذي 33 محطة  خان ضاري». وأوضح الأهالي أن «الانقطاع اضر كثيرا بالاهالي ومن غير المعقول ان يطول العطل لاكثر من 15 ساعة».

خارج بغداد أيضا

من جانب آخر، تحدث أهالي منطقة حي الرحمة الثانية في محافظة ميسان إلى «طريق الشعب» عن معاناتهم الخدمية الكبيرة وبضمنها الكهرباء.

وقال المواطن راضي عبد الزهرة، أن «المنطقة معدمة وتلقينا الوعود الكثيرة منذ عام 2012 ولكنها ما زالت بلا تبليط او مجاري فيما تشهد سوء خدمي على صعيد الكهرباء من حيث الاعطال المتكررة وفترات الانقطاع».

واستطلعت «طريق الشعب» اراء الاهالي في اكثر من منطقة داخل ميسان، حيث وجدت ان ساعات التجهيز للطاقة افضل من بعض المحافظات، فضلا عن استقرارها ليلا، لكن وبعد ساعات متاخر من يوم امس تراجعت خدمة الكهرباء في مناطق مثل الثورة رغم انها كانت افضل في الايام الماضية.

واحتج يوم أمس اهالي منطقة النجمي في البصرة بسبب المشاكل التي ترافق ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية.

وقال احد ابناء المنطقة لـ»طريق الشعب»، أن «الاهالي تجمعوا للاحتجاج ودعوا الجهات المعنية الى الاطلاع على واقع الكهرباء واسباب الاعطال المتكررة التي اضرت كثيرا بالمواطنين».

وفي البصرة ايضا، وثق احد المواطنين صراخ والدته، داخل مستشفى البصرة التعليمي، بعد انقطاع الكهرباء لساعات. ونشر المواطن مقطع فيديو اطلعت عليه «طريق الشعب» يوثق فيه، صراخ والدته، بعد انقطاع الأوكسجين بسبب انطفاء الكهرباء في المستشفى.

وعلى ما يبدوا فان غالبية المناطق تشكو من تدهور الكهرباء بشكل متباين بين مكان واخر، لكن يمكن القول انه لا توجد منطقة او محافظة راضية عن تجهيز الكهرباء في حال طرح السؤال على سكانها واستطلاع رأيهم حول التجهيز الكهربائي مع بدء فصل الصيف وقبل ان يحل الانقلاب الصيفي الحقيقي.

وفي جولة بسيطة في مواقع التواصل الاجتماعي من جميع المحافظات حول تجهيز الكهرباء، يؤكد الجميع ايضا تردي التجهيز الكهربائي، فيما تشهد محافظات مثل ديالى والانبار شكاوى عن انقطاع شامل لساعات طويلة وليس فقط تردي التجهيز.

وتؤكد وزارة الكهرباء أن اولويات عملها تتمثل بزيادة الانتاج من خلال تحسين البنية التحتية وهي تسعى جاهدة الى اضافة وحدات انتاجية جديدة واتمتمة شبكات النقل والتوزيع وتحديدها وتوزيعها وادخال الطاقة المتجددة، فيما تعول أيضا على مشروعات الربط الكهربائي مع عدد من دول الجوار لحل الازمة.

عرض مقالات: