اخر الاخبار

في مساء السادس من تموز 2020، توقفت سيارة دفع رباعي امام احد المنازل في زيونة شرقي بغداد، ولحقها ملثم كان قد ترجل من دراجة نارية، يحمل سلاحاً، وافرغ رصاصاته في صاحب المركبة: الخبير الأمني والاستراتيجي، هشام الهاشمي، الذي لعب دوراً بالغ الأهمية في تحليل وتفكيك عمليات التنظيمات الإرهابية في العراق.

 

كان وقع نبأ اغتيال الخبير الأمني والاستراتيجي مزلزلا على رؤوس العراقيين، فإضافة الى دوره الفعال في محاربة التنظيمات الإرهابية، كان موقف الهاشمي مسانداً لانتفاضة تشرين، وهذا ما عزز مكانته في قلوب العراقيين.

وتصدر وسم #هشام _الهاشمي،  تفاعلات المدونين في العراق، في ذكرى اغتياله الأولى. وتضمنت التغريدات عبارات شجب وتأبين، واستذكارا لمواقف الهاشمي، وإعادة نشر تغريداته الأخيرة.

ومساء الثلاثاء، قرر مجموعة من الإعلاميين تنظيم وقفة استذكارية للشهيد، في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد.

 

مَنْ قتل هشام؟

وتقول الصحفية والناشطة المدنية، أفراح شوقي، لـ”طريق الشعب”، إنّ “احدى المليشيات المتنفذة في العراق المعروفة، هي من قتلت هشام الهاشمي، وكانت مدركة أنّها ستفلت من العقاب”.

وتضيف شوقي التي تعرضت للاختطاف من جهة مسلحة قبل ان يطلق سراحها وتغادر العراق، أنّ “المنفذين اقوى من سلطة الدولة، ويتباهون بسلطانهم بكل وقاحة”، مبينةً أنه “طالما الحكومة ضعيفة وغير قادرة على مواجهتهم، ستواصل الميليشيات استعراض ما لديها من قوة”.

وتربط شوقي اغتيال الهاشمي بـ”نشاطه الأمني” في تصديه لتلك الجماعات المسلحة الإرهابية “اعلامياً وبحثياً”، مضيفة انه شكل “مصدرا خطرا على وجود الجماعات المسلحة والداعشية”.

وتلفت الصحفية إلى أن “عاما كاملا مرّ على الوعد الذي أطلقه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بالقصاص من قتلة الهاشمي، لكن ما زال المجرمون احرارا طلقاء، يمارسون القتل والقمع والتهديد”.

وختمت حديثها بالقول: إنه “لا شرعية لحكومة لا ترعى ارواح مواطنيها.. ولا شرعية لقضاء يغض الطرف عن القتلة والمجرمين”.

 

“فقيدنا هشام”

وكتب الصحفي والكاتب رياض محمد، مقالاً مطولاً عن هشام الهاشمي، تابعته “طريق الشعب”. وفي جزء منه، يقول إنّ “ما يثير الانتباه في اغتيال هشام ان الرجل الذي كشف كل شيء عن تنظيم داعش من الداخل للعالم كله، لم يقتل خلال السنوات الثلاث المرعبة والدامية في حرب العراق مع التنظيم، لكنه قتل الان وقد تمتع العراق وبغداد بأمن نسبي لا بأس به”.

ويوضح محمد انه “بغياب هشام القسري المؤلم لنا جميعا، خسر العراق والتحالف الدولي ما يمكن وصفه بوحدة المعالجة المركزية لهذا التحالف ضد داعش”.

 

مرجع الصحفيين

الصحفي في مكتب فرانس برس في بغداد، عمار كريم، يصف صديقه الهاشمي بأنه كان “الموسوعة التي لا تبخل عليك بمعلومة أو نصيحة، محترف، ذكي، صاحب ظهور شبه يومي كمحلل على شاشات عربية وعالمية، الى أن أصبح مرجعاً لمعشر الصحافيين”.

ويقول كريم في مقال كتبه في الذكرى الاولى لرحيله، إن “هذا العالم الراحل كان هدف كل صحافي أجنبي يصل إلى العراق. (هل يمكن أن نلتقي بالهاشمي؟) كانوا يسألون، وهو لا يرفض طلباً رغم ضيق جدول مواعيده”.

ويوضح أن “أبحاثه ساهمت في تفكيك تنظيمات داعش الإرهابية خلال سنوات المعارك في سوريا والعراق. وقد عمل مستشارا لكبار قادة الدولة ومنظمات دولية عدة”.

وناصر هشام الهاشمي انتفاضة تشرين ودافع عن أحقية مطالب المتظاهرين الذين ينتمون بمعظمهم الى جيل الشباب، وندّد بتصرفات المجموعات المسلحة، وبقمع التظاهرات التي تخللها مقتل مئات المتظاهرين. بحسب ما قاله كريم.

عرض مقالات: