اخر الاخبار

أعلنت جهات رسمية معنية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات نقابية، تضامنها مع أمهات الشهداء اللائي يطالبن بالكشف عن قتلة ابنائهن، بينما تواصل قوات الأمن تضييقها على الحراك الاحتجاجي لهؤلاء النسوة. ولاقى اعتصام والدة الشهيد الوزني أمام محكمة كربلاء، الاسبوع الماضي، تضامنا شعبيا واسعا في عدد من المحافظات. وعلى أثر ذلك، نظمت العشرات من امهات شهداء انتفاضة تشرين, وقفة احتجاجية، أمام مبنى مجلس القضاء في محافظة ذي قار، مطالبات  بالكشف عن هوية قتلة أبنائهن.

 

صوت سياسي نسوي

وعلل عضو مفوضية حقوق الانسان، علي البياتي، التطور الاحتجاجي النسوي بـ”التهاون الحكومي في الإعلان عن نتائج قتلة المتظاهرين”، الامر الذي صعّد من “صرخة المرأة المفجعة بأولادها الذين استشهدوا في ساحات التظاهر، ومنهم من تم اغتياله”.

ويلاحظ البياتي في حديثه لـ”طريق الشعب” ان مطالب المرأة تعدت المناداة بحقوقها وحمايتها من العنف الى ضرورات سياسية، ترى في تجاهلها ضياعا لحقوق أبنائها، الذين طالتهم الايدي الإرهابية، من دون رادع حكومي.

وأبدى البياتي استنكاره للاعتداءات والمضايقات على النساء المفجعات بأولادهن، وهن يطالبن بحقن في الكشف عن قتلة ضحاياهن”.

 

المنظومة الامنية في حرج

واتهم عضو مفوضية حقوق الانسان، المؤسسات الحكومة المعنية بـالتهاون في اخذ مهامها بالكشف عن قتلة المتظاهرين أولا. كذلك تتغاضى عن تفاقم جرائم الاغتيالات، ما يضع المنظومة الأمنية امام المجتمع الدولي في موقف محرج”.

وأكد البياتي ان المفوضية ساعدت تلك العوائل المفجوعة بتحريك دعاوى قانونية الى القضاء “ننتظر البت فيها وتحقيق المساءلة”.

وتحاول مفوضية حقوق الانسان، بحسب البياتي، “الضغط على الحكومة اعلاميا، لكشف قتلة المتظاهرين”، كما ان هناك “ضغط دولي ملاحظ على الجانب الحكومي، لأجل وضع حد للسلاح المنفلت، والكشف عن اشكال الجرائم سواء تلك التي ارتكبت ضد المتظاهرين السلميين او جرائم الاغتيالات بالسلاح الكاتم”.

 

استنكار برلماني 

بدورها، أبدت عضو لجنة المرأة والاسرة والطفولة البرلمانية ريزان دلير “تعاطفها مع أمهات الشهداء الثائرات وهن يطالبن بحقهن بالكشف عن قتلة اولادهن في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد”.

وقالت دلير ان “مطالب الشعب تعدت اليوم تردي الخدمات والبطالة باتجاه الكشف عن القتلة وضرورة القصاص من الجناة، ومن يقف وراءهم من عصابات مسلحة”.

وأكد دلير ان لجنتها “تستنكر جميع اشكال المضايقات والتهديدات التي تتعرض لها أمهات الشهداء الثائرات سواء من قبل القوات الأمنية او من قبل العناصر التي تجلس خلف زجاج السيارات المضللة” بحسب قولها.

 

نقابة المحامين تتضامن

وفي وقت سابق، أصدرت نقابة المحامين بيانا تضامنيا أعلنت فيه وقوفها الى جانب نداء والدة الشهيد إيهاب الوزني المفجوعة، مشددا على “الكشف العاجل عن المجرمين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الوزني، جهاراً وعلناً”.

ونقل البيان عن نقيب المحامين العراقيين ضياء السعدي قوله، إن “النقابة تؤكد مطالبتها بالكشف عن قتلة المتظاهرين السلميين، الذين نالتهم يد الجريمة النكراء، المرتكبة ضد أبناء الشعب، بسبب ممارسة حقوقهم الدستورية في التجمع والتظاهر”.

 

انعطافة جديدة في وعي المرأة

من جهتها، ثمّنت رابطة المرأة العراقية “الموقف العالي لأمهات الشهداء (شهيدات وشهداء التظاهرات العراقية وحرية التعبير) ودورهن ومكانتهن العظيمة، فقد صنعنَّ أبطالاً بمعنى الكلمة”.

وقال بيان للرابطة ورد لـ”طريق الشعب”، ان “امهات شهداء التظاهرات ونشطاء الحركة الاحتجاجية يسجلن انعطافة جديدة للمرأة العراقية بممارسة حقهن ودورهن في ضرورة تطبيق القانون ومحاكمة قتلة المتظاهرين”.

 

لا تحقيق يعلن

وبهذا الخصوص، أصدرت شبكة النساء العراقيات بيانا جاء ضمنه “توالت الحوادث الدموية وتكررت وعود المسؤولين بتشكيل لجان تحقيقية للكشف عن الجناة، لكن لا تحقيق يعلن ولا قاتل يكشف. عوائل الشهداء تسحق كرامتها في دهاليز الدوائر والمحاكم ولا مجيب لتساؤلهم المشروع: من قتل ولدنا ومن قتل ابنتنا؟”.

عرض مقالات: