اخر الاخبار

تجاوز الامتحان النهائي «مسألة كارثية»

 

أثار قرار وزارة التربية، مؤخراً، بإنهاء العام الدراسي باعتماد درجة نصف السنة كدرجة نهائية، موجة استياء كبيرة بين أوساط معنية، عدت القرار “غير مهني” ولا يخدم العملية التربوية.

ويرجع ناشطون طلابيون ما أسموه “القرارات المرتبكة” الى “السياسات الخاطئة التي مارستها الحكومات المتعاقبة في هذا القطاع الحيوي”.

والاسبوع الماضي، قررت وزارة التربية اعتماد درجات امتحانات نصف السنة، كدرجة نهائية للمراحل غير المنتهية.

وقالت الوزارة في بيان لها، ان “وزير التربية علي حميد الدليمي، أعلن من واسط، اعتماد درجة نصف السنة كدرجة نهائية للمراحل غير المنتهية، وانتهاء العام الدراسي في الاول من شهر تموز لعام 2021”.

واضاف البيان أن الدليمي “ثمّن جهود الملاكات التدريسية والتربوية، وما بذله طلبتنا وعوائلهم من اجل انجاح العام الدراسي الحالي، ويؤكد انهم يصنعون بذلك مستقبل العراق المشرق”.

 

المسؤولون غير مهنيين 

وقال مدير ثانوية المتميزين في بغداد، د. عبد الرسول فهد لـ”طريق الشعب”، ان “كل العاملين في القطاع التربوي يلاحظون خلال العامين الماضيين ان هناك خللا في البنية التربوية”، مبيناً ان “تخرج جيلين من دون ان يخوضوا الامتحان النهائي الذي يعد خاتمة العام الدراسي، مسألة كارثية”.  

وأضاف “كل بلدان العالم حرصت على ان يكون هناك امتحان نهائي حضوري للطلبة باستثناء العراق، وهذا يدلل على ان المعنيين في العملية التربوية اشخاص غير مهنيين”. 

وأوضح ان “فرحة الأهالي بنجاح أبنائهم من دون خوض امتحان، جاءت على حساب المنهج العلمي”. 

وأكد ان “هناك إمكانية لإقامه امتحان نهائي؛ إذ كانت المدراس على اتم الجاهزية لإتمام ذلك”، مشيراً الى ان “إدارات المدارس كان لديها العديد من المقترحات والخطط، التي تتناسب مع مبدأ التباعد الاجتماعي”. 

 

سياسات خاطئة 

من جهته، قال الناشط الطلابي، حسين علي، ان “قرار الوزارة الأخير كان مستعجلا”.

وأكد علي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “وباء كورونا كشف الستار عن وضع التعليم في العراق، الذي كان قبل الوباء على حافة الهاوية، ليأتي الوباء ويضع المؤسسة التربوية في عمق الهاوية”. 

وأضاف ان “ما يحدث الان من انهيار للمؤسسة التربوية، ليس نتيجة لأزمة كورونا بل هو نتاج السياسات الخاطئة التي مارستها الحكومات المتعاقبة نحو هذا القطاع الحيوي والمهم”، مشيراً الى ان “الوزارة اهملت مفاصل مهمة في هذا القطاع، ولو عملت عليها لكان أداء المؤسسة افضل بكثير، ومنها البنى التحتية والمنهاج وملف الطلبة النازحين”. 

وعدّ علي “قرار وزارة التربية الأخير تأكيداً لفشل الحكومة في إدارة ملف التعليم”، لافتا الى ان “الوزارة رحلت طلبة من الصف الثاني الابتدائي الى الثالث، بينما هم لا يجيدون القراءة والكتابة، وسيعطلهم ذلك في المراحل الدراسية المقبلة”.

قرار اتخذ قبل شهر 

الى ذلك، علّق النائب عن لجنة التربية البرلمانية، رعد المكصوصي قائلاً ان لجنته استضافت قبل اكثر من شهر وزير التربية والملاكات المتقدمة وتناولت العديد من القضايا خلال الاستضافة، ومن ضمنها قضية انهاء العام الدراسي، للصفوف غير المنتهية.  

وأضاف المكصوصي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان الاجتماع “اتخذ قرارا باعتماد درجة نصف السنة كدرجة نهائية، مع استمرار العام الدراسي من دون اعلام الطلبة بذلك، لأجل ان يواصل الطلبة دراستهم الالكترونية”. 

يشار الى انه بعد إغلاق المدارس في أواخر شباط 2020 لعدة أشهر، بسبب تفشي فايروس كورونا في العراق، قررت وزارة التربية اعتماد التعليم الإلكتروني لبعض الصفوف الدراسية. فيما كانت الامتحانات تُجرى داخل المدارس. ومنذ بداية العام الحالي اجتمعت وزارة التربية عدة مرات للبت في الأمر وإصدار القرارات اللازمة بما يتناسب مع مستجدات الموقف الوبائي في البلاد.

عرض مقالات: