اخر الاخبار

يواجه ملف اعادة نازحي مخيم الهول السوري الى العراق رفضاً شعبياً كبيراً، لا سيما من قبل الايزيديين، حيث يعد ابناء هذه الديانة، لاجئي الهول “دواعش”، معتبرين اصرار الحكومة على إعادتهم يمثل “خيبة أمل” بالنسبة لهم.

فيما عدّ عضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، تلك الخطوة “تهدد  الاستقرار والأمن والسلم المجتمعي الأهلي”. فيما أكدت مفوضية حقوق الانسان ان الحكومة العراقية قد دققت اسماء العوائل التي سوف تعود الى العراق.

ونقلت قوافل حكومية، أمس الاول، 150 عائلة من عوائل مخيم الهول في سوريا عبر مدينة سنجار الى مخيم الجدعة، جنوبي مدينة الموصل. 

 

تهديد للسلم المجتمعي 

من جانبها، أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، مخاوفها من عودة عوائل داعش الذين تمت إعادتهم إلى مخيم ‏الجدعة.‏

وعدّ عضو اللجنة النائب كريم عليوي، في تصريحات صحافية، يوم أمس، نقل عوائل داعش من مخيم الهول في سوريا الى داخل الاراضي ‏العراقية، “تهديدا للاستقرار والأمن والسلم المجتمعي الأهلي”، مشيراً إلى أن إدخال تلك العوائل يعد “خطرا حقيقيا”.

وأشّر عليوي وجود “تخوف سياسي ومجتمعي”، من وجودهم ‏داخل الأراضي العراقية، خصوصاً وان الناس عاشت معاناة ‏كبيرة من وجود تلك العوائل بينهم.‏

وطالب عليوي الحكومة بـ”وضع خطط أمنية مشددة حول مخيم الجدعة، لمنع ‏اي تسلل إلى خارج المخيم او محاولات تهريبهم من قبل عناصر مسلحة تابعة للتنظيم وغيرهم”.

 

“خيبة امل” 

وقال الناشط الايزيدي، طلال مراد، ان “الحكومة بدلاً من ان تحاكم من قتل الإزيديين وان تعترف بالإبادة الايزيدية، ذهبت الى اعادة عوائل الدواعش، من مخيم الهول الى مخيم الجدعة”، مؤكداً ان “هذه العوائل هي داعشية وهي التي نفذت عملية الابادة بحق الايزيديين”. 

وتساءل مراد بقوله “ان لم تكن هذه العوائل من ضمن تنظيمات داعش، فلماذا لم يعودوا الى مناطقهم الاصلية، بعد التحرير؟”. 

وأضاف ان “هذه العوائل لا تزال تحمل افكارا متطرفة، ممكن في أي لحظة ان تعيد تنظيم صفوفها مرة اخرى”، مبيناً ان “الحكومة العراقية في حال امضت بإعادة نازحي مخيم الهول، فسيمثل ذلك خيبة كبيرة بالنسبة لنا”. 

وحذر مراد من ان “العودة قد ستزيد من روح الانتقام لدى العوائل الايزيدية التي تعرضت للدمار، وممكن ان يتعرض من يسكن في المخيم للاستهداف”. 

 

أسماؤهم.. مدققة 

وردّ نائب رئيس مفوضية حقوق الانسان، علي ميزر، في وقت سابق، على ‏الاتهامات التي وجهها بعض السياسيين بخصوص الموقف الامني لنازحي ‏مخيم الهول قائلاً، ان “الحكومة العراقية في عام 2017 قررت اعادة ما يقارب ‏‏18 الف عائلة من اصل 27 الف عائلة، كانت موجودة في مخيم الهول، وان ‏العوائل كلها مدققة اسماؤها من قبل الجهات الامنية”. 

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “معارك الباغوز في سوريا عطلت ‏عودة النازحين الى العراق”، مؤكداً ان “الجهات الامنية تؤكد سلامة الموقف ‏الامني للعوائل المتبقية هناك”. 

واوضح ميزر أن “النازحين العراقيين في مخيم الهول هم من محافظات ‏نينوى والانبار وصلاح الدين”.

واستدرك بقوله ان “على الحكومة ان تتأكد من ان العوائل التي ستعود ‏هي نفسها التي دققت اسماؤها في عام 2017، على ان تهيئ برامج ‏التأهيل كي يتمكن النازحون من اعادة الاندماج في المجتمع”. ‏

 

ارقام واحصائيات

وبحسب اخر احصائية أصدرها مكتب إنقاذ الايزيديين في إقليم كردستان، بين فيها أن “عدد الايزيديين في العراق كان 550 ألف نسمة قبل اجتياح تنظيم داعش لقضاء سنجار”، مشيراً إلى “نزوح  360 ألف إيزيدي بعد غزوة داعش، حيث لم يعد منهم الى سنجار سوى 150 ألف شخص، فيما بلغ عدد الذين هاجروا خارج العراق أكثر من 110 ألف إيزيدي”.

وأشار المكتب إلى أن عدد ضحايا التنظيم في الايام الاولى بلغ 1293، وبلغ عدد الأيتام جراء ذلك 2745 يتيماً، مضيفاً أن عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الان 82 مقبرة جماعية، إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية.

وأضاف أن عدد المزارات والمراقد الدينية التي فجرها داعش تبلغ 68 مزاراً.

عرض مقالات: