اخر الاخبار

بينما تضج بداية شهر تشرين الأول من كل عام، في العالم عموما، بحملات التوعية الصحية خاصة للمصابات بسرطان الثدي، فان هذه الحملات لا تحظى باهتمام السلطات الحكومية في العراق لاسيما البيئية والصحية.

ويعاني الكثير جدا من المواطنين والنساء تحديدا، من غياب الرعاية الصحية بصورة عامة، ومن ارتفاع تكاليف الفحوصات والعلاجات الطبية في العيادات الخاصة. وهذا إضافة الى محدودية الأجهزة الطبية جعلت الكثير من النساء يتقبلن واقع المرض ولا يسعين لتلقي العلاج، الأمر الذي زاد كثيرا من الوفيات نتيجة لإهمال الوصيا الصحية التي يوصي الأطباء بالالتزام بها.

وتقول د. رشا جبار اختصاص طب الأسرة لـ”طريق الشعب” إن “حملات التوعية الصحية التي تقع على عاتق الجهات الحكومية، فقيرة ودون المستوى المطلوب، مقارنة بمستوى الأمراض المنتشرة في المجتمع جراء ارتفاع نسب التلوث”، محملة وزارات الصحة والبيئة ووزارة الثقافة مسؤولية التقصير في هذا الجانب.

وتضيف أن “أغلب مرضى الإصابات بالأمراض السرطانية ينتبهون اليها في مراحل متأخرة، أي بعد انتشار المرض ووصوله مراحل متقدمة، الأمر الذي يقلل من احتمال الشفاء ويؤدي بالتالي حتى الى وفاة المصاب”.

وبخصوص الرعاية الصحية للنساء تذكر د. رشا أنها “تراجعت كثيرا بسبب ضعف الحالة الاقتصادية للكثير من الأسر، وارتفاع تكاليف الفحص والعلاج ارتباطا بارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار، الأمر الذي أثقل كثيرا كاهل المرضى”.

يهملن الواقع!

وتستطرد قائلة أن “النساء هن الأكثر إهمالا لواقعهن الصحي ولأسباب متعددة، أهمها قلة التوعية وضعف الامكانيات المادية لأغلبهن، فضلا عن غياب الرعاية الصحية الجيدة للمرأة داخل العديد من المراكز الصحية التي تعاني من الإهمال الشديد وضعف الرقابة”.

وتذكر د. رشا أنه “خلال السنوات الخمس الأخيرة ارتفعت حالات النساء المصابات بأمراض سرطان الثدي والرحم تحديدا، بسبب ارتفاع نسب التلوث وعدم الاهتمام بنوعية التغذية، إضافة إلى غياب المتابعات الصحية الدورية التي تساعد على الكشف المبكر عن الأمراض السرطانية، وبالتالي إمكانية السيطرة على المرض والشفاء منه”.

وتشدد على أن “المتابعات الصحية ضرورة لا بد منها، وهي بحاجة إلى حمالات تثقيفية واسعة لتحقيقها مجتمعيا”.

لأنك تستحقين

في السياق، يفيد المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر أن “وزارة الصحة وتحت شعار (لأنك تستحقين)، حرصت بداية هذا الشهر على إطلاق حملة التوعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي”، مطالبا وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني باسنادها.

ويقول البدر لـ”طريق الشعب” إن الإصابة بسرطان الثدي تحتل المرتبة الأولى بين الإصابات السرطانية”، داعيا إلى ضرورة تكثيف حملات الفحص الدوري المستمر، خاصة للنساء اللواتي تجاوزت أعمارهن 50 عاما.

ويؤكد البدر أن “ارتفاع نسب التلوث وقلة النشاط البدني فضلا عن غياب المتابعات الصحية المستمرة، هي أبرز أسباب الإصابات”.

بدورها تفيد الناشطة النسوية آلاء الفرطوسي أن حملات التوعية التي تتبناها وزارة الصحة وغيرها من المؤسسات المعنية بالجانب الصحي والبيئي، ما زالت أدنى من المستوى المطلوب على الرغم من حجم المشكلة الكبير حاليا في المجتمع، الذي بات يعاني من أوبئة وأمراض مختلفة”. وترى أن الرعاية الصحية للمواطنين بصورة عامة “ليست جيدة في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، فالمواطنون يعانون من نقص الخدمات الصحية وشح العلاجات مقابل توفرها بكلفة عالية في المراكز الصحية الاهلية”.

وتقول الفرطوسي لـ”طريق الشعب” إن “الحكومة تهمل باستمرار واقع حال المواطنين محدودي الدخل والذين يشكلون الأغلبية”.

وحول حملة التوعية الصحية للكشف المبكر عن سرطان الثدي تذكر أن النساء في العراق ونظرا لتزايد حالات الإصابة “بحاجة ماسة إلى حملات توعية واسعة، خاصة في المناطق الجنوبية التي يعاني سكانها من ارتفاع نسب الاصابة مقارنة بالمحافظات الاخرى “وذلك لأسباب تنسبها الجهات الصحية إلى ارتفاع نسب التلوث” حسب قولها.

وتشدد الفرطوسي على أن “الواقع الصحي للمرأة في تدهور مستمر وهناك حاجة ملحة إلى القيام بنهضة حكومية كبيرة لإنشاء مراكز للفحص المبكر، لكشف المرض ومعالجته في بدايته”.

عرض مقالات: