اخر الاخبار

ما رأيكم في الجوانب الجمالية لواقع الحياة اليومية في العاصمة بغداد؟ هل تشعرون بالرضا عنها؟ وكيف تقيمون اهتمام امانة بغداد ووزارة الثقافة والمؤسسات الاخرى المعنية، بالفضاءات العامة في بغداد وبتطويرها من النواحي الجمالية؟ وماذا تقترحون لجعل بغداد مدينة اجمل؟ واية جهات يمكن في رأيكم الاستعانة بها لهذا الغرض؟ هذه الاسئلة وغيرها هي مما يشغل بال كثيرين من البغداديين ومن شغيلة الفكر والمهتمين بالجوانب الفنية والمعمارية العامة في العاصمة.

عوامل التشويه

مستشارة رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية ميسون الدملوجي اشارت في اجاباتها على اسئلة “طريق الشعب” الى ان هناك عدة عوامل ساهمت وتساهم في زيادة نسب التشويه في العاصمة بغداد.

قالت ان “السكن العشوائي، والقرارات غير المدروسة في التخطيط والتصميم، فضلا عن تراجع الخدمات الأساسية وتقلص المساحات الخضراء، عوامل اسهمت جميعا في تشويه المعالم الجمالية لمدينة بغداد”.

وتابعت قائلة ان “المسألة الجمالية في بغداد تبقى جدلية، فنهر دجلة الذي تلامس مياهه جرف بغداد يبقى عنصرا جماليا متميزا بالنسبة الى اهالي العاصمة”. واستطرت تقول انه “على الرغم من الدمار والاهمال اللذين لحقا بالكثير من النصب والتماثيل في بغداد، الا انها تبقى العاصمة التي تحضى بالكم الابرز والاكثر من الفنون، من بين عواصم الدول العربية المجاورة”.

وعن مستوى الاهتمام الذي توليه المؤسسات المعنية للفضاءات العامة في بغداد، رأت الدملوجي انه “ على الرغم من اهتمام امانة بغداد ووزارة الثقافة ورئاسة الوزراء بجمالية بغداد، الا ان الفساد والتدخلات الخارجية والداخلية عززت كثيرا من التشوهات والاهمال، خاصة في ما يتعلق بالأبنية التراثية”.

وتشدد الدملوجي على حاجة العاصمة بغداد الملحة للعودة الى تصميمها الاساسي، والعمل على تطويره بما ينسجم مع تطورات العصر، اضافة الى ايقاف عمليات الهدم التي تتعرض لها الابنية التراثية” 

وحمّلت الدملوجي في حديثها امانة بغداد مسؤولية ما تتعرض له العاصمة من “محو ممنهج للذاكرة” عبر التعامل المؤسف مع المباني التراثية.

التعاون مع الفنانين وجمعيتهم

من جهته افاد وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم ان “وزارة الثقافة اكدت على الجهات العليا من خلال كتب رسمية، ان تقوم بترتيب اولويات وضوابط القيم الجمالية للعاصمة بغداد بالتعاون مع الفنانين واصحاب الاختصاص”.

وأضاف لـ”طريق الشعب” ان “وزارة الثقافة تمتلك رؤى وتصورات حول الواقع الجمالي لبغداد، لكن تصوراتها عادة ما تصطدم بغياب التشريعات والقوانين التي تعزز رؤاها”.

وشدد على ضرورة “تشريع القوانين اللازمة، وتعزيزها باجهزة رقابية تحد من الفوضى وتغلق الطرق امام العابثين”.

وحول الاجراءات التي تراها الوزارة ضرورية ذكر جاسم ان “وزارة الثقافة طالبت مجلس الوزراء وامانة بغداد، بالتعاون مع جمعية الفنانين التشكيليين لغرض وضع الرؤية المشتركة لكل خطوة تتعلق بجمالية بغداد، فضلا عن توخي الحذر في التعامل مع الشكل الحضاري”.

اهمال وانفراد بالقرار

في السياق نفسه اكد الفنان التشكيلي طه وهيب “ضرورة عدم الانفراد في اتخاذ القرارات التي تتعلق بجمالية معالم بغداد ونصبها وتماثيلها”، وطالب بان توضع كافة الآراء الفنية المختصة في الاعتبار.

وقال وهيب لـ”طريق الشعب” ان مدينة بغداد “تفتقد الاهتمام وتفتقر الى المخطط الحضري المستقبلي القابل للتطبيق”. ونبه الى ان بغداد  كانت من مدن العالم التي يحسب لها حساب، وهي لا تستحق هذا الاهمال وهذا التدهور الذي وصلت اليه.

واشار وهيب، وهو نحات مرموق، الى انه اقترح مرة على امانة بغداد ووزارة الثقافة “تخصيص ساعة واحدة، بين حين وآخر، لجميع الموظفين المعنيين، لمشاهدة فيلم توعوي عن الجوانب الجمالية في تطوير المدن. او اعداد مطبوع يوزع عليهم ويطلعون من خلاله على المطلوب من النواحي الجمالية وما يخدم الناس والمدينة في الحياة اليومية”.

ونبّه الى ضرورة “وضع القوانين والنظم السليمة الخاصة بادارة العملية الجمالية، وتطبيقها بالشكل الصحيح على الجميع”. من جانبه صرح امين سر جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين قاسم حمزة لـ”طريق الشعب” ان “الخطوات التي تتخذها امانة بغداد في نقل النصب ليس في محلها، وان عليها قبل القيام بذلك ان تطلع على آراء المختصين، فضلا عن الرأي العام في المناطق”.

وشدد على ضرورة تشكيل لجان خاصة لهذا الغرض، تضم ممثلين عن جميع الجهات الحكومية المعنية والجهات الفنية، اما امانة بغداد فالمفترض اقتصار دورها على تهيأة المكان الذي تجده الجهات الفنية المعنية مناسبا لوضع النصب.

عرض مقالات: