اخر الاخبار

نشعر اليوم بالسرور ونحن نبدأ هذه الخطوة في مجال نشاطنا الحزبي وجهدنا لتطويره، خصوصا وان الاوضاع المحيطة بحزبنا وعمله، سياسيا وأمنيا واقتصاديا ومعيشيا واعلاميا تتغير باستمرار وتزداد تعقيدا. فهذا يفرض علينا ان نزيد الاهتمام بعملنا الحزبي وبتنميته ليكون في مستوى الاحداث والتطورات على الساحة السياسية وفي المجتمع، وليكون حزبنا قادرا على انجاز المهمات المحددة في برنامجه وفي توجهاته السياسية المدروسة والمصادق عليها في مؤتمراته ومن قبل هيئاته القيادية. 

اننا في المحلية العمالية نشعر ان هناك بالفعل حاجة الى بذل المزيد من الجهود، بل ومضاعفتها لكي نساهم بصورة افضل  في تنفيذ سياسة حزبنا في هذه المرحلة الصعبة جدا التي تمر بها بلادنا، مرحلة الصراع لانقاذ الشعب والوطن من الازمات الشديدة المتواصلة ومن المتنفذين المتسببين فيها، الضالعين في المحاصصة الطائفية والفساد، ولوضعها على طريق بناء دولة المواطنة  والعدالة الاجتماعية، الدولة المدنية الديمقراطية. 

ولأجل ذلك يجدر بنا ان نستعين بتجارب حزبنا في مسيرته السابقة والحالية الحافلة بالدروس والعبر، وبضمنها خبرته الغنية في رفع مستوى وعي رفاقه وجماهيره باستمرار، لكي يستوعبوا سياسة الحزب وتوجهاته، ويدركوا دائما حقائق الصراع القاسي الذي نخوضه  ضد قوى الظلم والاستغلال واللصوصية المهيمنة، ولتخليص وطننا من تحكمها وبغيها ونهبها. 

وفي هذا المجال اظهرت تجربة حزبنا نفسها، اهمية الدور الذي تلعبه الثقافة والتثقيف الحزبي والتقدمي، والمعرفة عموما، في نشر الوعي السياسي والفكري والثقافي، ورفع مستواه في اوساط الشيوعيين  وجماهير مناصريهم. ومن ثم اهمية تطور الوعي في خوض وكسب النضالات دفاعا عن حقوق الطبقة العاملة والكادحين وجماهير الشعب الواسعة، ولانتزاع مطالبهم وحماية مصالحهم. 

ومما يبعث على الارتياح ان حزبنا الشيوعي العراقي تميز دائما بادراكه اهمية الثقافة ودورها في تقدم المجتمع والحياة، وفي العمل الحزبي نفسه، كما تميز بتقاليده في احترام الثقافة والمثقفين واحتضانهم، وليس عبثا انه كثيرا ما سمي حزب الثقافة وحزب المثقفين.

 وانطلاقا من ذلك نؤكد ضرورة الرجوع الى خبرة حزبنا الغنية هذه في مجال الثقافة والتثقيف، وفي اعداد وتنفيذ البرامج والنشاطات الثقافية والفكرية المتنوعة، وجعلها قدر المستطاع جزءا حيويا من عملنا الحزبي، ومن النشاط اليومي لهيئاتنا الحزبية ورفاقنا، ووسيلة لزيادة نفوذ حزبنا وتأثيره. 

وهذا ما نسعى اليه اليوم نحن ايضا في المحلية العمالية، إذ نؤسس ونفتتح هذا المنتدى العمالي الثقافي، الذي نطمح الى قيامه بدور مهم في اشاعة اجواء الثقافة والفكر والفن والادب في صفوف رفاقنا واصدقاء حزبنا. كذلك وخصوصا تنشيط العمل الفكري والنقاش والحوار الفكريين، لا سيما ما يتعلق بالفكر الماركسي وعموم الفكر العلمي والتقدمي. 

ولا يسعني وانا استعرض هذا كله الا ان اثمّن جهود الرفيقات والرفاق الذين قاموا بمهمة الاعداد الفعلي لتأسيس وافتتاح هذا المنتدى، وان اتوجه اليهم بالشكر والتقدير، مع الامل ان يواصلوا جهودهم لتحويل هذا المرفق الصغير الى مسرح عمل فاعل ومثمر على الصعد الفكرية والثقافية والفنية وحتى الاجتماعية ان امكن، وبما يطور نشاط محليتنا العمالية وعمل حزبنا عموما.

وأخيرا اسمحوا لي ان اشير الى اننا قررنا اغتنام فرصة اقامة احتفالنا هذا، لتكريم عدد من رفاقنا العمال الشيوعيين، الذين كرسوا سنين طويلة من اعمارهم، وربما اعمارهم كلها، للنضال من اجل حقوق ومصالح الطبقة العاملة العراقية وجماهير الكادحين والشغيلة، وخاضوا المعارك الكفاحية وضحوا بالكثير في سبيلها. فهي مناسبة لرد جميلهم والتعبير عن الوفاء والتقدير لهم ولتضحياتهم.

_______________

*نص كلمة الرفيق عبد الزهرة ديكان