اخر الاخبار

في مناسبة عيد العمال العالمي، الأول من أيار، عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، ندوة عبر منصة التواصل الاجتماعي “زوم”، ضيّفت فيها مجموعة من العمال والكسبة والنقابيين.

الندوة التي بثت على “فيسبوك”، أدارها الإعلامي أحمد ستار العكيلي، واستهلها متحدثا عن عيد العمال وما يمثله للطبقة العاملة، مشيرا إلى أن عمال العراق يستقبلون عيدهم العالمي وسط تحديات سياسية ومعوقات اجتماعية واقتصادية تهزُ العالم تحت وطأة الرأسمالية التي أثرت على وحدتهم وغيبت حقوقهم الإنسانية.

بعدها تحدث مسؤول اتحاد نقابات عمال البصرة، حسين فاضل السوداني، عن أبرز ما يعانيه عمال البصرة من مشكلات وسط تسلط الأحزاب المتنفذة، متطرقا إلى قرار مجلس قيادة الثورة المرقم 150 لسنة 1987، الذي حوّل النظام الدكتاتوري المباد بمقتضاه العمال إلى موظفين. 

وأضاف، أن اتحاد نقابات عمال العراق طرح القرار على لجنة العمل البرلمانية لغرض تعديله، مستدركا “لكن اللجنة رفضت التعديل، لأنه يمنح العمال دورا حقيقيا وحرية في التنظيم النقابي، ويساهم في توحيد صفوفهم للمطالبة بحقوقهم”.

وأشار السوداني الى ان “الأحزاب المتنفذة، عملت على تشتيت صفوف الطبقة العاملة ضمن اتحادات وهيئات نقابية تابعة لها وتمثل توجهاتها السياسية”، لافتا إلى أن هذه المشكلة “أدت إلى عدم مقدرة الطبقة العاملة على أخذ دورها الفاعل في النشاطين السياسي والاحتجاجي، وهذا ما لمسناه في الحركات الاحتجاجية من ضعف في تنظيم صفوف الطبقة العاملة”.

ومنذ عام 2003 وعمال البصرة يطالبون بحقوق عدة، أبرزها إعادة تشغيل معامل البتروكيمياويات والورق والاسمدة، وغيرها من المعامل التي تعطلت نتيجة اهمال الجهات الحكومة المختصة، والتي تعرض بعضها إلى ضغوطا من جهات ليس من مصلحتها إعادة تشغيل هذه المعامل – بحسب السوداني، الذي نوه إلى “اننا الآن نناضل من اجل تشكيل لجان نقابية جديدة، خاصة من الشباب. لكن هناك عزوفا عن ذلك من بعض العمال، نتيجة التراجع في وعي العامل لأسباب سياسية واقتصادية”.

وتابع قائلا: “اننا في اتحاد نقابات العمال نناضل من اجل نيل حقوق العمال في الضمان الاجتماعي والصحي والسلامة المهنية, كذلك من اجل ان يأخذ العمال دورهم في العملية السياسية”.

وساهم في الندوة رئيس نقابة كهرباء البصرة، شاكر حسن، الذي تحدث عن معاناة عمال العراق. وأشار إلى أن بعض مدراء وأصحاب العمل لا يحترمون عمالهم.

وتطرق حسن إلى قانون العمل لسنة 2015 ، الذي صدر بعد ضغط العمال على الجهات الحكومية، مبينا ان “هذا القانون هو الأفضل في تلبية حقوق العمال ومصالحهم”.

وطالب رئيس نقابة الكهرباء، بـ “ضرورة زج الشباب في العمل النقابي، خاصة أن النقابات العمالية اليوم تعاني قلة في الكوادر”.

ثم تناول أهم المشكلات التي يواجهها عمال الكهرباء في البصرة، ومنها انقطاع الرواتب عن عمال العقود منذ عام 2019، مشيرا إلى أنه تم اللقاء بمسؤول كهرباء منطقة الجنوب، الذي وعد بصرف نصف الأجور خلال الفترة الماضية “لكن ذلك يتناقض وحقوق العامل في استلام أجره الكامل” – وفقا لـ حسن.

وضيّفت الندوة، الشاب محمود سعدون، الذي تحدث عن تاريخ عيد العمال، وما يمثله هذا اليوم للطبقة العامة، من فرصة للمطالبة بحقوقها ومحاربة استغلال رأس المال، لافتا إلى أن “نظام المحاصصة الطائفية توجه نحو الطبقة العاملة منذ 2003 ليمزق نسيجها الاجتماعي ويعمّق النعرات الطائفية في المجتمع ويغيّب الهوية الطبقية للعامل. لذلك يجب إنهاء هذا التمزق، وتوحيد صفوف الطبقة العاملة”.

يشار إلى أن اللجنة المحلية للحزب في البصرة، شكلت صباح الأول من أيار، وفدا قام بلقاء العمال في المساطر والشوارع، وهنأهم بيومهم العالمي.

واطلع الوفد على أبرز ما يعانيه العمال، مشددا على أهمية تنظيم صفوفهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة في الضمان الاجتماعي والصحي والسلامة المهنية.

عرض مقالات: