اخر الاخبار

زهت حدائق شارع أبي نؤاس يوم السبت الماضي بالمهرجان التاسع لجريدتنا "طريق الشعب"، فإمتلأًت بالقراء والمتابعين والمحبين من كل أطياف شعبنا، الذين جاءوا من بغداد وباقي المحافظات، ليشاركوا ويستمتعوا ببرنامج المهرجان وفعالياته المتنوعة، ويحتفوا بأبرز الصحف العراقية تواصلاً طيلة عقود، وكفاحاً لا يلين من أجل تطلعات وهموم الناس، وصموداً باسلاً في وجه كل أشكال القمع الدموي والحصار والتخلف، ومن أجل تنمية الوعي السياسي والوطني لشغيلة اليد والفكر، وتعبئتهم وتنظيم جهودهم للخلاص من الإستبداد وتحقيق مجتمع الحرية والعدالة.

وجاءت مساهمة الصحف الوطنية في الأكشاك التي نصبتها في المهرجان، وما اقامته فيها من فعالياتها وما عرضته من نتاجاتها، لتسجل فعلاً تضامنياً محموداً، يعزز الرفقة وينمي مشاعر التعاون والتكاتف لخدمة جماهير شعبنا، والتعبير عن مطامحها في الديمقراطية والتنمية والحريات وفي مقدمتها حرية التعبير.

وكان للندوات الفكرية والأدبية والسياسية التي اقيمت، والحوارات المكثفة التي جرت سواءً خلالها أو بين رواد المهرجان، دورها ليس في تعزيز الثقة بالغد فقط، بل أيضاً في رفد كل سعي لقراءة سليمة ومعمقة للواقع بكل تجلياته، وتمتين قوة التغيير السياسي والثقافي والأخلاقي في المجتمع. كما عبّرت عن العلاقة الأصيلة بين جريدتنا وعموم وسائلنا الاعلامية، وبين الثقافة الوطنية، التي لم تكتف "طريق الشعب" بالدفاع عنها، ونشر النتاجات الإبداعية وتبني هموم المبدعين، بل وإستقطبت صفحاتها مئات الصحفيين والكتاب، وتخرّج من معطفها المئات، ممن هم اليوم نجوم  زاهية في سماء الوطن.

وكانت منعشة تماماً أشادة الكثيرين من رواد المهرجان بالجهود التي بذلت لإخراجه بأحسن حلة، وبالوفاء لمبدعين ساهموا في مسيرة الجريدة، ومنهم الراحلون شمران الياسري وكامل شياع وإبراهيم الحريري وغيرهم، في ذات الوقت الذي عبروا فيه عن صلة عشق لا ينضب بينهم وبين الجريدة، التي تتسلل مفرداتها بخفة لثنايا الوعي، وتشرق فيه بهجة وتحدياً ومعارف، وعن فخرهم بصمودها ونجاحاتها في محو الغشاوة عن العقول، وبث قيم العدل والتحرر والخلاص بوجدان البشر.

وتمنى الجميع، لحظة اختتام فعاليات المهرجان، للجريدة وللعاملين فيها ولحزبنا الشيوعي العراقي الذي تعبر عنه، التقدم والإزدهار، وأن تبقى صفحاتها فضاءً مفتوحاً للجميع، وورشة عمل مفعمة بالحركة والتفاعل الخلاق، من أجل تحقيق شعار (خبز .. حرية.. عدالة اجتماعية)، متطلعين لمهرجان قادم، أزهى وأجمل.

عرض مقالات: