تشكل الرياضة المدرسية أهمية استثنائية في حياة الطلبة من الجنسين لانها تؤسس لمسرتهم الحياتية وصحتهم الجسمانية وسلامة أفكارهم وافعالهم وتحركاتهم. وفي الكثير من بلدان العالم المتطورة نجد اهتماماً خاصاً واستثنائياً بالألعاب الرياضية وتعويد الطلبة على ممارسة النشاط وكل أشكال الفعل الرياضي صباح كل يوم وقبل البدء باعطاء حصص التدريس صباحاً. وكان ذلك أيام زمان جزءا من المنهج المطلوب في مدارس أيام زمان، لكن الحال تغير اليوم بفعل اكتضاض المدارس بالطلبة وغياب الساحات المدرسية أو تأجير بعض البيوت الصغيرة (كبنايات مدرسية) إضافة إلى التوسع السكاني والكثافة البشرية. مما تسبب في غياب الرياضة المدرسية وأهميتها وحلاوتها. وعلى الرغم من وجود ألآلاف من معلمي ومدرسي التربية الرياضية لكنهم لا يحملون نفس الحماسة والرغبة في انتاج درس رياضة نموذجي لانهم متكاسلون ولا يحملون مشاعر أهمية الدرس الذي يعطونه لتلاميذهم، وكثيراً ما نجد هؤلاء المعلمين  والمدرسين يتبرعون بدروسهم إلى المواد العلمية الأخرى ويتحولون إلى مراجعين لبعض الأشغال الخاصة بالمدرسة مثل الحسابات والرواتب وبعض المراجعات الروتينية الخاصة لبقية منتسبي المدارس، لهذا وجدنا أن الرياضة المدرسية تعرضت للانهيار والخراب بالوقت الذي كانت تمثل رمزاً رياضياً للمدرسة وللتربية وللوطن. وبشكل تدريجي تراجعت عموم الرياضة العراقية لأنها فقدت الحماسة والاندفاع الذي يتمتع به معلمو ومدرسو التربية الرياضية، لا بل حتى الإدارات التي كانت في الزمان الماضي مندفعة حباً ورغبة وحماسة للرياضة والعابها، حيث وجدنا الكثير من المدارس (أيام زمان) عندما تفوز بالكأس وفي أي نوع من الألعاب نجدها تخرج في مسيرة احتفالية في شوارع المدينة للابتهاج والاعتزاز بفوزها المدرسي، إذن الألعاب المدرسية ورياضتها كانت تشكل رمزاً عزيزاً ومناسبة سعيدة لطلبتها اولاً ومدينتها ثانياً، لهذا نقول لاحبتنا في وزارة التربية والمديرية العامة للرياضة المدرسية على أهمية وضرورة تفعيل النشاطات والألعاب المدرسية بكل العابها وفعالياتها وعلى مختلف المستويات وحسب الامكانيات مدرسيا وعلى مستوى الصفوف وقطاعياً على مستوى المدارس ومناطقياً وعلى مستوى مديريات  التربية، وبالتالي الاهتمام بالرياضة المدرسية على مستوى المحافظات وبطولات الجمهورية و إعداد منتخبات مدرسية لكل الألعاب في المشاركات العربية التي تؤسس لنهضة رياضة وطنية تساهم بالارتقاء بالالعاب المتنوعة، وهذا ما حصل أيام زمان عندما تحولت الرياضة المدرسية إلى رافد أساسي ومهم وفاعل في رياضة الوطن إضافة إلى رياضة الجيش والشرطة والجامعات والتي تحولت مهرجاناتها إلى كرنفالات وطنية رياضية ساهمت بدفع الكثير من العناصر للرياضة وتوجهاتها.

أحبتي يا قادة الرياضة المدرسية انكم مطالبون اليوم بالعمل لإعادة الحياة إلى النشاط الرياضي المدرسي لانه هو الرافد الأساسي لبناء رياضة الوطن إضافة إلى روافد أخرى هي الجيش والشرطة والأندية الرياضية والجامعات والمؤسسات العامة والتي تشكل بروافدها جميعاً نهر الرياضة والدافع الحقيقي لمسيرتها نحو مستقبل زاهر.

إن الرياضة المدرسية ستؤسس لرياضة عراقية ناضجة لانها ستعطي زخماً ودافعاً وتطوراً لكل الرياضات التي أساسها جيل الشباب الذي يشكل الجزء الحيوي من الشعب العراقي نحو المستقبل.. ولنا عودة.

عرض مقالات: