تطورا واضحا في قدراتها الرياضية العالية، يقابله تراجع وفشل عراقي في مختلف الألعاب والرياضات، عدا لعبة المصارعة، حيث قدم المصارعون نتائج مميزة، وقد حلّت الرياضة العراقية في التسلسل التاسع بين 22 بلداً عربياً مشاركا في الدورة! وهذا الموقع لا يتناسب مع التاريخ الرياضي للمشاركات العراقية السابقة في الدورات الرياضية العربية.

 ماذا حقق أبطال الرياضة في الدورات العربية السابقة؟

لقد حصل رياضيو العراق في الدورات العربية الثلاث التي تلت سقوط النظام الدكتاتوري على مجموعة من الأوسمة منها الذهبية في العاب ومنافسات الرماية والتجديف والعاب القوى والاثقال والملاكمة والقوس والسهم والشطرنج. وهذه الميداليات اختفت في هذه الدورة واكتفينا بما حققته لعبة المصارعة بست ميداليات ذهبية وأخرى يتيمة في فعالية رفع الاثقال.

إن هذا الواقع الرياضي يعكس فينا الكثير من الحذر والمخاوف بسبب السياسات والقرارات الخاطئة التي اتخذتها القيادة الأولمبية واتحاداتها الرياضية والتي سببت تراجعاً في الواقع الرياضي رغم التخصيصات المالية المقبولة والتحسن الملموس بالمنشآت الرياضية قياساً بما كان قائماً في الفترات السابقة. هنا يتطلب منا إعادة دراسة واقعنا الرياضي وما هي أسباب هذا التراجع؟

 العراق بلد الشباب والرياضة

هل يصح أن بلدا يتمتع بواقع شبابي تتجاوز فيه نسبة الشباب 62% من مواطنيه يعاني من ضعف في حركة الشباب والرياضة بينما الواقع يقول غير ذلك ان قطاع الشباب يجب ان يحرك المجتمع نحو واقع رياضي متطور. لقد شارك رياضيو العراق من الجنسين بوفد قوامه 194 شخصاً من بين رياضي ومدرب واداري، وقد حققت الجزائر (البلد المنظم) 105 وساماً ذهبياً تلتها تونس ثم المغرب، علما ان هذه الفرق لم تشترك في كل ألعاب الدورة بل في جزء منها.

الرياضة النسوية ماذا حل بها؟

لقد سبقنا الكثير من البلدان العربية في مجال الرياضة النسوية منذ منتصف القرن الماضي، لكننا اليوم نجد تخلفاً وتراجعاً واضحاً قد حلّ بالرياضة النسوية رغم وجود بطلات وأكاديميات ومدربات في التربية الرياضية، إلا أن الواقع الرياضي النسوي بحاجة ماسة إلى معالجات ودراسات واهتمام استثنائي وقدرات قيادية قادرة على وضع الحلول المناسبة لرياضة المرأة.

 أين الحل للواقع الرياضي المتخلف؟

على الرغم من العمر الرياضي للعراق لما يقرب من القرن، إلا اننا مازلنا نعيش تخلفاً رياضياً والسبب الأساس هو الحساسيات والمناكدات وسطوة الطارئين على العمل الرياضي وابتعاد المختصين والأكاديميين، إضافة إلى غياب القوانين الرياضية التي تبعد هؤلاء الطارئين عن قيادة المؤسسات الرياضية والحد من سطوتهم وكذلك محاربة الفساد الرياضي الذي أصبح مرضا مزمنا، لذا نؤكد على ضرورة إصدار تعليمات جديدة لا تسمح بالعمل الرياضي الا لدورتين فقط كحد أعلى لمحاربة الفساد المالي والإداري في المجال الرياضي وكذلك فتح الطريق أمام الخبرات والكفاءات الرياضية القادرة على انتشال الواقع الرياضي مما هو فيه.

وهنا نؤكد على أهمية الاستعداد الجيد لدورة الألعاب الآسيوية المقبلة التي تعد امتحانا جديدا للرياضة العراقية، فأين نحن من ذلك؟ سؤال مطروح امام المعنيين بالشأن الرياضي.

عرض مقالات: