اخر الاخبار

حين يلج الطالب إلى المدرسة  يُمنّي النفسَ بشهادةٍ جامعيةٍ يستفيد منها في حياته!

يرسم شخصيته على وفقها ، ويجتهد بصقل موهبته بالدربة والمران والقراءة ليجني ثمرة النجاح!

لكن .. قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!

وقد تتحطم أحلامه عند صخرة صماء!

وقد يأخذه التيار بعيدا! وقد تصادفه ظروف صعبة تقلب وجهة حياته رأساً على عقب وقد .. وقد ..!

لكنه يدرس ويتعب صيفاً وشتاءً موصلاً الليل بالنهار،  ليتخرّج حاملاً شهادته الجامعية التي حلم بها ، مؤطرا اياها بفرحته ليعلّقها في غرفة الاستقبال دون أدنى فائدة منها. وتلك هي الصدمة الكبرى لكل واحد منا ؟! وهذا ما حصل ويحصل الآن. منذ أكثر من ثماني عشرة سنة، أبناؤنا  يتخرجون بالآلاف من الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية بلا تعيين أو عمل ، ليكونوا عالة على أهلهم. والطامة الأكبر إذا كانوا متزوجين طبعا! شبابٌ بعمر الورود حالمون بمستقبلٍ كبير، لكنهم صدموا بجلوسهم عاطلين عن العمل ، يتسكعون على الأرصفة ويقتلون الوقت في المقاهي واللعب دون أدنى فائدة لهم ولعوائلهم، لأنهم اصطدموا بعقبة كأداء هي توقف التعيينات الحكومية، ونادراً ما يحصل احدهم على عملٍ في شركة أهلية، وحينما تظاهروا للمطالبة بحقهم المشروع سماويا وارضيا ومنطقيا ومهنيا قوبلوا بالماء الحار والهراوات والضرب والاعتقال وحتى القتل، أيعقل هذا؟؟

اضطروا إلى العمل كمعلّمين ومدرّسين مجاناً، عسى ولعلّ  تنفكّ العقدة وتنظر الحكومة لهم باعتبارهم رجال حاضر ومستقبل. وتمر سنة وأخرى واخرى .. وهم لا يسمعون غير الوعود التي تذهب مع الريح!

في كل دول العالم وضمن دساتيرها وموازناتها المالية السنوية نجد قوائم مُعدّة وأرقاما محسوبة مالياً وإدارياً وخدمياً للتعيين في دوائر الدولة ومؤسساتها التربوية والتعليمية وفي الشركات الإنتاجية والخدمية كل حسب اختصاصه ، بمعنى انه يتخرّج اليوم ويتعيّن غداً، لأنّه درس وتعلّم ليكون رجل المستقبل في بناء الوطن! لهذا نجد إن جميع الأوطان تعتمد على أبنائها في تقدّمها وازدهارها، ولا تتركهم عرضة لأهواء الحاجة واليأس والقنوط والانتحار، وكأنهم لم يحلموا ذات يوم ، ولم يدرسوا ويتعلّموا ويتعبوا في الحصول على الشهادة المعلّقة في غرفة الاستقبال!

على السادة المسؤولين ومَنْ يقود البلد ان يتوقفوا لحظة ويتأملوا إلى أين سيصلون بالبلد؟ تقع المسؤولية الإنسانية هذه في التفكير بمستقبل البلاد عليهم بالذات ، من خلال التخطيط والعمل الجاد على تأمين فرص العمل والتشجيع على الجدِّ والاجتهاد ليقدّم شباب الوطن خبراتهم علمياً وفكرياً وثقافياً في خضم البناء والأعمار، لا إهمالهم وتركهم عاطلين، أو الإشاحة بالوجه عنهم وعدم صرف راتب لهم كونهم يعملون بالمجّان. والحقيقة أن خدمة الناس من خلال الترشح لأي منصب برلماني أو وزاري هي التي يجب أن تكون بالمجان، وكلٌّ على راتبه الوظيفي الذي كان عليه قبل الترشح مثلما يحصل في كل دول العالم!

عرض مقالات: