اخر الاخبار

لقد عرفت الساحات الرياضية العراقية ابطالاً ونجوماً في ألعاب تميزنا بها مثل رياضة رفع الاثقال وابطالها، حيث كانوا رموزاً لرياضة الوطن، وكان أول وآخر وسام اولمبي قد تحقق بذراع البطل البصري الراحل عبد الواحد عزيز، يوم احرز الوسام الأولمبي في دورة روما الأولمبية عام 1960. وكان ابطال العراق ونجومه عمالقة القارة الآسيوية برفع الاثقال والمصارعة وتسيدوا البطولات العربية والاسيوية، وبعدها قدم ملاكمو العراق مستويات متقدمة، وكانوا نجوماً في حلباتها. وكذلك الساحة والميدان التي قدمت لنا ابطالاً في الساحات العربية والقارية وبألعاب متنوعة. وكان نجوم هذه الألعاب الفردية بارزين ومتميزين في الساحتين العربية والآسيوية ولفترات طويلة.

واليوم وبمناسبة إقامة الدورة الرياضية العربية في الجزائر وضعف المشاركة العراقية في هذه الدورة وعدم حصولنا على نتائج متقدمة باستثناء ابطال المصارعة الذين تألقوا في هذه الدورة وقدموا ادواراً مشرفة. هنا يحق لنا ان نتساءل: أين ألعابنا الرياضية التي كنا فيها ابطالاً ونجوماً بالأمس وأين اصبحنا اليوم؟ كنا نتقدم البطولات والمسابقات ونقدم فيها احسن المستويات، ولم تكن لدينا كليات للتربية الرياضية كما هو الحال اليوم، ولم يكن لدينا عدد حاملي الشهادات العليا من الدكاترة والبروفيسورية في الرياضة وعلومها! انها مفارقة عجيبة يجب ان نفسرها ونناقش واقعها، علماً ان رياضة اليوم تحظى بدعم رسمي وشعبي مقبول وان لم يكن على المستوى المطلوب. لكن يبدو ان هموم الرياضة ومشاكلها ومتاعبها والتمزق الذي وقع في القطاع الرياضي بين افرادها ومؤسساتها ما زال مستمرا ومتواصلاً والخلافات بين الفرقاء كبيرة والتفاهم والوحدة والانسجام بعيداً عن اهل الرياضة وشخصياتها، وهذا ما انعكس واضحاً على العائلة الرياضية، وتسيد البعض من الجهلة والفاشلين على قيادة القطاع الرياضي وتواصل الفشل المزمن لأكثر من عشرين عاماً.

لعل ما حصل في الدورة الرياضية العربية صورة واضحة لواقعنا الرياضي فقد حصلنا فرقياً على الموقع التاسع بعد المشاركة بـ 14 فعالية رياضية وبرصيد 7 ميداليات ذهبية و 18 ميدالية فضية و11 برنزية. بينما قدمت البلدان العربية الأخرى مستويات متميزة منها الجزائر الذي احرز بطولة الدورة بـ 253 وساماً منها 105 أوسمة ذهبية، وتونس التي استطاعت احراز المركز الثاني بـ 121 وساماً منها 23 وساماً ذهبياً. اما البعض من بلدان العرب فقد حققت الأردن 17 وساماً ذهبياً، ومصر حققت 12 ذهبياً، وسوريا ورغم قساوة ظروفها الا انها جاءت بالموقع السادس وبرصيد 52 وساماً منها 14 وساماً ذهبياً.

وهكذا قدم الاشقاء العرب مستويات متقدمة في بطولة الألعاب الرياضية العربية في الجزائر وعكسوا مستويات متقدمة، علماً ان اكثر الفرق المشاركة في الدورة كانت قد شاركت في بعض الألعاب، وليس جميعها. فما هو الحال لواقعنا الرياضي في حالة المشاركة الاجمالية او كيف سيكون حالنا عند المشاركة في الدورة الآسيوية القادمة. انها حكاية يتطلب التوجه الجريء لمتابعة الواقع الرياضي البائس.

عرض مقالات: