اخر الاخبار

وأنا في طريق العودة إلى بيتي، قررت مخاطبة وزير الصحة المحترم وإبلاغه بما طالني من عذاب خلال مراجعتي الشاقة لقسم الولادات والوفيات في “مركز الزهراء” الصحي بمدينة الكاظمية، والذي وصلت إليه قبل الثامنة صباحا قادما من كربلاء للحصول على صورة قيد معنونة إلى وزارة الخارجية.

 سأطرح الملاحظات والأسئلة التالية وأضعها تحت أنظار الوزير، الذي لا بد أن يرى ما رأيته لو جرب بنفسه الذهاب إلى هذا المركز متنكرا، لغرض استحصال صورة قيد لأحد ذويه:

- تطلب مني بداية الوقوف في طابور طويل، وبعد أن جاء دوري، طلب مني الموظف الذهاب إلى “كشك” خارج الدائرة، لجلب كتاب طلب ونسخة من هوية الأحوال المدنية مقابل مبلغ 1500 دينار. 

- سلمت الموظف الطلب ونسخة الهوية، فطلب مني الانتظار ساعة كاملة، لغرض البحث في السجلات القديمة، كون المعلومات لم يتم إدخالها في الحاسب لديهم، ونحن في القرن الـ 21.

- بعد نحو ساعة ونصف، نادى علي الموظف، وطلب مني دفع رسم قدره 5 آلاف دينار، عند المحاسب، مع جلب وصل الدفع.

- بعد أن جلبت الوصل إلى الموظف، سلمني صورة القيد كاملة، وطلب مني مجددا الذهاب إلى “الكشك” لاستنساخ صورة القيد نسختين، وجلب ظرف فارغ مقابل 1250 دينارا.

- عدت فرحا بإنجاز مهمتي.. سلمت الظرف إلى الموظف فختمه وأعاده إلي، لكن بعد أن كتب عليه يتطلب قبل التوجه إلى وزارة الخارجية، تصديق صورة القيد في “معهد الحساسية” بمنطقة العطيفية قرب “جامع براثا”!

يا للمصيبة!

في لجة زحام المركبات وتحت وطأة الصيف اللاهب، وأنا أنظر لساعتي التي تشير إلى الحادية عشرة صباحا، وصلت إلى المعهد، واستفسرت عن قسم التصديق، فكان في الطابق الثاني. وصلت إليه بشق الأنفس لعدم وجود مصعد.

قدمت الطلب إلى الموظف هناك، فقال لي: “حجي انزل استنسخ هوية الأحوال المدنية عند الكشك”. استنسختها بـ 500 دينار وعدت إلى الموظف، فسلمته نسخة الهوية، لكنه وضعها جانبا ودخل في حوار مع زميله، حول متانة سيارة المرسيدس! ثم قلب صورة القيد، ووقّعها وختمها ووضع عليها فسفورة، ثم طلب مني توقيعها لدى المدير. 

المحيّر في الأمر، هو ما العلاقة بين تصديق صورة قيد ومعهد الحساسية؟!

على العموم، توجهت إلى وزارة الخارجية، وكانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة ظهرا، فاستقبلني الموظف وقدمت له الطلب، فقال لي: “حجي تعال باجر، لأن المحاسب يغلق الصندوق الساعة 12 ظهرا”!

أتساءل: أليس هذا عذابا يا سادة يا مسؤولون؟!

عرض مقالات: