اخر الاخبار

يختزل العَلم قيم ومظاهر المجتمع معبرا عن هويته  بلغة بصرية مميزة، إلا أن قضية (العَلم والنشيد الوطني والسلام الجمهوري) هنا تعد مشكلة شائكة متمثلة بالاختلافات الدينية والطائفية والعقائدية بالرغم من الاتفاق دستوريا على شكله ومقاساته وألوانه، الأسود والأبيض والأخضر.

أول أعلامنا كان عَلم المملكة في العام  1921، لكنه لم يشهد استقرارا وثباتا وفقا للتغيرات السياسية ، بل عدَّ ضحية لها  ، ففي العام 1958 بعد ثورة 14 تموز كلف الزعيم عبد الكريم قاسم الفنان جواد سليم لتصميم علم جديد للجمهورية العراقية تضمن  رموزا من تراث الحضارة الرافدينية ، سرعان ما تبدل بعد انقلاب 1963 معتمدا مبدأ حلم الوحدة العربية بين العراق ومصر وسوريا مزوَّدا بثلاث نجوم رموزا لها، واخفق ذلك الحلم أيضا وتبخر فأحيلت تلك النجمات لمبادئ البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية. بعد حرب الخليج الثانية خط صدام حسين بيده عبارة (الله أكبر) بين نجمتين، ثم زلزل الواقع العراقي في العام 2003 بحمولات وتغيرات جذرية لبيئة الدولة ولمكوناتها، ما دعا للتفكير بتصميم علم وشعار ونشيد جديد  ، وفعليا تشكلت له لجنة  فنية متخصصة في وزارة الثقافة  في  2004 لكن  مساعيها فشلت أيضا.وفي عام 2008أبقى البرلمان العلم السابق مع  تغيير خط جملة   (الله اكبر ) إلى الخط الكوفي وإلغاء النجمات.

“في العام نفسه شكلت رئاسة مجلس النواب لجنة برئاسة الأستاذ مفيد الجزائري، وكان حينذاك رئيسا للجنة الثقافة في المجلس، لاجراء مسابقة لعلم عراقي جديد تنفيذا لما نصّ عليه دستور 2005”.

بجهد مثابر وبإخلاص طرحت اللجنة مسابقة وطنية لتصميم العَلم شارك بها المئات وجُمع حينها نحو 600 تصميم ورد من داخل العراق وخارجه.

استذكر الجزائري تفصيلات تلك المسابقة  لمناسبة مرور 15 عاما على إقرارها من قبل مجلس النواب واستحقاقها الدستوري  في جلسة أقيمت مؤخرا من قبل الجمعية  العراقية لدعم الثقافة في اتحاد الأدباء ، قدمها الفنان فلاح العتابي ،وتحدث فيها إداري المسابقة  الأستاذ حسن كريم عاتي ذاكرا تفاصيل عدد المشاركين ( 147 رجال و8 نساء، أصغرهم  بعمر 16  عاما يعيش في استراليا وقدم تصميمه للسفارة العراقية في عمان، وأكبرهم بعمر 83 عاما من بغداد) وتكليف 63 فنانا بدعوات خاصة ،مع تكليف لجنة تحكيم من 30 شخصا  من ابرز الشخصيات الثقافية والدينية والفنية ..

وأكد الجزائري على أن الجميع عمل بحس وطني عال وبحماس محتدم واضعين تخطيطات لعَلم جامع لا ينتمي لحاكم سابق ولا لنظام معين، وكمن يحلم بمواجهة تحديات عواصف عاتية لصراعات ظروف محلية ودولية معقدة قُدمت المقترحات إلى رئيس مجلس النواب آنذاك السيد محمود المشهداني في كراس مصوّر مع معلومات وافية، ليقدمها الى مجلس النواب الذي هو صاحب القرار في شأنها. لكن السيد المشهداني لم يعرض المقترحات على المجلس، واكتفى بان ذيّل كتاب لجنة العلم بعبارة “ لا أوافق” وبذلك وبجرّة قلم حسم الأمر كله.

عرض مقالات: