كثفّت هيئة النزاهة خطواتها في متابعة ملفات الفساد، وجرى احتجاز مسؤولين عديدين، بينهم مدير مكتب الهيئة في محافظة الانبار. هذه الخطوات ينبغي الاشادة بها، والمطالبة بالمزيد منها، والتأكيد مجدداً وبإلحاح على ضرورة محاربة منظومة الفساد وبدون تمييز ومحاسبة سارقي المال العام واسترجاع الأموال المنهوبة. وبينت الخطوات اعلاه، ما لا يقبل الشك ان الفساد آفة تنخر جسد مؤسسات الدولة، وباتت القوانين والتعليمات والضوابط وسائل تستخدم لابتزاز المواطنين والمراجعين، بغية انتزاع الرشوة، ويجري ذلك كله تحت أنظار المسؤولين المتنفذين دون أي إجراء رادع.

إن مكافحة الفساد والقضاء عليه، تتم أولا وبصورة لا تقبل التأويل في (إقرار) ان (الفساد) مرتبط وبصورة وثيقة بالرؤوس الكبيرة، ولا يمكن القضاء عليه او كبح جماحه من دون إرادة سياسية حقيقية. وضرورة وجود استراتيجية جديدة تحقق النجاح بالفعل وليس القول فقط!

والإشارة تجدر إلى ان كثرة الوعود بحق الفاسدين، لن تنفع، وان الحديد تَكَسّر ولم يضرب حتى الآن رؤوسهم.