اخر الاخبار

من منا لم يتابع أفلام والت دزني أو بيكسار أو غيرها من شركات الكارتون العالمية الأخرى التي زخرفت طفولتنا بحكايا مرح وأدب وثقافة؟! محليا رسامو أفلام الكارتون ومخرجو أفلام الانميشن لا يقلون أهمية عن مستوى العالمية بل شارك بعضهم في رسومات شركة والت دزني نفسها كالفنان أمير عجام، ولا نغفل جهود الفنان الراحل ثامر الزيدي، صاحب فكرة وإخراج أول فيلم عربي كارتوني طويل” حي بن يقظان “ الذي فاز بالجائزة الأولى -جائزة الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للأطفال عام 2010 وكذلك بجائزة وزارة الثقافة المصرية.

ومع ذلك يبقى إنتاج الفيلم العراقي محدود جدا بسبب توقف المؤسسة الرسمية متمثلة بدائرة السينما والمسرح عن إنتاجه منذ الثمانينات بعد إنتاجها لفيلم “ الأميرة والنهر” إخراج الفنان فيصل الياسري.

ومازالت جهود الفنانين فردية متواضعة في سعيهم لتأسيس استوديوهات متخصصة مثلما فعلت الفنانة انطلاق محمد علي في التسعينات ثم توقفت بسبب الحصار، وكذا الأمر بالنسبة للفنان فاخر حسين.

وبالرغم من التكلفة العالية لإنتاج هذه الأفلام إذ لا تقل تكلفة الدقيقة الواحدة منها عن 1500 دولار عدا وجوب توفر الأجهزة اللازمة التي  تمكن من  خلق عوالم خفية وغريبة ومحاكاتها بطريقة فنية ذات طابع جمالي لا يمكن تحقيقه في السينما الواقعية الحية،  أنتجت تجارب شبابية أفلاما مهمه بعد 2003  وانفتاح العراق على العالم من خلال المواقع الإلكترونية التي وفرت لصنّاعها اكتساب الخبرة لخوض هذه المغامرة ،وبرز لدينا شباب معنيون بصناعة الأفلام متأثرين بنتاج السينما العالمية ، و بجهود فردية إلى جانب مؤسسة مستقلة واحدة توفر لديها قسم إنتاج الأنميشن  السينمائي هي قناة كربلاء الفضائية . ولعل أبرز فناني الأنميشن ممن لا يزيد عددهم عن عدد الأصابع هم أنس الموسوي وعدي عبد الكاظم وعلي البياتي وفاخر حسين وجاسم محمد وزيد شكر وأمير محمد وعلي عادل وفراس برتو وقلة آخرين. بالإضافة لجهود تكاد تكون مجهولة برزت على الشبكة العنكبوتية حصرا مثل قناتي كارتون عراقي وطيور العراق. ولم تفتر جهود مبدعينا في مواكبة هذا الفن ومسايرته كتواصل إقامة مهرجان متخصص له في جامعة بابل من قبل الفنان حسين العكيلي والدكتور عامر صباح المرزوك، والذي يعد الوحيد في الوطن العربي بعد توقف مهرجاني أفلام الرسوم المتحركة في مصر ولبنان وتوفر ملتقى كركوك وأربيل لأفلام الأنيميشن، إلى جانب إشراك هذه الأفلام على هامش مهرجانات السينما العالمية. من هنا تأتي أهمية إنشاء استوديوهات متخصصة لإنتاج هذه الأفلام فهي ضرورة ثقافية وفنية كبرى لا يمكن تجاهلها والقطاع الخاص معني بالدرجة الأولى بعد تغافل الجهة الرسمية عنها وإهمالها تماما.

عرض مقالات: