اخر الاخبار

كنا قبل عشرات السنين من القرن الماضي وأكثر نلعب في الساحات والملاعب الشعبية التي كانت تملأ الأرض العراقية، وأينما نولي وجوهنا نجد ملاعب جرداء وأرضا واسعة نلعب بها ونتلاعب بالكرة ونقدم أحلى المستويات وأحسنها. وكانت فرقنا الشعبية تملأ الساحات والملاعب وكانت هذه الفرق تغص بها المقاهي كمقرات لهذه الفرق وجماهيرها تحتفل بالفوز والانتصار وتحزن للخسارة والانكفاء، ومن هذه الفرق خرج أفضل نجوم كرة  القدم واحسنها ومن خلالها سطرت أسماء خالدة في الذاكرة وبقيت الذاكرة تتذكر ملاعب مدينة الثورة ونجومها البارزين وملاعب الكسرة تتذكر الكشافة ودورها وملاعب العوينة وابطالها والأمانة في الشيخ عمر وملعب الجمهورية في الكاظمية وملاعب الحرية وملعب البولووكلر في الكرخ والزوية في الكرادة وغيرها من الملاعب الشعبية في بغداد وبقية محافظات الوطن التي يتذكرها جمهورنا الحبيب. وهنا يتوجب ان نتذكر البعض من رؤساء الفرق الاهلية ممن وفدوا وخدموا وتطوعوا للإشراف على هذه الفرق ومبدعيها ونجومها واشرفوا بصدق على تربية لاعبيها وقدموا خدمات جليلة دون مقابل الا حب الرياضة وكرة القدم.

وقدم لاعبو الامس وتحت هذه الظروف الصعبة الكثير من العطاء والإنجازات وكان أهمها التأهل الى نهائيات كأس العالم في المكسيك عام 1986 وهذا من أفضل وأغلى الإنجازات الكروية في تاريخ العراق. وهنا يحق لنا ان نتذكر بان ما حققته الكرة العراقية كان بفضل الملاعب الشعبية وفرقها الاهلية، نعم كان دور المدرب الاجنبي واضحاً وعملياً لكن الفعل للتوجه والبذرة الصالحة هي في الملاعب الشعبية ووجودها مزروعة في الأرض العراقية وفي كل مكان. لذا أطالب وأقول باننا نواجه اليوم حرمانا من الملاعب الشعبية والساحات بفضل حملات الاستثمار والبحث عن المساحات الفارغة التي يبحث عنها المستثمرون في كل المناطق والساحات والمنتشرة في المناطق والمحلات الشعبية بدون عناية ولا جهد ولا اهتمام فقط انها فراغات ويجب استثمارها والاستفادة منها حتى وان كانت حديقة او ملعب شعبي لكرة القدم ومتنفسات ومناطق خضراء.

هذا ما تسبب في حرمان احبتنا عن ملاعبهم وساحاتهم وحدائقهم ومتنزهاتهم على الرغم من أهميتها ودورها في اسعادهم وتنمية موهبهم الرياضية، علماً ان دستورنا العراقي قد أكد على اهمية الرياضة ودورها وضرورة تنشيطها وتشجيعها وتوفير مستلزماتها وعلى الدولة دعمها وأول رسائل الدعم هي الملاعب والمنشآت الرياضية، فهل يحق للجهات الرسمية ان تنتهك الملاعب والساحات الشعبية التي يمارس فيها المواطن هوايته.

لذا اناشد احبتنا في حكومتنا المحلية ومجالس المحافظات بان يهتموا في إعداد الملاعب والمنشآت الرياضية التي تساهم بالارتقاء بالرياضة وابطالها. وان يقفوا بوجه الاستثمار الجائر العشوائي الذي يستهدف الملاعب والساحات والفضاءات والتي تؤدي الى حرمات الوطن وابنائه من الراحة النفسية وان يتركوا الرياضة وملاعبها لشبيبتنا ليبدعوا ويقدموا كل ما يخدم الوطن.

عرض مقالات: