تعرض المتقاعدون المحتجون يوم الجمعة الماضي، المطالبون بحياة حرة وعيش كريم لهم ولعوائلهم، الى مضايقة من القوات الأمنية في ساحة التحرير، وجرى حصر تجمعهم تحت اشعة الشمس اللاهبة، رغم كبر سن غالبيتهم، بينما وقف افراد الامن تحت ظلال نصب الحرية.

ولم تنفع الاحاديث التي دارت مع المسؤول الامني في الساحة وقتذاك، الذي كان يتعامل بخشونة مع من كانوا يتحدثون معه بلطف. ونسي هذا القائد الامني انه سيكون متقاعداً بعد حين، كما تناسى واجبه الاساسي في حماية المحتجين وتأمين سلامتهم، لا التدافع معهم.

ومعلوم ان المحتجين السلميين غالبا ما يواجهون “تعليمات غير مفهومة”، تؤدي الى عرقلة احتجاجاتهم، وليس هناك من قيادة امنية ضابطة تصدر الأوامر للجميع، فكل من في موقع الحدث يقرر، والجميع يقود.

لقد غابت اللياقة والمهنية تماماً في التعامل مع المتقاعدين، وجرى التصرف معهم بفضاضة، وكأن هناك توجها عاما ضد الفعاليات الاحتجاجية، وهذا واقعا، شاء من شاء وابى من ابى، كبت لحرية الرأي والتعبير.

فمتى يعرف هؤلاء المكلفون من افراد القوات الامنية وغيرهم، ان حق التظاهر مكفول دستورياً، وان عليهم حماية من يقوم به؟

عرض مقالات: