اخر الاخبار

تحدثت القاصة والروائية ميسلون هادي مؤخرا في محاضرة لها بقاعة مجيد التشكيلية البغدادية  مطولا عن زوجها الراحل الدكتور نجم عبد الله الناقد وأستاذ الأدب المعروف  وخصته بكتاب حمل عنوان “ المُتيَّم “ مبيّنة مدى اهتمامه ومساندته لها في كل تفاصيل حياتهما اليومية المشتركة وفي مسيرتها الأدبية على نحو خاص ، مشيرة أن لولاه لما كتبت نتاجها القصصي والروائي والصحفي عبر سنوات ارتباطهما معا قبل أن يفرقهما حادث الموت الأليم للدكتور نجم.

شدت المحاضرة  الجمهور المحتشد  داخل القاعة وخارجها ، بل واستفزت إحدى الحاضرات التي وصفت عناية الراحل نجم لزوجته ولهذه الدرجة إنما هو ضرب من الخيال العلمي ، مضيفة إنها حضرت قبل أعوام مؤتمرا للروائيات العرب في الدوحة وتبيَّن أن 96 بالمائة منهن مطلقات ! بسبب مزاحمة أزواجهن وإعاقتهم لنجاحاتهن ..وإذا كان المثل الدارج “ وراء كل عظيم امرأة” فلم نسمع يوما أن وراء نجاحات نسائنا مساندة أزواجهن لهن  إلا ما ندر. وعموما لا يتقبل الرجل ، بسبب الموروث الاجتماعي ودرجة وعي متدنية أحيانا ، تطور المرأة في مهنتها ، بل كلما ارتقت منزلة يسعى لكسرها  بدوافع ذكورية وبحجج واهية ، منها مثلا عدم تقبله فكرة موردها المادي أعلى من مورده ولا لدرجة قبولها الاجتماعي المميز إزاء تنحيته وانزوائه ..ويخشى الرجل في الغالب المرأة القوية المستقلة القادرة على الاهتمام بنفسها من دون تبعيتها له ، والمرأة هنا وفي العالم،  كثيرا  ما تدفع  فاتورة باهظة لنجاحها المهني وحتى الشخصي والاجتماعي ، خصوصا إن كانت في الواجهة ، عالمة  كانت أو كاتبة أو فنانة أو إعلامية... وقد يتجنى البعض على المرأة الناجحة بكونها فشلت اجتماعيا أصلا وبأنها غير محبوبة أو ليست لها علاقة شخصية ناجحة . وقلة من الذكور ممن يدعم المرأة الطموحة المجتهدة خشية تفوقها عليهم ، وينظرون لها  أحيانا نظر ة تأسي وشفقة لكونها غير متزوجة. ربما بدافع نرجسية الرجل وتربيته على أن له الأولوية  والتسلط والسيطرة في المجتمع خصوصا المجتمع العشائري الذي  ينصب أسوارا ويضع كوابح فولاذية  أصلا لكبح جماح طموحها المهني وتدني موقعها الاجتماعي..يقول خبراء الاجتماع أن الرجل السوي يُكبر المرأة ويساندها لتحقيق أهدافها وبالنتيجة سيتحقق النجاح لكليهما ، من ناحية أخرى على المرأة خلق توازن اجتماعي ونفسي مع الرجل كي يصبح التنافس بينهما ايجابيا بدلا من السلبية الموحشة القاحلة وإثارة المشاكل، وبكثير من المرونة تجعل الرجل والمجتمع  مشاركين ومتكاملين مع نجاحاتها مما يجعلهم متقبلين  تغيّراتها الايجابية حتى تحقق ما تصبو من نجاحات تبلغ حد قيادة المجتمع نفسه دون إجحاف أو تجني، بعيدا عن الصورة النمطية للمرأة العاجزة الخانعة القانعة بكل ظروفها.

عرض مقالات: