اخر الاخبار

اعتدنا أيام الديكتاتورية وتسلطها على رقاب الشعب العراقي في كل المؤسسات أن نشاهد حاكماً واحداً وزعيماً فردياً لكل المؤسسات في المجتمع ومنها مؤسسات القطاع الرياضي حيث سيطر أعوان النظام واولاد المسؤولين على كل مفاصل الرياضة بتفاصيلها. وكان هذا المنهج السائد في كل مؤسسات النظام، ومع سقوط الدكتاتورية في 9/4/ 2023استبشرنا خيراً وحلمنا بواقع جديد، إلا أن الواقع لم يحقق احلامنا واحلام كل الجماهير العراقية لأن المتنفذين والانتهازيين والنفعيين قادوا الأمور باتجاه آخر واستثمروا الاحداث لحال جديد آخر، حيث استثمروا الواقع طائفياً وحزبياً وقومياً ومناطقياً، وخاصة في القطاع الرياضي حيث برزت قيادات لهذا الوسط استثمرت الظروف السابقة أيام الديكتاتورية وأقصت البعض بحجج شتى وابعدت البعض الآخر لمواقف شخصية واستثمرت الانفلات الأمني وغياب الكفاءات الرياضية من الميدان واستطاعت ان تفرض نفسها وتدعم توجهاتها وتفرض سطوتها دون مراعاة للكفاءة والمقدرة والعلمية والمستوى الرياضي العالي اكاديمياً، كل هؤلاء فرض عليهم الابعاد والابتعاد عن القطاع الرياضي وتحقق حلم الفاسدين بالسيطرة والسطوة من جديد.

ولكن المؤسسات الرياضية الدولية كان لها رأي آخر حيث دعت إلى عدم استغلال الظروف وفرض بعض الأشخاص لقيادة الكثير من المؤسسات الرياضية بحجة حجمهم ودورهم وتأثيرهم في المجتمع، بينما طالبت المؤسسات الدولية بان لا يقود هذه المؤسسات المتعددة فرد واحد ويفرض سطوته على هذه المؤسسات، بل وجدنا أن بعض المتنفذين يقود ممثلية الأولمبية ورئيساً لاتحاد فرعي في محافظته ورئيساً لنادي رياضي في المحافظة أيضا إضافة إلى ظروف عمله ودوامه، وهكذا نجد أن هؤلاء (القادة) لرياضة الوطن ماسكين بكل خيوط الرياضة ولا يفسحون مجالاً لأي كفاءة أخرى!!

إنهم يؤمنون بذات المنهج السابق ولا يفسحون المجال أمام طاقات أخرى وامكانيات ثانية لانها قد تنافسهم وبالتالي تعمل على ازاحتهم، وهذا الحال تحدثت به امام المؤتمرات والاجتماعات والقيادات السياسية والرياضية، والجميع اقتنع به ووجد صحته واضحة امام الأعين وأنها الحقيقة التي لا يحجبها غربال. إن الكثير من العاملين في القطاع الرياضي اليوم نجدهم يقودون أكثر من مجال ويسعون للاستحواذ على مكانات إضافية. وهذا التوجه لا يخدم الرياضة ولا العاملين فيها، لأن قيادة المؤسسات الرياضية تحتاج إلى فسحة من الوقت لغرض إدارتها والسيطرة عليها وإجادة العمل الناجح من خلالها. إلا ان البعض من قادة المؤسسات الرياضية نجدهم لا يكتفون بقيادة عمل واحد لأنه (دون مستواهم) بل ان تراكم القيادات في اغلب المؤسسات الرياضية كما كان الحال أيام الطغاة.

اننا نناشد باسم الرياضة والرياضيين كل العاملين في المؤسسات الرياضية ان يكتفوا بالعمل الرياضي في منصب واحد كقيادة نادي رياضي او رئاسة اتحاد وطني او عضوية مكتب تنفيذي في اللجنة الأولمبية. لأن العمل في قيادة مؤسسة رياضية واحدة يساعد على الاجادة في نجاحها وتسهيل مهمة القائد فيها للابداع والتحكم والنجاح فيها. بينما توزيع الجهود بين اكثر من مؤسسة رياضية قد يشكل اخفاقاً لجميع هذه المؤسسات. وهنا أدعو جميع الاخوة العاملين في مجالات الرياضة ان يتوجهوا نحو اختصاص واحد ومؤسسة واحدة من اجل النجاح في قيادتها واجادة العمل فيها ولغرض فسح المجال امام الكفاءات الشابة للظهور وإمكانية اكتشاف قيادات جديدة قادرة على رفد القطاع الرياضي بطاقات شابة تمتلك عقليات وكفاءات جديدة.. ولنا عودة

عرض مقالات: