اخر الاخبار

تتميز المجتمعات المتحضرة والبلدان المتقدمة بما فيها من بنية تحتية حديثة التكوين، وقادرة على مواكبة جميع النشاطات المجتمعية، بما يعزز مكانتها ودورها الإنساني وذلك لمعرفتها بأهمية دور البنى التحتية واثرها في تقدم بلدانها. وبما يخص قطاعنا الرياضي ودوره في الحياة الاجتماعية لكل شعوب وامم الأرض. والملاحظ هنا اننا كبلدان نامية عانينا وما زلنا نعاني من فقر البنى التحتية للقطاع الرياضي لأن حكومتنا لم تعترف وحتى اليوم بأهمية الرياضة ودورها في بناء المجتمع والدولة العصرية الحديثة عكس الأمم والشعوب التي سبقتنا في مضامير الحياة وتجاربها الرائدة ومنها في مجال الرياضة والألعاب. حيث استطاعت البلدان المتقدمة والتي استوعبت العمل الرياضي وعمقته وفهمت ضرورته ان تؤسس اولاً المنشآت الرياضية من ملاعب وقاعات ومضامير لكل أنواع الرياضات والألعاب. واستوعبت أهمية النشاطات الرياضية واثرها في حياة شعوبها، واثر ذلك في صحة المجتمع ونشاط أبنائه من الجنسين. ولهذا وجدنا ان البلدان المتحضرة والحديثة باشرت في أولى خطواتها تحضير وإنجاز البنى التحتية التي تساهم بناء رياضتها واعداد شعوبها صحياً وبدنياً وعقلياً انطلاقاً من مقولات وحكم حياتية منها (العقل السليم في الجسم السليم) وقدمت هذه الشعوب نماذج حياتية وحققت نتائج باهرة وقدمت ابطالاً وقيادات رياضية.

اما نحن فقد لاحقنا التخلف وحكمت علينا القوى الغاشمة بالتبعية والذل بينما كنا نموذجاً ومثالاً يحتذى به عليه اجد اليوم ان امامنا فرصة تاريخية للبحث عن فرصة للتقدم والرقي، ولنبدأ خطواتنا الأولى بالاهتمام بالبنى التحتية لمجتمعاتنا، واولها بلدنا وعراقنا العزيز وما دمنا نعمل في المجال الرياضي أطالب دولتنا وحكومتنا، وبعد ان أصدرت دستورنا الدائم وفي المادة 36 منه والتي تخص الرياضة ونصها (ممارسة الرياضة حق لكل فرد وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها)، وهذا النص واضح وصريح ويتطلب حق ممارسة الرياضة وتشجيعها وتوفير مستلزمات ممارستها وأول مستلزمات الرياضة هي توفير البنية التحتية من ملاعب ومنشآت رياضية. فقد عانى العراق ومنذ اكثر من قرن من الزمان من فقره بالملاعب والمنشآت الرياضية، ما تعذر عليه تنشيط العابه ورياضته وتطوير قابليات ابطاله وتنمية أسس العمل الرياضي بشكل متكامل، ووفق أسس حديثة ومتطورة وبقينا بسبب هذه الأحوال نسير بخطى (السلحفاة)، بينما العالم وبلدان الجوار والمنطقة سارت بخطوات متساوية، وقدمت نفسها وانجزت بنى تحتية رياضية مثل الملاعب والقاعات الرياضية والمضامير والمسابح وغيرها. واليوم ونحن نعيش في ظل تجربة جديدة واتجاهات ديمقراطية وتجربة برلمانية ومع كل اخطائها يتوجب علينا تحضير البنية التحتية لرياضة عراقية متطورة قادرة على احتضان أجيال الشباب والرياضيين بكل تنوعاتهم وتوجهاتهم خاصة وان عراقنا فقير بالملاعب والمنشآت الرياضية، وهذا الفقر في البنية التحتية الرياضية سيؤدي الى فقر وتراجع رياضي ولا يساعد على احداث نقلة نوعية لرياضة العراق ونهضته.

بدورنا، نناشد وزارة الشباب والرياضة الجهة المسؤولة عن البنية التحتية الرياضية ان تضع خطة طموحة لكل مدن ومحافظات العراق، وان لا يقتصر نشاطها وفعالياتها على بناء ملاعب لكرة القدم فالرياضة هي ألعاب متنوعة ونشاطات فاعلة يتطلب لممارستها ملاعب كاملة ومضامير ومسابح وقاعات رياضية قادرة على استيعاب جميع انواع الألعاب والنشاطات الرياضية، ليتسنى لهواة الرياضة والعابها التوجه لممارسة كل الألعاب والفعاليات. وان تأجيل او تأخير هذا الدور من قبل الوزارة سيؤدي الى تراجع الرياضة واخفاقها ونكوصها، بينما النجاح في تطوير هذا الجانب من البنية التحتية في كل المدن سيؤدي الى تطور ونمو الإنجاز الرياضي وتقدمه وهذا من احسن الأهداف التي نسعى اليها.

عرض مقالات: