اخر الاخبار

قبل أيام أغلقت دوائر الرقابة الصحية، خلال حملة تفتيشية في محافظة النجف، مطعما يقدم، وبسعر رخيص جدا، أطباقا من المشويات فيها ما لذ وطاب، ومعها أطباق مقبلات مغرية.

ولم يكن الزبائن يجدون في هذا المطعم مكانا شاغرا، فهو في معظم الأوقات مزدحم بالوافدين من كل حدب وصوب، لكن على حين غرة، وبدون أي مقدمات، انتشر خبر بشكل سريع على وسائل التواصل، مفاده بأن هذا المطعم يستخدم لحوم الحمير، بينما كتبت دوائر الرقابة أن المطعم أغلق لعدم التزامه بالشروط الصحية!

هنا أود الإشارة الى ان ظاهرة ذبح الحمير واستخدام لحومها في المطاعم، لم تكن وليدة اليوم، إنما تمتد إلى سنوات بعيدة، لا سيما في الثمانينيات ابان الحرب العراقية – الإيرانية. إذ كانت غالبية المطاعم الواقعة على الطرق الخارجية، البعيدة عن عين الرقابة، تقدم وجبات دسمة من لحوم الحمير (خاصة تشريب اللحم والكباب)!

ليس هذا وحسب، بل أن هناك مطاعم كانت تشتري لحم الكنغر المستورد من أستراليا، والذي يطلق عليه “لحم مجفن”. إذ كان هذا اللحم يقدم للجنود في المعسكرات، وكانوا لا يرغبون في تناوله، فيتم بيعه على أصحاب المطاعم سرا، ليقوموا بمزجه مع لحم العجل وتحويله إلى وجبات دسمة!

جدير بالذكر، أن هناك دولا عديدة، مثل مصر، رائدة في هذا الغش، ومثال على ذلك ما يكشفه الفيلم المصري “الخالة نوسة” للفنان محمد هنيدي. إذ يظهر مشهد لشرطة تداهم مطعما وتخرج منه حميرا معدة للذبح!

لذلك، من الضروري جدا أن تكثف الجهات الرقابية جولاتها الميدانية على المطاعم، لمتابعة مدى التزامها بالشروط الصحية، وما إذا كان هناك غش في عملها. فكثيرا ما تعرض مواطنون إلى تسمم غذائي بسبب تناولهم أطعمة ملوثة في مطاعم لا تراعي الشروط الصحية.

من جانب آخر، هناك حاجة ماسة إلى متابعة المحال التي تبيع أطعمة جاهزة تحت مسمى “أكل بيت”. فمثل هذه الأطعمة ومعها عصائر وألبان موضوعة في أطباق وقناني بلا ملصقات ولا معلومات عن المنشأ وتاريخ الصلاحية، تُصنع وراء الجدران، ولا أحد يعرف فيما إذا كان صانعوها ملتزمين بشروط النظافة والتعليمات الصحية.

ان هذه المخالفات خطيرة على صحة الإنسان، لذلك يتطلب من الوزارات والدوائر المعنية متابعة الأمر بشكل دقيق جاد.

عرض مقالات: