قبل ثلاثة أيام وضمن احتفالات الشيوعيين وأصدقائهم ومعهم الكثير من المواطنين الطيبين، بإيقاد الشمعة التاسعة والثمانين لتأسيس الحزب الذي فتح نوافذ الثقافة والإبداع للجميع، وتعلّمنا منه أبجدية المحبة والسلام، تمّ وضع الحجر الأساس لبناء بيت الحزب، من تعبهم وقوتهم، ومن جمهرة واسعة من المواطنين شاركوا بكلّ ذرّة رملٍ فيه، الكلّ ساهم في تدشين هذا الصرح الذي سيشمخ بالمحبّة والانسانية مثلما اهله الشامخون بالنضال والصمود والبسالة من أجل تحقيق الحلم المنشود في وطنٍ حرٍّ وشعبٍ سعيد.

باحتفالهم هذا وهم يضعون اللبنة الأولى في البنيان استذكروا عمراً من النضال والكفاح لتحقيق ذلك الشعار الذي قدّموا القرابين تلو القرابين من أجله، منذ اعتلى الشامخ بشهادته فهد ورفاقه المشانق هاتفين: الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق، مروراً بإسطورة الصمود سلام عادل ورفاقه، ووصولاً لهذه اللحظة العظيمة.

سيقول قائل: إنكم حالمون.

أُجيبُهُ: نعم، وهل هناك أفضل من أن تحلم وتبقى تناضل من أجل تحقيق حلمك هذا؟

نعم، حالمون وساعون بكل قوة لتحقيق هذا الحلم، لأنّنا رسمنا الوطن والناس على شغاف قلوبنا وحملنا كلمة الحق والنزاهة والأمانة ونكران الذات أيقونة على صدورنا، وعاهدنا أنفسنا على السعي بكل ما أوتينا من قوةٍ وصبرٍ لإسعاد الناس، فنحن منهم واليهم، لهذا انطبع حبنا في قلوب الناس جميعا وبالأخص العمّال والفقراء والكادحون.

حتى الأعداء لا يستطيعون أن يكرهونا رغم كل شيء، فاذا تحدّثوا عن سيرتنا المطرّزة بالمجد والكبرياء تكلل حديثهم بالذكر العطر لمآثرنا دائما، لأنّنا أصحاب أيادٍ بيض لم تُلوَث أبداً، ونفوسنا تشّع نزاهة وتفيض محبّة وشهامة.

كم من عثرةٍ لم توقف مسيرتنا.

وكم من طعنةِ غدرٍ لم توهننا.

وكم من مؤامرة دنيئة استهدفت سحق حلمنا، لكننا رفعنا بيرقنا عاليا فظل يشعّ شمساً في سماء الوطن.

وكم .. وكم .. كالعنقاء ننهض في كل وقتٍ لنصنع الجمال وننثر البهجة والفرح.

لهذا حينما نضع حجر أساس بيتنا مع إيقاد شمعة جديدة في سفر مسيرتنا الخالدة فإننا نكتب على هذا الحجر تاريخاً حافلاً بكل شيء: تضحيات/ نزاهة/ عبق/ إبداع/ ثقافة/ وعي/ رياضة/ فن وموسيقى..

ولأننا صانعو جمال، فالجمال ديدننا ورؤيتنا في كل احتفال. أينما نحلّ نطشّ الجمال ورود محبة للجميع ونغنّي:

والحجر الأسّ وضعناهُ

وبيت العزّ بنيناه

لتشمخ دوما يا حزبي

ولتعلو دوما يا شيوعي

في سفرٍ بالدمّ كتبناهُ.

عرض مقالات: