اخر الاخبار

تفاجأت بخبر نشر على وسائل الإعلام، أخيرا، مفاده بأن لبنان الشقيق اوقف صادراته من البصل إلى العراق، بسبب ارتفاع سعره في أسواقه المحلية.

أرى أن للبنان الحق في هذا الإجراء، طالما أن الأمر يمس قوت شعبه، لكن الذي اثار غضبي، هو استيرادنا هذا المحصول الذي نشتهر بزراعته، من بلد لا يمتلك دجلة أو فراتا!

ترى ما الذي ستقدمه وزارة الزراعة لسلتنا الغذائية، ونحن صرنا حتى البصل نستورده من دول الجوار؟ وما بالك ببقية المحاصيل؟ وكم هي تخصيصات الوزارة من الرواتب ونفقات التجهيزات كالأسمدة الكيمياوية والبذور؟

هذا ما آل إليه حالنا بعد أن تحولت مساحات شاسعة من أراضينا الزراعية، بقدرة قادر، إلى سكنية، وبعد أن غادر الفلاح مهنة الآباء والأجداد وتوجه إلى مهن بديلة.

أما بخصوص شح المياه، فلي أن أتساءل: لماذا لا تقوم الحكومة بالضغط السياسي والتجاري، وحتى من خلال الأمم المتحدة، على الدول المتشاطئة معنا، وتلزمها بتأمين حصصنا المائية!؟ 

هل يعقل ان العراق، ارض السواد ووادي الرافدين، بات يستورد البصل؟ متى تنتهي مهزلة استيراد المحاصيل الزراعية التي بإمكاننا زراعتها وتحقيق اكتفاء ذاتي منها، بل وحتى تصديرها؟ هل سيأتي اليوم الذي تؤدي فيه وزارة الزراعة وبقية الوزارات المعنية، أدوارها بالشكل الصحيح؟

مثل هذه المحاصيل المستوردة، لا أقول فقط أن الفلاح قادر على زراعتها في أرضه المخصصة للزراعة، بل حتى المواطن يستطيع زراعتها في حديقة منزله يا وزارة الزراعة!