اخر الاخبار

قالت العرب ان “الفساد اشد التحاما بالطبائع”، ويبدو ان القول جاء عن تجربة نرى اليوم برهانها في عراقنا المنكوب.

ففساد المنظومة الحاكمة ممتد الى جميع مفاصل الدولة، وحتى المجتمع لم يسلم منه، وكأن الفساد اصبح حقيقة مطلقة، ولا يمكن العيش الا من خلاله.

ومعلوم ان محاربة الفساد تتطلب إنفاذ القانون وتطبيقه بصرامة، لكن هذا لا يعني اعفاء الفرد من مسؤوليته في رفض هذا الشذوذ وليس التعايش معه. خصوصا وان الفساد ينتعش اذا ما انسحب الشرفاء والوطنيون من مواجهته، وتركوا الساحة للمتلونين والباحثين عن الفتات على موائد عتاة الفساد.

وعلى مدار التاريخ لم يتسلط الطغاة بفضل قوتهم وحسب، انما لوجود من يخدمهم بلا وعي ودراية، وما اكثرهؤلاء اليوم!

وندرك ان المنظومة الحاكمة تغذي الفساد وتقوي عناصره في مؤسسات الدولة وخارجها، وان المسؤولية الاخلاقية تتطلب مجابهة هؤلاء ورفض التعامل معهم ونبذهم اجتماعيا.

ونذكّر الموغلين في الفساد واتباعهم ان مصيرهم لن يكون افضل ممن سبقوهم، وان لعنة التاريخ ستلاحقهم الى الابد.

وتبقى محاربة الفساد همّا وطنيا يتوجب ان يتقاسمه الجميع، لكن الحصة الاكبر تبقى للسلطات المعنية.

عرض مقالات: