اخر الاخبار

ذهبت أيام زمان.. أيام كان النظام الاستبدادي المباد لا يعرف الحلال والحرام.. ذهبت (أيامه الغَبرة) وقلنا في دواخلنا جاءت أيام الخير، وسنعيش في بحبوبة النظام الجديد المتمسك بالتقوى والصلاح! وسينتهي وقت الهرولة للحصول على دجاجة وبيضة ورغيف خبز ابيضَ.. كانت فرحتنا كبيرة، لكن المصيبة (بقى ذاك الطاس وذاك الحمّام)! حيث مر عقدان على التغيير ولم تتغير أحوال البلاد والعباد، إنما ازدادت سوءا.

وبين هذا وذاك، تجد ثلة من الابواق المتربعة على وسائل الاعلام تزوق الخراب وتعلنه جمالا، وتقول اننا في نعيم ويأكل أولادنا الشوكولاتة ولا يخلو بيت من نعمة الانترنيت، وتلفازنا وهواتفنا النقالة تعرض عشرات البرامج التي تعلم زوجاتنا كل صباح على طرق مختلفة عجيبة وغريبة لطبخ البيض بين “الأومليت” و”العيون” و”الشكشوكة”، وعلى طرق غير تقليدية لطبخ الدجاج، ليكون “المندي” و”المسحوب” و”الكنتاكي” و”المقرمش”!

غير ان هؤلاء لا يتحدثون عن قتل الزراعة وطمس الصناعة. فشعب بلاد ما بين النهرين، الذي كان أول من خبر طرق وأساليب الزراعة والتدجين منذ عصور سحيقة، باتت دولته اليوم تستورد له الحنطة والدجاج وبيض المائدة من البرازيل وتركيا وإيران وأوكرانيا. بينما باعتنا المساكين يروّجون لبضاعتهم عبر مكبرات الصوت: “دجاج مع التنظيف سعر الكيلو 3 آلاف ونصف”، “طبقة البيض بـ 6 أو 7 آلاف”. أما رغيف الخبز، الذي أصبح بسمك قشرة البصل، فصار يباع كل 5 بألف دينار!

في آخر تقرير لمديرية زراعة كربلاء، نتقرأ انها انتجت وضخت للسوق المحلية في العام الماضي أكثر من 14 مليون بيضة خلال 30 يوما، واستطاعت ان تفقس أكثر من مليون و134 ألف بيضة خلال شهر واحد أيضا، وهي بذلك أكدت الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة ولحوم الدواجن وان هناك وفرة في هذين المنتجين، فضلا عن زيادة في المساحات الخاصة بزراعة الحنطة تبشر بموسم رائج لهذا المحصول!

لكن الرد على أسباب ارتفاع أسعار البيض والدواجن هذه الأيام جاء جاهزا، وهو ارتفاع سعر الدولار، ما انعكس على سعر علف الدجاج، والذي بلغ بين 500 ألف ومليون و500 ألف دينار للطن الواحد!

في كربلاء وحدها، هناك 8 مشاريع استثمارية لإنتاج الاعلاف، تصل طاقتها الإنتاجية إلى 9.5 أطنان في الساعة الواحدة. لذلك هي قادرة على سد الحاجة.

ومرة أخرى تؤكد تقارير صادرة عن دوائر الزراعة في المحافظة، أن هناك زيادة في انتاج محصول الحنطة وفي المساحات المزروعة بهذا المحصول. لكن أين الحنطة!؟

- موجودة في أوكرانيا، والجيش الروسي ضرب حصارا بحريا يمنع مرور السفن المحملة بالمحصول، وراحت فلوسك يا صابر!

عرض مقالات: