اخر الاخبار

منذ أن أشرقت شمس الحرية الموعودة التي انتظرناها طويلاً، عند سقوط حكم الطاغية ، ونحن لم نتحسس فيها شعاعاً ودفئاً ومحبةً !

اصطبغ أفقنا بالأحمر القاني، ودبّت سوسة الفساد لتنخر كل، مفاصل البلاد، واحترق الأخضر واليابس، فتبدّلت شمس الحرية هذه الى غيوم دكناء قاتمة وثقيلة، جداً !

لم تهنأ ليالينا أبداً ، بعدما كنّا نمنّي النفس بها مفعمة بالمحبة والسعادة، ويسطع فيها القمر الهادئ ليضيء جلساتنا سمراً وحكايات !

ولم تهدأ نهاراتنا أبداً، بعدما كنّا نمنّي أنفسنا بشمسٍ حانيةٍ تدغدغ أشعتها أفئدتنا و(تطبطب) على ظهورنا بكل حنان وطيبة وفرح !

ولم نُسْعَدْ بحياتنا أبداً، فبعد أن قاسينا الأمرّين من النظام الفاشي المقبور، حيث الحروب والعسكرتاريا والموت والخوف والقلق والاعتقالات والتشريد والإعدامات والمقابر الجماعية والحصار وما إلى ذلك، تسرّبت أحلامنا الوردية، بل تلاشت مع استفحال المحاصصة والطائفية التي فتحت للفساد أبواباً وشبابيك لا حصر لها، وصارت الأزمات ملازمة لنا ، بل تتفاقم يوما بعد آخر، حتى غدت الصورة القاتمة والغيمة المعتمة تلفّ البلاد بأجمعها !

بعد سقوط النظام السابق قلنا ستُفتحُ أبواب الجنة وسترفرف عصافير السعادة، وسننعم بحياة طيبة من العمران والأمان والمحبّة والخير والعمل والازدهار، لكن أحلامنا كانت وما زالت مجرد أحلام !!

نعم فُتِحَتْ أبواب الجنة، ولكن للشهداء من أبنائنا الشباب ونجوم مستقبلنا، الذين حصدهم الرصاص والقنابل المسيّلة للدموع.

ونعم فُتِحَتْ ابواب السعادة، ولكن للّصوص و مصّاصي الدماء والقتلة المأجورين، وهم يتلذذون بسفك دماء شبابنا الورود.

ونعم جاءتنا سنواتٌ أشدّ محنةً، وأكثر عتمةً وقتامة، بفعل الفساد والطائفية والمحاصصة والضمائر الميتة !

وأنا أكتب الآن بكيتُ حقاً ...

نعم،

بكيت على مستقبل الوطن الذي يقتله القنّاصون والغادرون واللصوص والفاسدون بكلّ اشكالهم !

بكيت على الناصرية و النجف وكربلاء وميسان والبصرة والسماوة وواسط وبابل والديوانية وقبلها الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وكل بقعة من أرض العراق التي خرّبتها الطائفية والمحاصصة والفساد والاهمال ،!

بكيت على مدن كان بإمكان المسؤولين منذ 2003 وليوم الناس هذا أن يجعلوها مدناً خيالية الجمال وأسطورية الروعة والتقدم والازدهار، لا أن يحيلوها خرابا، ودماءً، ودموع، وثكالى، وأيتام، وآهات !

لكنهم للأسف انهمكوا بسرقة قوتنا، وهدر دمنا، وتخريب مدننا، وملء جيوبهم من مالنا، ثم الهروب خارج الحدود، عائدين الى الأماكن التي جاءوا منها.

لا انتماء لهم إلاّ للدولار والدرهم وانتفاخ جيوبهم وكروشهم !!

ضيّعوا علينا كل شيء، الكرامة، الفرح، الاقتصاد، ،وحتى أعمار شبابنا، ولا ندري ماذا يريدون، بعد ..

لكننا وبعد كل شرورهم بحق الوطن والناس، لن نسمح لهم باقتراف المزيد.

نعم، ليس امامنا سوى ايقافهم عند حدهم ..

عرض مقالات: