اخر الاخبار

مؤسف حقاً أن تكثر الكتابات والنداءات والتظاهرات حول أزمةٍ ما، دون إيجاد حلٍ لها .. والأزمات كثيرة تتوالى كخرز المسبحة !

 لهذا نعيد الكرّةَ مرةً وأخرى لعلّنا نجد آذاناً صاغيةً ، ونطرق على الحديد إلى أن يلين وتلوح في الأفق بارقةُ حلٍّ لأزماتنا التي باتت مؤرقةً للناس جميعاً !

دخان المولّدات وزعيقها الذي لا ينقطع مع توالي انقطاع الكهرباء، الذي تشكو منه الناس وتصرخ منذ عقدين من السنين، وبالأخصّ في فصل الصيف حيث ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير اعتيادي، لتجد الأجساد والأرواح باحثةً عن بصيص أملٍ يفرّجُ أزمتها هذه !

أسوق هذه المقدمة كوني أعيش وأسمع وأقرأ ما يعانيه المواطنون من انقطاع التيار الكهربائي، وسطوة أصحاب المولدات الذين صاروا يتلاعبون بأعصاب الناس بمعنى الكلمة . قبل أيام انقطع السلك الواصل بين المولدة وبيتي فبقيت أبحث عن مكان القطع دون جدوى بسبب كثرة الأسلاك الواصلة للبيوت، التي كوّنت شبكة عنكبوتية تجعلك تدور في دوّامة البحث، مما يضطرّك الى ترك السلك المقطوع وشراء آخر جديداً . وبهذا تتضاعف خسارتك: أسلاك، جوزات ، لاصق، استئجار سلّم لربطها مع أجرة العامل، كل هذا وأنت لا ترى بصيص أملٍ بتحسّن الكهرباء ولو مرّة واحدة في السنة!

تظاهر المواطنون منذ سنوات ولا يزالون يتظاهرون متذمرين وهائجين، مطالبين الحكومة بالسعي إلى حلّ هذه الأزمة المستعصية التي صُرِفَت عليها عشرات مليارات الدولارات دون أدنى بارقة أمل!

في جميع دول العالم هناك وزارات وهيئات ومؤسسات تُعنى بالكهرباء وتكون ملزمة أمام الناس والقانون بتحسينها وتوفيرها على أحسن ما يكون، إلاّ عندنا حيث نسمع بين الحين والآخر تصريحات عقيمة لهذا المسؤول أو ذاك، حول تصدير الكهرباء قريبا إلى دول الجوار، او الدعوة الى خصخصتها بزعم ان ذلك هو الحل الأمثل. وبين هذا وذاك تجد الناس وقد أصابهم اليأس! فقد صرنا نستوردها من دول الجوار وبأثمان باهظة، وفوق هذا كله نجد سطوة أصحاب المولدات وتحكّمهم بأقدار المواطنين وأعصابهم في أوقات القطع والإيصال، حيث ارتفاع أسعار الامبيرات وتقديم الحجج الواهية بعدم وجود الكاز للتشغيل، وتحديد أوقات معيّنة من المحتمل أن لا تنقطع الكهرباء الوطنية ساعتها !

لو أن المليارات التي صُرفت لأجل تحسين الكهرباء انفقت بشكلٍ نزيهٍ وبإخلاص وانتماء حقيقي للناس والوطن، لانتهت هذه الأزمة منذ زمن بعيد، بل ونصدّر الفائض حقاً . لكن مَن يستمع؟! ومَن يقرأ ما يُكتب ؟! ومَن يستجيب لصوت الناس وشكواهم ؟! بل ومَن يمتلك ضميراً صاحياً لينهي أزمةً صارت تأكل وتشرب معنا وتؤرقنا ليلاً ونهاراً، فينقذَ الناس من سندان الكهرباء ومطرقة أصحاب المولدات كل يوم، ويحلّ أزمة واحدة لتكون بداية لحلّها جميعاً !!

عرض مقالات: