اخر الاخبار

ملعب الكشافة تاريخ حافل في ذاكرة العراقيين فقد تأسس كصرح رياضي في مطلع ثلاثينات القرن الماضي وشكل في تأسيسه مرحلة مهمة وحساسة في انتشار وتحسن الأداء الرياضي وجزءاً من النهضة الرياضية العراقية حيث اصبح الملعب جزءاً من الواقع الرياضي الأهم في الساحة العراقية، وقد مثل الملعب تاريخ الرياضة وانجازاتها وانتصاراتها، وكان لوزارة (المعارف العراقية) التربية دور في انشائه واحتضانه للنشاطات الرياضية المدرسية والجامعية اولاً وصارت أيام نهوض وتطور كرة القدم العراقية في خمسينات القرن الماضي مكاناً لاهم المباريات والاحداث الوطنية والدولية التي اسعدت جماهير الكرة وافرحت عشاقها بتحقيق احلى النتائج والمناسبات ايامها. وظل هذا الملعب يمثل الذاكرة الرياضية لكرة القدم العراقية حتى مطلع السبعينات حيث تأسس ملعب الشعب الدولي في عام 1966 ليفقد هذا الإرث الحضاري بريقه (ملعب الكشافة) ودوره وليحتل مكانه صنوه والأكثر حداثة (ملعب الشعب الدولي)، وهنا بدأت المشكلة وبدلاً من تواجد ملعب الشعب إضافة الى ملعب الكشافة (العتيد) والملاعب الأخرى التي شهدتها الساحة العراقية والبغدادية تواجدها واهميتها ودورها لتوسيع النشاطات والفعاليات الرياضية وجدنا ان ملعب الكشافة قد (احيل على التقاعد) وبذلك فقدنا رئة مهمة وضرورية للرياضة العراقية، وكانت الصدمة الأكبر يوم أصيبت مدرجات ملعب الكشافة أيام الحرب العراقية – الإيرانية بأضرار كبيرة حيث سقطت احدى القنابل عليه وتسببت في تهديم جزء من مدرجاته الوسطية.

وفي التسعينات ضربت عاصفة هوجاء احد أعمدة الإضاءة الكاشفة وتسببت في سقوطها وتخريبها وظلت حتى الساعة دون معالجة ولا تصليح، وبهذا تعطل ملعب الكشافة من أداء دوره الرياضي والمساعدة على ممارسة الرياضة وكرة القدم للفرق المدرسية والشعبية لأبناء مناطق الكسرة والوزيرية والاعظمية وراغبة خاتون وغيرهما، وبذلك خسرت المدارس والفرق الشعبية ساحة لعب ونشاط رياضي مدرسي مهم لها تاريخ مهم في تطوير الرياضة المدرسية منذ ثلاثينات القرن الماضي وقدمت للرياضة العراقية نجوماً وابطالاً وانجازات يشار لها بالبنان.

وبعد التغيير الذي حصل في الوطن ناشدنا الجهات المختصة الاهتمام بهذا المرفق الحيوي الحساس والملعب ذي الموقع الاستراتيجي والمناسب والقريب على مناطق شعبية وتواجد مئات المدارس في محيطه ولأهمية ممارسة الألعاب الرياضية في المدارس واثرها النفسي والجسدي في العلوم والمعارف الا اننا نجد ان اهمالاً متعمداً وتقصيراً واضحاً من جميع الجهات المعنية.

عليه نقول من المسؤول عن حال ملعب الكشافة ومن له حق التصرف هل هي وزارة التربية ام وزارة الشباب والرياضة ام محافظة بغداد؟ نقول أي جهة رسمية كانت فالقضية وطنية تهم الرياضة والشباب والكل مسؤول عنها وهناك مادة دستورية رقم 36 تعنى بالرياضة واهميتها وضرورة رعايتها. الأهم ان تفكروا بإعمار هذا الملعب وتطويره لأنه يهم الآلاف من الشبيبة وبجواره كلية التربية الرياضية – للبنات ومئات المدارس والآلاف من دور السكن لمتوسطي الحال مما يتطلب إعادة الحياة الى هذا المعلم الحيوي الرياضي والشبابي. وقد بذلنا جهوداً حثيثة مع المديرية العامة للرياضة المدرسية وقد اعلمتنا الجهات هذه ان هناك توجهات لشركات عالمية متخصصة في بناء المدارس والملاعب كانت قد قدمت تخطيطات لمدينة رياضية حديثة بديلاً عن الملعب المذكور وعلى انقاضه ليكون مجمعاً رياضياً مدرسياً يضم ملعباً وفندقاً وملاعباً لألعاب أخرى ومسبحاً للطلبة.. هذا الطموح الذي نطلبه للطلبة.. ولنا عودة.

عرض مقالات: